السلام عليكم أنا امرأة تزوجت من رجل أحبه جدا ثم مات فاضطررت أن أتزوج من آخر ولكن أعاني من مشكلة جنسية معه وهي انني لا أشعر بهذه العلاقة ولذتها معه ليس لضعف جسدي فيه ولكن أنا أتعذب كلما حصل هذا الأمر وعندي منه ابنتين ومن زوجي الأول ابنة وهي تعيش معنا . أريد أن أعرف هل الحب رزق أم أنه قرار ومجهود ونتيجة أرجو معرفة الجواب الشافي لأني أتعذب كثيرا وأريد أن أشعر بالحب معه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يجعل لك قرّة العين فيما وهبك ، ويرزقك خيرا . .
بداية أخيّة . .
لابد ان تدركي ويدرك كل شاب وفتاة أن قرار الزواج ينبغي أن يكون قراراً اختيارياً وليس قراراً اضطراريّاً ولا هروبيّاً .
بمعنى أن تختاري الزواج والارتباط عن قناعة ووفق معطيات وأسس واضحة في اختيار شريك الحياة ، لأن الزواج شراكة عمر وليس قضاء ليلة أو سهرة أو نزهة أو استراحة .
وحين يكون اختيار الزواج وشريك الحياة عن قناعة وعلى ضوء معطيات واضحة فذلك يدفع كلا الشريكين على أن يحافظ على هذه العلاقة ويتجاوز ما يكون في الطريق من عقبات .
لكن حين يكون القرار اضطرارياً فإننا حينها سنشعر بالإحباط والعجز والألم عند اول عقبة في الطريق .
أخيّة . .
الحقيقة أنني لم افهم مقصودك من وقلك ( أنا أتعذب ) هل يعني أن هناك ألم أثناء العلاقة ، هل يعني ذلك أنه عنيف في معاشرته ومجامعته لك . .
إذا كان كذلك . .
فحاولي أن تطلبي من زوجك أن يكون أكثر حكمة و ( لطفاً ) في المعاشرة . .
أفهميه ذلك بطريقة غير مباشرة . . كأن تقولي له . . ما رأيك لو كان كذا . . بهذه الطريقة أشعر بلذّة أكثر . . وهكذا تحاولي إصلاح السبب الذي يسبب لك الألم أو العذاب .
وإن كان الشعور بالألم لمشكلة أو عارض صحّي فمن الأفضل أن تراجعي طبيبة مختصّة .
أمّا الحب فهو ( رزق ) مقسوم . فقد قال صلى الله عليه وسلم في شأن حبه لخديجة رضي الله عنها : " إنّي رُزقت حبها " .
والله قد قال في كتابه : " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم " .
وليس معنى أن الحب ( رزق مقسوم ) أن لا يبذل الانسان أسبابه ، بل ينبغي على الانسان أن يبذل اسباب الحب كما يبذل لكل رزق سببه .
فالاحترام والتودّد والرحمة بين الزوجين وحسن التهيّؤ وبسط المشاعر واللطف في الكلام والعناية بشأن الرجل وشأن بيته وولده كل هذه الأمور من الأسباب التي يُستجلب بها رزق الله في ( الحب ) .
وما كل البيوت تبنى على ( الحب ) !!
فإنه في بعض الظروف والأحوال مطلوب من الرجل أو المرأة أن يتعايش مع الواقع بطريقة ايجابيّة حتى لو لم يكن هناك ( حب ) .. ومما يعين على مثل هذا التعايش الإيجابي مع عدم وجود ( الحب ) كف النظر والنفس عن فضول التطلّع ، وتحويل الالتفات والاهتمام إلى العناية بالأبناء وتحقيق بعض الاهتمامات والطموحات في حياة الانسان .
فأحيانا يكون ( الحب ) مثل القيد الذي يقيّد المرء عن تحقيق بعض طموحاته أو قد يجعله يقصّر في اهتمامات مهمّة في حياته . لذلك لابد ننظر للحياة بوجه أوسع وأشمل من أن نلخّصها في الحب فقط ونلخّص الحب في مشاعر وسلوكيات معيّنة .
أكثري من الدعاء مع الاستغفار . . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني