بسم الله الرحمن الرحيم مشكلتي تتلخص في أن زوجي لا يملأ عيني فأنا امرأة جميلة جدا وكنت مجتهدة في دراستي حتى أني كنت الأولى على دفعتي وأنا أحفظ القرآن كاملا ولله المنة والفضل أعيش وكل من حولي من صديقاتي وأخواتي وزوجات إخواني يغرن مني ولدي همة أتعبتني وأتعبت من حولي ولدي من زوجي البنين والبنات وقد حفظت أبنائي القرآن وهم مجتهدون وموهوبون في الدراسة ولله الحمد ، وبالمقابل فإن زوجي ليس بذاك الجمال ثم إنه لم يكن متفوقا بل كان يرسب وهمته لم تسعفه حتى لتطوير ذاته وكثير من المشاكل تكون بسبب طلبي منه أن يبذل شيئا في تربية أبنائنا وأن يساعدني في ذلك ولكن كل مرة أتحطم بجدار الإحباط منه وأعود لأبذل الجهد بمفردي ! أنا ما مدحت نفسي إلا لتصور المشكلة ولست من النوع الذي يمدح نفسه دون داع فأنا أريد حلا لي وليس لزوجي لأني أشعر أني أحتاج لتغيير نظرتي إليه فأنا أكتم عنه هذه المشاعر بل وبعد هذا أقول أني وزوجي نحب بعضنا لدرجة العشق أحيانا وحياتنا في المجمل مستقرة فهو يحبني جدا وأنا أحبه لطيبته ولحبه لي ، ولكن في داخلي أعاني صراعا نفسيا وتأنيبا ذاتيا ينغص علي سعادتي ويجعلني أخطئ في حق الرجل الذي أحبه فسلبياته تطغى في عيني حتى تغطي على إيجابياته بل وتجعلني لا أحترمه في ذاتي ولكني أكتم ذلك حتى إذا ما غضبت يوما تفوهت بما لا ينبغي من أنه لايساعدني وليس لديه همة دون أن أذكر له أنه ليس الإنسان الذي أتمناه وأني ندمت على الزواج منه . إني أريد الحل مع نفسي فزوجي رجل صالح وتتمناه الكثير من النساء ولكن نفسي لا تعجبها العجب . وإني حقيقة أخاف على علاقتنا أن ينفذ صبر الرجل علي يوما والله المستعان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياةالودّ والرحمة ، ويسلل سخيمة قلبك ويشرح بالإيمان صدرك . .
أخيّة . . .
الحياة بين الزوجين والعلاقة بينهما هي علاقة ( تكاملية ) لا علاقة ( تفاضليّة ) !
بمعنى أن كل طرف بما يمتلك من مميزات وإيجابيّات يكمل نقص الاخر . .
والهل تعالى قد خل الخلق وجعلهم قدرات ومواهب وطاقات ولم يجعلهم جميعاً في مستوى واحد من القدرة والطاقة والموهبة .. وتلك سنة الله في خلقه : " ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريّاً " يعني سخرنا بعضكم إلى بعض فمهمابلغ ذكاء الانسان أو غناه إلاّ أنه محتاج إلى من هو دونه ، فبعضهم مسخر لبعض . .
نعم تميّزت على زوجك بما وهبك الله من العلم والذكاء والحفظ .. لكن ألا تلاحظين أن الله وهب زوجك صفة هي أندرمن النّأدر أن تكون في الناس ؟!
فتشي في زوجك . .
إنه يحمل بين جنبيه قلباً ( يحبك ) حبّاً ليس فيه أي شعور بالتضجّر أو الألم كمثل الألم الذي تحملينه أنت تجاهه .
ماذا لو كان زوجك ينظر لك بنفس المنظار ؟!
ألا تعتقدين ان هذاالحب الذي يملؤ قلبه لك . . شيء يستحق أن يكون مميّزاً . .
نعم . .
بعض الاباء قد يكون قليل الحيلة ، قدراته وقدرته ليست بذاك في تربية الأبناء في الاهتمام بعائلته !
هنا يأتي دور ( الأم ) . .
يا أختي ..
حين أعطاك الله وسام ( أمك ثم أمك ثم أمك ) . . هل هو وسام بلا ( عمل ) ؟!
حين أُعطيت وسام ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) هل هو وسام فقط لا يتجاوز حدود الحمل والولادة ؟!
لكل غُنم غرم أيتها المباركة . .
لا تتأمّلي من زوجك أن يكون شيئا آخر . .
نعم . . مطالب منه أن يطوّر من ذاته ، ومطلوب منك ان تكوني رفيقة به في تحقيق هذاالمطلب .. كما لا تتوقعي أن يتغيّر في لحظة وضحاها . .
النصيحة لك . .
1 - أن تتذكري فضل الله عليك . وان حق نعمة الله عليك ( الشكر ) .
والشكر من أهم علاماته ( التواضع ) وبذل النعمة للآخرين .
2 - أن تحرصي دائماً على تنمية الحب بينك وبين زوجك بالكلمة النظرة واللمسة . . قاومي شعورك تجاه بالمصارحة بالحب وبممارسة الحب معه بكل ما هو ممكن لك .
3 - أن لا تربطي بين دورك في الأسرة وبين دروه هو . .
ليس هناك شيء اسمه ( كل شي علي وانت ما سويت شي ) !
الأبناء هم رأس مالك وماله . . فإن كان هو قصّر فيهم بسبب أو أو بدون سبب فليس من العقل ولا من الحكمة أن تقصّري أنت . .
اجعلي أبناءك هدفاً من أهدافك . .
موسى عليه السلام خرج من حضن امرأة !
وعيسى عليه السلام . . !
ومحمد صلى الله عليه وسلم ...
والامام أحمد بن حنبل ..
والمجدد شيخ الاسلام ابن تيمية . .
كل هؤلاء وغيرهم من العظماء .. خرجوا من بين أحضان ( امرأة ) . .
4 - تذكّري دائماً أن العلم ليس بـ ( كمية المعرفة والمعلومة والحفظ ) . .
العلم بـ ( العمل ) . . فالعلم الذي يثمر ( عملاً ) ففي الحقيقة هو مجرد ( نسخة زائدة ) .
لذلك ما وهبك الله إيّاه من العلم والفطنة . . أخرجيه على صورة عمل .
ثقي تماماً . . من السهل ان تجدي شخصاً مميّزا جداً .. لكن ليس من السهل أن تجدي ( قلباً محبّاً ) . .
بارك الله فيك ولك . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني