بسم الله الرحمن الرحيم أكتب إليكم وقد اغرورقت عيناي بالدموع ، فأنا فتاة من اسر محافظة ، أحفظ القرآن الكريم ولله الحمد ، من أبوين ملتزمين ، فوالدي أحد المشايخ ، من اسرة فوق المتوسطة ، تقدم رجل لخطبتي ووافقنا ، وبعد الزواج بعدة أشهر صرح لي أنه يكرهني ، وقال لي : اتحداك تقولين إني أكرهك ، لو قلتيها راح أوديك الأن منزل أبوك ، فأنا اعرف انك تكرهينيني لكن هذا شعور دفين لديك تخافين من إظهاره ، وعلى هذا بنيت حياتي ، أصبحت أعيش مع إنسان يكرهني ، جاف جدا في المعاملة ، أحيانا والله ثم والله يجلس أشهر لا يكلمني دون سبب ، هذا غير التجريح أحيانا بألفاظ نابية ، عندي بنتان وولد ، يأخذ أولادي يذهب بهم للحديقة دون أن يقول تعالي معنا يافلانة ، إ1ا رجع من الدوام يقول جهزي العشاء فقط كلمة واحدة ، انتظره يأكل وأرفع الصحون وأدخل مع أولادي ننام في غرفة مستقلة وهو في غرفة مستقلة ، تعبت والله تعبت ، أ:تب الآن والله دموعي تنهمر على عيني ، يعلم الله وبشهادة جميع من حولي أني أعامل أهله أحسن معاملة وكذا هو لم أرفع صوتي عليه ، لم أسبه ، لم أفعل أي شيء ومع هذا لا أجد سوى الجحود حتى الكلام لا أجده ، الكلمة لا أجدها ، هدية والله لم يفعلها قبل ذلك ، وقد قال لي كل ما هو فيه للأنني أكرهه ، والله أدعو عليه ليل نهار ، لم أدعو عليه بالموت لا والله ، لأن الموت راحة ، أدعو أن يذيقه الله أصناف العذاب ،وأن يعجل الله لي بالفرج ، بنتي الكبرى 5 سنوات أصبحت تكرهه ، بالأمس قالت له لم أرى أسوء منك في الرجال ، يعلم الله أنني أحاول أن أحببها فيه ، فقال لها أهل أمك هم من علموك ذلك ، لا تذهبي عندهم مرة أخرى ، يعلم الله أن أهلي بشهادة الجميع من أحسن الأهل ، ماذا أفعل هل أطلب الطلاق ؟ أم أكتفي بالدعاء عليه ليل نهار علَّ الله يبتليه بما هو أهل له ويريحني منه . اللهم انتقم منه بعدلك ياااااااااااارب فقد آذى عبده ضعيفة مسكينة وظلمها ، الله أنت حسبي وأنت نعم الوكيل . أختكم المجروحة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يطتب لك خيرا ويبدلك خيرا ويعوّضك خيرا . .
وإن أسوأ الناس من الرجال من لم يقم في قلبه تعظيم لحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال ( اللهم إنّي أحرّج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ) .
ومن لم يعظّ/ قول الله ( وعاشروهنّ بالمعروف ) . .
ولقد وعظ الله الرّجال ( الأزواج خصوصاً ) بقوله : " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً إن الله كان عليّاً كبيراً ) .
فنبّه إلى عظمته وقدرته وقوّته . . والمؤمن الحصيف يراعي معنى ( إن الله كان عليّاً كبيراً ) فلا يستعلي أو يستكبر على امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة إلاّ بالله !
ولئن عجزت هذه الضعيفة أن تستخلص حقها ممن ( ظلمها ) فإن أعظم ما ينبغي أن يخافه الزوج من زوجته أن ترفع شكواها إلى الله الذي وصف نفسه بقوله ( إن الله كان عليّا كبيراً ) ..
هذه نصيحة أعظ نفسي بها وكل زوج ، وكل شاب مقبل على الزواج أن يقوم ففي قلبه تعظيم الله تعالى وتعظيم أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ووصيته بالنساء .
أخيّة . .
دعيني أبدأ من حيث انتهت رسالتك . . .
لماذا الدعاء على زوجك ..؟!
إن كنتِ فعلاً ترين أنك ضعيفة مظلومة فأنت مامورة برفع الظلم عن نفسك لا أن تستسلمي للظلم .
الدعاء وحده دون سلوك الوسائل المشروعة في دفع الظلم لا يكفي !
بعض الزوجات هي من تقوّي في نفس زوجها نزعة الظلم حين تعيش دور الضحيّة .
إن الله علّمك وعلّم كل زوجة تجد من زوجها ظلماً أو ضيقاً أو مشقة أو إعراضا كيف تتصرف في قوله : ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء : 128] .
مما يعني أن على الزوجة أن لا تبقى حبيسة في ( أوهام ) من الأفكار والتخيّلات لأمور مستقبليّة - الله أعلم لو كانت كيف تكون - فتعيش تمثّل دور الضحيّة في حياتها مع زوجها وتتجرّع الألم والظلم .. ثم تقول ( زوجي وزوجي ) وتدعو عليه !!
الشرع الذي أمر الزوجة بطاعة زوجها في غير معصية ..
هو ذاته الشرع الذي يطلب منها أن تسعى في رفع الظلم عن نفسها ليس بالدعاء فحسب ، بل بخطوات عمليّة تصون به كرامتها وتحفظ إنسانيّتها . .
لذلك .. أنصحك :
- تخلّصي من أي أفكار سلبيّة أو تخيّلات أو توهّمات لا حقيقة لها . فالحياة سعتها وضيقها بيد الله .
- أن تتكلّمي مع زوجك بهدوء وبحزم .. وتذكريه بعظمة الله ، وتذكريه بعظمة الميثاق الذي استحلّ بها فرجك ، وتخوّفيه بالله .. وتخبريه أنك وإن عجزتِ عن أن تبوحي بأمرك لأهلك أو اهله فإنه لا شيء يمنعك من أن ترفعي أمرك إلى الله الذي ليس بينه وبين دعوة المظلوم حجاب !
- وفي نفس الوقت إذا وعظتيه وذكّرتيه بعظمة الله وخوّفتيه بالله ومن الله .. أحسني في التبعّل له والقيام بواجبك ، والدعاء له أن يصلح الله قلبه .
- فإن استمرّ فيما هو عليه .. فإن من الحكمة أن توسّطي بعض أهلك للإصلاح ومناصحة زوجك . ولو لم يقبل هو بذلك . .
- فإن وصل الأمر إلى حدّ ( الفراق ) فإن اليقين الذي امتلأ في قلبك أن الله يستجيب دعائك عليه .. فليمتلئ قلبك يقينا بمعونة الله لك ، وتوسعيه عليك لو حصل الفراق بينكما .. وهو الذي قال : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) [النساء : 130] .
وختم سورة الطلاق بقوله : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق : 12]
فختم آيات الطلاق بالعلم والقدرة . . فاملئي قلبك يقينا بقدرته ورحمته وسعة رزقه .
هنا لا أدعوك للطلاق .. لكن في نفس الوقت لا أقول لك ( استبعدي الطلاق ) من خياراتك .!
ربما خوف بعض الزوجات من تبعات الطلاق ..
التبعات الاجتماعيّة والماديّة والنفسيّة . . تجعلها تقبل العيش في سطوة الألم والظلم وتتجرع مرارته !
ثم هي تدعو عليه . . فلا هي التي تعايشت برضا .. ولا هي التي اختارت فكاك نفسها .
لذلك أنصحك ..
المناصحة والموعظة . . فإن لم يستجب فلتكن كل الخيارات مفتوحة أمامك .
ولتكن ثقتك بالله أعظم .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني