السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد: انا شاب في 20 من عمري وامشي مع شاب أكبر مني سنا بفرق بسيط وهو لي بمثابة الاخ والحبيب والصديق . وفي يوم من الايام حدثت مشكلة بيني وبينه فابتعدنا عن بعض لمدة اسبوع تقريبا ! فارسل لي رسالة اشتياق وفي اليوم التالي ذهبت لأراه فسلمت عليه . والدي يعلم أننا ابتعدنا عن بعض لمدة اسبوع وبدأ يشك في الأمر ماذا حدث بيننا وكانت مشكلة بسيطة ودخل فيها الشيطان والعياذ بالله ، فأبي بدأ يضيّق عليّ الدنيا وقال لي : لا تمشي مع صديقك لان لديك اختبارات . فقلت له : طيب وبعد الاختبارات سوف اخرج معه وقال لي : لابعد الاختبارات ولا اي يوم لا تمشي معاه الى الابد ! وانا لم أرَ من صديقي الا كل خير وكان ينصحني وانصحه وابي يريد التفريق بيننا ارجوكم ساعدوني في أسرع وقت ؛ علما اني صعب أقول لزميلي ابتعد عني فهو من يؤنسني ويفرحني ونخرج سويا فأنا أرتاح له !
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في والديك ، وان يرزقك حسن البرّ بهما . .
وهنيئا لك يا بني أن رزقك الله ( أباً ) يشعر نحوك بالحرص والاهتمام حتى وأنت بمثل هذاالعمر . . يوجد هناك من لا أب له ، ويتمنى لو كان له ( اب ) وهناك من له ( أب ) لكنه مشغول عنه الليل والنهار . . فهنيئا ثم هنيئا لك أن الله رزقك ( اباً ) يحرص عليك .
بنيّ ...
النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الوالد أوسط ابواب الجنة ) . . فماذا لو وقفت بين خيارين ماذا تختار :
هل تختار صديقك أو تختار والدك ؟!
بنيّ . .
نعم . . أشعر بحاجة الشاب في مثل عمرك إلى صديق .. وكلنا ذاك الإنسان الذي يأنس إلى الأصدقاء . .
وحين تواجه مشكلة في هذا الاتجاه لا ينبغي أن تكرّس حولك المشاعر والأفكار السلبيّة بقدر ما ينبغي أن تنظر لمشكلتك بعين إيجابيّة فقط حتى تستطيع أن تتعامل معها بطريقة صحيحة . .
لا تقل ( والدي يريد أن يفرّق بيني وبين صديقي ) .. ففي الواقع والدك لا يريد أن يفرّق .. هو يريد ( أن يحميك ) بغضّ النظر هل موقفه صحيح أو لا !
غير أن دافعه في موقفه هذا هو دافع ( إيجابي ) .. وليس دافع سلبي ..
حين تتفهّم موقف والدك من خلال هذاالدافع .. فهذا يمنحك فرصة أن تتحاور مع والدك بهدوء .. وتشعره بأنك تحترم رأيه ، وتثق بتوجيهه ونصيحته . . ثم بيّن له المشكلة التي حصلت بينك وبين صديقك ، واطلب منه أن يلتقي بصديقك ليعرفه عن قرب .
المقصود أن تفتح مساحة عند والدك يستطيع من خلالها أن يطمئنّ إلى : ثقتك به وبتربيته ونصحه لك ، وفي نفس الوقت تمنحه هذه المساحة أن يقترب من صديقك ليعرف من هو . .
يا عزيزي . .
والدك يعيش عواطف الأبوّة نحوك ولو قسى في طلبه أو موقفه !
ولو قدّر الله لك وبلغت هذاالحال وصرت ( أباً ) فستدرك حجم هذه العاطفة وتأثيراتها على الشخص حين تتحرك في دواخله .
عزيزي . .
اقبل من والدك ما يريده منك . . ما دام أنه في حدود الممكن والمباح .
ركّز الآن في دراستك واختباراتك . .
اقترب من والدك أكثر . .
اخلق بينك وبين والدك مساحة للحوار في أمورك وأمور بيتكم ..
اعتذر لصديقك بهدوء . . وقل له : احتاج هذه الفترة أن أركّز في دراستي والاختبارات ..
ثم يا بنيّ . .
ابنِ بينك وبين والدك صداقة . .
لا تجعل خيارك من الأصدقاء فقط هو هذا الشاب !
فهذا الشاب قد يمرض أو يسافر أو يحصل شيء يفرّق بينكما وقد يموت . .
لذلك لا تحصر نفسك في خيار واحد على أن اختيار الصديق الصالح في مثل هذا الزمان شيء عزيز . .
لذلك تصادق مع والدك ..
مع والدتك ..
مع اخوانك ..
وهذا لا يمنع بعد الاختبارات أن تتكلم مع والدك وبهدوء بشأن هذا الصديق .
واكثر من الدعاء . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني