أحب زوجتي لطيبتها ولطفها واهتمامها بي والاهم علاقتها الطيبة مع امي. لكن على ستوى آخر فهي لاتتوافق معي فكريا ولاثقافيا، فنختلف على اسلوب التربية والتطوير الفكري والثقافي للفرد. برغم انها جامعية وانا دبلوم وللاسف فهي لاتستطيع قراءة رقم مكون من اربعة اعداد او التفريق بين مصطلحات بديهية. ومايغيضني كثيرا كلما تحدثت تقاطعني بامور لاتمت للموضوع بصلة، وغالبا تفاجئني بأنها لم تفهم ماكنت اقول. مشكلتي انني اعاني من نزعات شديدة للزواج بأخرى تتوافق معي فكريا \"لتكون صديقة\" أستطيع التحدث والحوار معها فتفهمني وتتخاطب معي بلغة متوافقة مع تفكيري. والحقيقة انني لااريد جرح زوجتي التي تحملتني واحبتني وانجبت اطفالي وعاشرتني اكثر من خمس سنوات. أطلب نصيحتكم وتوجيهكم ماذا افعل لمساعدة زوجتي على الارتقاء والتطوير الذاتي وانا مستعد لبذل اقصى مجهود لانجاز مايتطلبه الامر. وشكرا مقدما لتلطفكم ونصحكم المثمر.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، ويبارك لكما فيما وهبكما ..
وهنيئا لك ولزوجك الحب . .
هنيئا لكما هذه الروح الشفافة . . والنفس الوفيّة .
أخي الكريم . .
دعني أفترض معك أنك تزوّجت بزوجة ( ثانية ) لتكون صديقة لك تتوافق معك فكريّاً وثقافيّاً . . ماذا لو تزوّجت ثم لم تجدها تتوافق معك فكريّاً وثقافيّاً .. هل ستطلقها أم ستبحث عن ثالثة ورابعة ؟!
ماذا لو وجدتها تتوافق معك فكريّاً وثقافيّاً .. لكنها لا تحترك والدتك ، ولا تهتم بشأن نفسها ولا بشأنك ولا بحسن رعايتك ، وقد لا تهتم بأمر صلاتها ودينها ؟!
يا أخي . . لا يمكن بحال أن يجد الرجل ( زوجة ) مفصّلة عليه بـ ( المقاس ) . . وذلك لأن طبيعة ( الأنثى ) هو ( العوج ) إضافة إلى الطبيعة البشريّة في النقص والقصور .
هناك استراتيجيّة تقول : لا تظن أن ماليس معك أفضل مما معك !
كل شريك جديد في الحياة مع ما يملكه من مميزات جميلة إلاّ أنه يملك في جانب هذه المميزات صفات سلبية أو عيوب . .
لذلك أخي ..
الحل ليس هو البحث عن الحل خارج اسوار الزوجيّة . .
بل ابدأ بالحل من عندك وخاصّة نفسك :
1 - لابد ان تدرك أن هناك فروق واختلاف بين الذّكر والأنثى مهما كان كل طرف يملك أفضل الشهادات العلمية وأعلاها .. فهناك اختلاف بينهما . لأن الله قال : " وليس الذّكر كالأنثى "
فالاختلاف طبيعة بين الطرفين .. في الأفكار والاهتمامات وطريقة التفسير والتعامل مع الحدث والواقع وهكذا . .
2 - بعض ما نعتقد أنه مشكلة في الطرف الاخر . قد لا يكون مشكلة ( حقيقيّة ) بقدر ما يكون فرصة ممتعة لممارسة زوجيّة رائعة . .
حين يكون في شريك حياتنا صفة أو سلوكاً نعتقد أنه مشكلة .. فتلك فرصة تأتينا لنمارس نحن مهاراتنا في حل أو تخفيف هذه المشكلة وبذل الأسباب الممكنة .. هذه الممارسة لمهارة حل المشكلة .. تزيد من تقارب القلوب بين الزوجين .. تزيد من معنى ( الرحمة ) و ( التراحم بينهما ) . . لأنه سيكون هناك حرص بعطف وحنان ..
3 - يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " .
فتأمل هذا الأدب النبوي في التعامل مع الزوجة .. يعني لا تطالبها بحدّ الكمال ولا حتى بأدناها .. لكن أقلم نفسك على أن تتعامل معها بروح ( التغاضي ) و ( التنمية ) . فحين تتغاضى عن خُلق لا يعجبك في زوجتك نمّ فيها الجانب الذي يعجبك .. بمعنى : ركّز انتباهك للشيء الجميل في زوجتك وشريك حياتك .
4 - ألحقها لتشارك في بعض الدورات التدريبيّة للتطوير وتنمية الذات . وشارك معهاأنت ايضاً . فكماأنها بحاجة إلى تطوير وتنمية في جانب من جوانب شخصيّتها وسلوكها فأنت يايضا بحاجة إلى ذلك .
5 - تكلّم معها بلغتها وبطريقتها ، وتحاور معها بالطريقة الأنسب لها لا بالطريقة الأنسب لك . فقد جاء في الأثر " حدثوا الناس بما يعرفون " .. لا تعتمد في حديثك معها وحوراك معها على شهادتها العلميّة وإنما اعتمد على واقعها العملي . . لربما أنك تبالغ في طريقة الكلام والحوار وقيم الانصات .. حاول أن تخفف من هذه القيم إلى درجة التقارب بينك وبينها .
6 - علّمها .. لكن بلطف .
فحين تتضايق من شيء ما أو لا تحب شيئا ما منها .. صارحها وعلّمها لكن ( بلطف ) .
أكثر من الدعاء لنفسك ولها . . واطلب من والدتك الدعاء لك ولزوجك . فإن بركة الحياة قد تأتيكم من دعوة صادقة تكون في جوف الليل .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني