السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لدي مجموعة اسئلة اود من سعادتكم الرد عليها :ماهو تعريف الخيانه من منظورا عام وخاص ؟هل معرفة الزوجة او اكتشافها لمحادثات زوجها مع الفتيات عبر الماسن ومشاهدة الافلام الاباحية تاثير نفسي عليها؟وهل من الممكن ان يؤثر على العلاقة الزوجية او يؤدي الى انهيارها ؟كيف يمكنني زرع الثقة في نفس زوجتي وازالة الشكوك او الافكار المترسبة في ذهنها جراءمواقف من بداية الزواج؟مع تمنياتي لكم بدوام التوفبق وعذرا عن الاطاله.

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يكفي كل ومسلمة شرّ الخيانة وحرّها والمها وأن يطهرنا بدوام ذكره وشكره وحسن عبادته ..

 أخي الكريم . . .
 من أوثق العقود التي تكون بين الناس  عقد ( الزوجية ) وهو العقد الوحيد من بين العقود التي تكون في معاملات الناس وصفه الله بقوله ( وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً )  فعقد الزوجيّة ( ميثاق غليظ ) .
 والله سبحانه وتعالى قد جعل ( الزواج ) آية من الايات الدالة على ربوبيّتـه ووحدانيّته  ، ولأنه العظيم شبحانه وتعالى فكل آية جعلها الله لنا لتدلّ على وحدانيّـه وعظمته فهذا يعني عظمة هذه  ( الآية ) وهو ( الزواج ) .
 ومن هنا كانت أي خيانة في هذه العلاقة  تعتبر ( عظيمة ) تبعاً لعظمة عقد الزوجيّة  .
 والخيانة . . من أرذل الأخلاق ، وأسوأها . .
 والخيانة تعني  ..قصد التفريط فيماأحل الله والتجاوز إلى ما حرّم الله . في كل أمر .
 وفي العلاقة الزوجيّة تكون الخيانة في التفريط في حقوق الزوجة أو الزوج وغشيان الفاحشة في مقابل هذا التفريط  ..
  فالعلاقات الهاتفية بين ( الجنسين ) خيانة .
 والمجالسة والمباسطة والمصاحبة خيانة . .
 والزنا ( خيانة ) . .
 وهذا مما ينبغي أن يطهر المسلم نفسه من مثل هذا الطريق الذي يجرّ÷ إلى مستنقع الرذيلة والإثم والخطيئة .

 أمّأ شعور الزوجة عندما  تكتشف ان زوجها يحادث غيرها ..  فهو نفس الشعور الذي قد يمتلئ بع \ه صدرك عليها إن اكتشتفت انها تكلم رجلاً أجنبيّاً عنك أو كانت لها علاقة مع غيرك !
 ولأن الحياة الزوجيّة  .. هي ( علاقة استقرار )  و ( غنى ) نفسي وغريزية واجتماعي ومادي .. كما قال الله " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله "
 ولأن الزواج ( ميثاق غليظ ) فإن المعاصي ولابد أن تؤثّر على العلاقة بين الزوج وزوجته .
 لأن المعاصي من  عمل الشيطان  ، والشيطان أحرص ما يكون على هدم البيوت . .
 والبيوت المطمئنة لا تقوم على قائمة الذنوب والمعاصي والخيانات . .  إنما يكون الاطمئنان والاستقرار  حين تكون الأسرة على عتبة ( ذكر الله ) ومراقبته في كل سلوك .. اقرأ قول الله : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "  وذكر الله ليس هو الذّكر اللساني فحسب ، بل هو ذكر اللسان والقلب والجوارح . .  وبقدر ما يضعف ذكر الله في أي جانب من هذه الجوانب بقدر ما يؤثّر ذلك سلباً على المرء وعلى من حوله .

 وإن من أعظم ما يعيد الثقة بين الزوجين بعد اكتشاف أحدهما لخيانة الآخر .. ليس أعظم ولا أجدى من أمر ( التوبة ) الصادقة والعودة إلى الله وكثرة الاستغفار . .
 فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له . .
 والله تعالى يعلم من عبده إن كان صادقاً في توبته أو أنه مراوغ  مخادع ..
 فالإنسان يستطيع أن يخدع نفسه ومن حوله .. لكن .. كيف يخدع ربه ؟!
 فإذا علم الله الصّدق من عبده أو أمته في التوبة .. فإن الله وعد الصادقين بالفلاح " أفلح إن صدق " ومن الفلاح أن يُصلح الله ما بينه وبين زوجته ، ويقذف في قلبيهما الثقة والاطمئنان ..
 لكن المسألة تعتمد على الصّدق في التوبة .. " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم ويغفر لكم " .
 والصّدق يعني العمل الايجابي بترك المنكر وقطع كل طريق يوصل إليه ، والتغيير في الظاهر والباطن بالعودة إلى الله في كل شأن من شئون حياتك .

 ومن الأسباب المعينة على زرع الثقة بين الزوجين بعد اهتزازها :
 - التخلّص من كل الوسائل والأمور التي كانت سبباً أو وسيلة في الخيانة .
 فإن كان رقم جوال فيتم تغيير الرقم .. وإن كان انتر نت .. يقطع الانتر نت أو يقوم بضبط دخوله  بطريقة لا يكون فيها خلوة مع نفسه  ونحو ذلك .. وكل إنسان أعرف بمداخل نفسه .

 - كثرة الصّدقة .
 فإن بذل المال لوجه الله تعالى مما يكفّر الذنوب ، وبقدر ما يتخفّف الانسان من ذنوبه بقدر ما يكتب الله له التوفيق والسعادة .

 - تغيير روتين العلاقة بينك وبين زوجتك ..
 اخرج بها في نزهة ..
  اخرجا في رحلة عمرة . .
 غيّر من طريقة كلامك معها بطريقة لطيفة محبّة ونادها بالكلمة الدافئة والصوت الحنون .

 - غيّر الظاهر . .
 تخلّص من القنوات غير الجيّدة - إن وجد - وتخلّص من الآت اللهو والموسيقى . .
 غيّر من هيئتك الظاهرة . .  وكن أقرب لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

 - اجعل بينك وبينها علاقة ايمانية مشتركة .
 كان تختما يومكما كل ليلة بجلسة قبل النوم تقرءان فيهاالقرآن مع بعضكما أو تقوما لتصليا ركعة الوتر مع بعضكما ..  وتتعاونا على صيام النفل .. ونحو ذلك من الاعمال الصالحة التي تشتركا فيها سويّاً ..
 هذا التعاون الايماني  سبب من اسباب تنزّل الرحمة عليكما . .

 - الدعاء ..
 والالحاح على الله بالدعاء . ان يثبتك الله ويهدي قلبك وقلب زوجتك ويؤلّف بينكما على طاعته .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛