السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،، جزاكم الله خيرا على هذا الموقع .ساؤلي هو كالتالي.... انتمي لاسرة تتكون من 4 ذكور،و بنتان، امثل ابنت الكبرى... عشنا ظروفا قسية منذ الصغر خاصة من حيث المسكن،،،غرفة واحدة فقط لكل العائلة من الله علي و اتممت دراستي كصيدلانية، و بدأت اشتغل و لله الحمد لاني بحاجة ماسة لمساعدة اهلي......و جمع المال لشراء بيت صغير دون ربى ،بعدها بمدة قليلة يبيع ابي الغرفة بمبلغ زهيد لنطرد جميعا الى الخارج بحجة اني استطيع توفير ثمن الكراء...و الا فالافضل اخد قرض ربوي و من تم شراء بيت لادفع تمن الكراء للبنك و من تم اضمن ملكيت البيت للجميع،دون كترة التنقلات من بيت لبيت لاسرة تتكون من 8 افراد كلهم كبار و قل من يتقبلهم كمكترين عنده،هذا كان رأي الجميع... لكن فوالله الذي لا إله غيره،فضلت الكراء و الدفع الشهري الى ان يجعل الله لنا مخرجا... و استمر الحال هكدا مدة 4 سنوات،تزوجت اختي الصغرى و لله الحمد,, كان شرطي في الزواج اعالة اسرتي ،،الى ان من الله علي بزوج متفهم لوضعي و ظروفي تقبل الأمر و لله الحمد ،زوجي انذاك كان في وضية استيداع (اي عطلة مطولة دون رصيد)هذا لانه كان قد بدأ الدراسة بدولة اجنبية،قبل ان يتقدم لي.... ناقشته في كل التفاصيل بحضور احد كبار محارمي،فكان شرطه ان اسافر معه،،و ان يتعهد بالدفع المسبق مكاني...قبلت فتزوجنا و الحمد لله.... ( و قد اخذت ايضا عطلة مطولة دون رصيد)الى ان يتمم ما سافر من اجله،مرت الان 6 اشهر و الاموربخير و الحمد لله بعد اللحاق به ،فإذا امي المسكينة تتصل بنا لان صاحب البيت يرفض تجديد عقد الكراء و يريد بيته،،و قد بحتت بكل ما أو تيت من جهد لتجد البديل فلم تجد،،و كل من يسمع ان معها 4 ذكور يرفض ان يكريها، زد ان تمن الكراء صار خياليا لان العقار في بلدنا اصبح لا يقتدر عليه و هو ما يقلل فرص الكراء....ا نا بعيدة جدا و لا استطيع السفر اليها و لا اشتغل و ابحت عن عمل لكن صعب لاني محجبة و ظروف زوجي لا تسمح...انا افكر فيها و في اخوتي، و ادعو الله....لكن تعبت و اتعبت معي هذا الزوج ،،افكر الان بحل البنك ان تقترض بالمبلغ الذي كنت قد دفعته كتسبيق اثناء كتابتي لعقد الكراء. و تدفع تمن الكراء للبنك خير من ان تبقى مهددة في كل حين. افتوني و اريحوني آراحكم الله....انتظر ردكم .

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يكفيك بحلاله عن حرامه وبفضله عمّن سواه . .

 أخيّة . .
 المؤمن في هذه الحياة ( مبتلى ) بالخير والشر . قال تعالى : " ونبلوكم بالشرّ والخير فتنة " .
 والله تعالى قد قسّم الأرزاق بين عباده بما يتناسب ويتوافق مع الأصلح والألطف بخلقه . قال تعالى : " الله لطيف بعباده " .
 وقال : " الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " .
 يعني هو الأعلم بخلقه بما يُصلحهم وبما هو الأنفع لهم ، وهو لطيف بما يقدّره عليهم ولو كانت في نظرهم أنها أقدار مؤلمة .
 وعليه فلن يكون أحد مهما بلغ من الرحمة واللطف أرحم بالخلق من الخالق .
 وشريعة الله هي شريعة الرحمة واليسر .
 
 وما ذكرته أخيّة من وضع أهلك وحالهم مع ( البيت ) و ( السكن ) . . هو حال قد لا يكون  خاصّا بكم ، فهناك الكثير الكثير من الناس لا يجدون مأوى ولا سكن يسكون فيه .
 والواقع من حلوك يشهد على هذا .
 وسؤالك عن حكم أخذ مال ( بالقرض الربوي ) لجل كراء منزل وامتلاكه .
 فالجواب على هذا :
 
 الأصل في الربا أنه من المحرمات القطعيّة . التي لا تباح بحال إلاّ في حال الإكراه أو الضرورة المهلكة .
 ومعنى الضرورة المهلكة : هي الضرورة التي تتعلق بضرر يقع على الدين أو البدن أو العقل أو العرض أو المال – وهي ما يسمى " الضرورات الخمس " - ، وليست هي المشقة التي يمكن تحملها ، بل هي الضرورة التي قد تسبب له هلاكاً ، أو تلفاً أو سجنا طويلاً أو مرضا مزمناً . .
 
 وعليه فما دام أنه يمكن كراء بيت  بالإيجار الشهري - على ما في ذلك من المشقة -  فإنه لا يجوز للانسان أن يلجأ للربا ما دام هذا الحلّ ممكناً .
 فإن المشقة مع ( تقوى الله ) خير من  البحبوحة  في محاربة الله .
 والله تعالى يقول  : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " وقال : " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " .

 لذلك  إن كان ولابد فاقترضي مبلغا من صديق أو جار  أو معروف أو ثقة ، واكتبي له ضمانات السداد من غير فوائد واشتري بهذا المبلغ منزلاً ولو بسيطاً يجمع أهلك .
 او تكلّمي مع أهلك وقراباتك في أن يتعاونوا جميعاً في توفير بيت ولو صغير لوالدك واخوتك على كراء تتكفلين به لهم . .
 وهكذا ..
 الاجتهاد في طلب المباح هو باب اليسر والتوفيق والبركة ولو كان في ظاهر الأمر المشقة والتعب .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛