أقولها وبكل أسى بأني امرأة متزوجة وأبلغ من العمر أربعين عاما ولدي ثلاثة من الاولاد ولكن ما يضيع حياتي وينكد علي عيشي تلك العصبية التي لا أستطيع ان اكبحها وللأسف الشديد أفرغها في أبنائي وأعتقد أن ذلك سببه عدم قدرتهم للرد علي وبكل الاحوال أنا سريعة الإنفعال وبعدها أندم وأقول في نفسي ليت الذي فعلته لم يكن والشي الذي لاحظته هو إني صبورة مع الغير ولكن وحينما أتضايق من فعل ما تكون ردة فعلي عنيفة جدا فماذا أفعل فلقد لجأت إلى الدعاء والصلاة والإستغفار حتى بأخذ الشهيق والزفير وكذلك العد بالأرقام ولكن دون جدوى أفيدوني رحمكم الله .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصرف عنك السوء والفحشاء ويكفيك شرّ الشيطان وشركه . .
أخيّة . . . .
كل إنسان خلق الله فيه مثل هذه النوازع من الغضب . والتميّز ليس في كون أن الإنسان لا يغضب .
إنما التميّز ومحل الفضل والفضيلة أن يضبط الانسان ( غضبه ) ومشاعره متأدّباً بأدب الإسلام . . فإن في الغضب عبوديات لا تحصل إلاّ بوجود هذه النزعة في الانسان ( نزعة الغضب ) . فعبوديّة كظم الغيظ ، والعبودية لله تعالى بامتثال أدب الوحي عند الغضب كل هذه العبوديات مترتبة على هذه النزعة والنزغة في النفس البشريّة .
لذلك إذا اردت أن تضبطي مشاعر الغضب عندك فلابد ان تعرفي أن التغيير في السولك والمشاعر يحتاج إلى وقت . . ولا يمكن أن يحصل هناك تغيير غذا حصل السخط والياس والجزع والملل !
أنصحك :
1 - أن تتذكّري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغضب فقال : " لا تغضب " ورددها مراراً قال : " لا تغضب " . دائما إذا لاحظت مشاعر الغضب تثور بين جنبيك تذكّري وصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، واستشعري أنه بين يديك ينصحك لحظتها ( لا تغضبي ) .
تمرّني على هذا الاستشعار واستحضار وصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وتخيّلي الموقف وكانه بين يديك يوصيك .
2 - التزمي أدب الوحي في لحظة الغضب :
- قولي ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) .
- غيّري من حالك فإن كنت واقفة اجلسي . وإن كنت جالسة كوني على جنبك . .
فمثلاً حين يتصرف أحد الاولاد بطريقة مزعجة وكنت واقفة .. اجلسي .. أو كنت جالسة فكوني على جنبك ..
- افزعي إلى الوضوء والصلاة .
- مباشرة عوّدي لسانك على الدعاء بالهداية لابنائك .
3 - اتفقي مع أبنائك . .
قولي لهم غذا رأيتموني معصبة ذكروني بالله .. ذكروني أ، اقول ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) . . ذكروني بوصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) ..
اتفقي معهم على طريقة معيّنة يذكّرونك بها . . ومع الأيام ستجدين أن علاقتك مع ابنائك صارت أفضل واجمل ، وفي نفس الوقت علّمت نفسك وابنائك كيفية ضبط مشاعر الغضب .
4 - أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال وشأن .
فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب كفاية الهموم .
5 - تعوّدي وتحمّلي أن تعتذري ..
فحين يهدأ غضبك .. اعتذري لأبنائك ، اعتذري لزوجك ، لصديقتك من اي شخص غضبت عليه وبالغت في إيلامه بالغضب أو الصراخ أو نحو ذلك .
نعم ألزمي نفسك بالاعتذار . .
تحمل مسؤولية وتبعات ( الغضب ) يعوّدك على ضبط مشاعرك مرة أخرى .
6 - تعوّدي أن تكوني مبتسمة سواء كنت بمفردك أو مع اي أحد .. تعوّدي أن تكون البسمة مرسومة على ثغرك . .
7 - كوني مرحة . .
وحاولي أن تتعاملي مع مواقف الغضب بمرح . . فمثلاً حين يقوم أحد الابناء بفعل أمر مزعج حاولي أن تعاتبيه بطريقة مرحة .. ( اجري خلفه بمسدس الماء مثلا ) اطلبي منه أن يقوم بحركات رياضية مضحكة ولطيفة وخفيفة كعقوبة له على ازعاجه - مثلاً - .
الفكرة قد تبدوا سخيفة في ظاهرها .. لكن حاولي أن تطبقيها وستجدين أنك أفضل مماأنت عليه الآن .
8 - تعلّمي المصارحة . .
فحين تكوني مع صديقاتك وجاراتك ويحصل أمر يثير غضبك وتجدين أنك تكتمينه لتفرغيه في بيتك وعلى أولادك . . لا .. لا تفعلي ذلك ..
لكن أخرجي الموقف في لحظته بالمصارحة . .
فحين يحدث شيء يثير غضبك من صديقة أو جارة صارحيه بلطف أن هذا الأمر ضايقك .. وهكذا تعوّدي على المصارحة .
يا أخيّة . .
يقول صلى الله عليه وسلم : " تعرف على الله في الرّخاء يعرفك في الشدّة " ففي لحظات الرخاء كوني قريبة من الله .. اهتمي بصلاتك وقرآنك وذكر الله تعالى ..
في لحظات الرخاء .. مارسي الحب مع ابنائك واطفالك بالكلمة الدافئة والاحتضان والتقبيل .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني