انا متزوجة منذ سنتين تقريبا و لدينا طفل بعد قصة حب دامت طويلا , بعد ولادة ابني و هو الان في عمره 8 اشهر بدات اشعر بفراغ رهيب سببه بعد زوجي عني ، اجد انه اصبح لا يعيرني الاهتمام و الرعاية الكاملة ، احس دائما بنقص و فراغ عاطفي جعلني دائمة البحث عنه و اذا ما طلبت منه هذه العاطفة تشاجرنا و تياعدنا اكثر حتى في العلاقة الحميمة احس دائما انني غير مكتفية ، انا دائمة الاهتمام به في كل شئء بيته ملبسه طعامه و غير مقصره معه ابدا و اعتقد ان ترقيته في منصبه و علاقاته المهنية جعلته شبه غائب عن المنزل سواء ذهنيا او عاطفيا . سالته في احد المرات \" هل تلك المرأة التي كنت تحبها قبلا ماتت؟\' فاجاب \" بل كان بعدها عني يقتلني و الان هي بجانبي و انا مطمان\" . اريد فقط ان اعرف هل اذا قللت في الاهتمام به و اهملته عاطفيا مثلما يهملني هو هل سينتبه الى اخطائه و يعيرني اهتمام اكثر ام العكس. شكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكماالودّ والرحمة والحب والألفة . .
أخيّة . . .
عمر الانسان ( مراحل ) وحياته ( محطات ) من الظروف والتجارب . . ولا يمكن لانسان أن يعيش حياته كلها بشعور واحد أو في ظرف واحد .
فرجل الأربعين لا يمكن أن يعيش بعمر شباب ( العشرين ) ، والعلاقة بين طرفين في إطار المسؤولية تختلف تماما عن العلاقة بينهما خارج إطار المسؤوليّة .
ولذلك من الخطأ أن نفترض ثبات المشاعر والوجدان والسلوك والتفكير على طول مراحل الحياة !
الحب بين الزوجين ينمو ويخبو . . هناك فترات يحلق الزوجان فيها بالحب . . وتأتي عليهم أيّام يعانون فيها من الفتور إلى النفور !
ومن هنا لا تفترضي أن تعيشي الآن مع زوجك نفس تفاصيل ( قصة الحب ) التي كانت بينكما وذلك لأن علاقة الزواج علاقة محوطة بالمسؤولية والتبعات ، ووجود مثل هذه المسؤوليات يسبب نوع من التزاحم في المشاعر والاهتمام ، إضافة إذا كان للانسان في حياته التزامات أخرى خارج محيط الأسرة كالعمل وما يتعلق به .
الفراغ الذي تشعرين به ربما لأنك تربطين بين حالين ..
بين حالك في قصة ( الحب ) بينك وبينه ، وبين حالك معه وهو منخرط في مسؤولياته .
نعم .. من طبيعة الرجل إذا انشغل بعمله ووظيفته وكانت طبيعة وظيفته تزيد عليه من المسؤوليات والانشغال الفكري والنفسي بهذه المسؤوليّة فذلك حتماً يؤثّر على طبيعة العلاقة بينه وبين زوجته سيما في الفراش . .
لذلك أنصحك . .
- أن ترتّبي أمور نفسك وتحدّدي اهتماماتك ، وتمنحي نفسك فرصة ليكون لك اهتمامات في حياتك تستحق الانشغال بها .
- لا تفتحي على نفسك الأبواب المغلقة . . يعني لا تفتحي على نفسك ما يثير عندك الغريزة العاطفية أو الجنسية سواء من خلال متابعة مسلسلات أو مواقع أو محادثات لها تاثيرها على نفسيّتك ورغبتك وحاجتك .
- اهتمي بزوجك واثبتي وحسّني من هذا الاهتمام . .
لكن لا تهتمي به بروح انتظار ردة الفعل منه .. وأن يقابلك باهتمام مثله وأكثر . .
وإنما اهتمي بروح الاستمتاع الذاتي .. يعني استمتعي بكل ما تقومين به لأنك تحبين أن تفعلي ذلك وليس لأنك تنتظرين منه مقابلاً . .
نعم .. كل زوجة تحب أن تجد مقابلا من زوجها حتى لو كلمة تقدير أو حب أو تحفيز أو شكر .
لكن حين نعمل اي عمل ونحن ننتظر المقابل .. فإن ذلك يكون سببا في الشعور بالاحباط والألم حين تسير الأمور على عكس ما كنا نتوقعه . .
- اهتمي بمشاركته الشعور تجاه عمله . .
- جدّدي في اساليب اجتذاب زوجك .. ولا تقتربي فيدبّ الملل .. أوتبتعدي فيقع النسيان !
- اقترحي على زوجك أن يكون بينك وبينه لقاءات تمتص شحنات الانشغال ( الذهني والنفسي ) .. كأن تقترحي عليه مثلا أن يكون بينك وبينه جلسة ايمانية كل ليلة قبل النوم لقراءة جزء من القرآن وصلاة الوتر مع بعضكما أو نحو ذلك .. هذه اللقاءات والجلسات الايمانيّة نملأ النفس طمأنينة واستقراراً . .
أكثري من الاستغفار . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني