السلام عليكم انا فتاة عمري 23سنه هذه السنه تخرجت من الجامعه يوجد فيني كل الصفات التي يتمناها الرجل لمدة سنوات ضعت كماضاعت بعض الفتيات في طريق الاشواك وصادقة الذئاب لفتره ثم تبت ورجعت اكثر من مره ولاكني امام الناس جوهره وفتاة ناجحه ومميزه بعد ان تفتح عقلي وكل مافيني على العلاقه التي تحدث بين الزوجين احببت ذالك الشئ من الفطره التي كانت موجوده وزادها ماكنت افعله والاغرائات التي كانت حولي لم افقد الحمد الله اغلى ما املك ولاكن فقدت برائتي التي كانت فيني فلم يتعدى ما افعله غير المكالمات والماسنجر ولاكن هذه الفتره جاء خاطب ليتقدم لي ولاكنه مطلق ولديه ابنتين استخرت واحسست براحه كبيره ولاكن الذين حولي لديهم خوف وقلق من ذالك وربما رفض انا لا احد يعلم انني سرت في ذالك الطريق ولاكن انا ارى اني محتاجه الى الستر مع العلم ان احواله جيده ولاكن هو تقدم الي بعد محادقه واحده على النت حيث اني اشتركت في موقع للزواج وكان جاد وللمره الاولى اخذ رقم ابي واتصل عليه هل اسمع لكام اهلي انه سيأتي نصيب غيره ام اقبل به مع العلم ان لديه كل الصفات التي اتمناها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يحبّب إليك الإيمان ويزيّ،ه في قلبك وأن يكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلك من التائبات الصالحات الحافظات للغيب بما حفظ الله .
أخيّة ..
كتابتك تدلّ على عقل ناضج ، ونفس طيبة ، وروح توّأقة إلى الطهر والخلوص من مستنقع التيه والعبث .
هناك بعض فتيات يقعن فيما وقعت فيه لكنهنّ لا يملكن أو قولي - مات - فيهنّ نبض الضمير فلا يجدن في أنفسهنّ ألماً ولا ندماً .. الأمر الذي زادهنّ ايغالاً في الوحل !
أما وإن الله أكرمك بنفس لا تزال تلومك وتدفعك إلى التغيير .. فهذه نعمة من الله باقية عليك . فلا تغيّبي هذه النعمة عنك بالتمادي ..
أخيّة . . .
نضج فكرك ووعيك اختصر عليّ أن أكرر عليك كلاماً تدركينه بوعي ..
كل ما أريد ان تلتفتي إليه ..
أن القرارات الصغيرة في حياتنا هي التي تصنع مستقبلنا !
في لحظة ( شهوة ) أو ( نزوة ) تحتاجين إلى أن تتخذي ( قراراً ) أمّا أن تستجيبي لـ ( النزوة ) أو ( تُعرضي ) عنها !
القرار في هذه اللحظة .. له أهميّته .. لا تتخيلي انه موقف وينتهي ..
لا تتخيلي أنه موقف وعندك فرصة للاستدراك ..
تخيلي أنه القرار الذي يصنع مستقبلك ...
تخيلي لو أنك اخترت قرار ( الاستجابة ) .. ماذا سيكون حالك لو استمريت على هذاالقرار بعد ساعة ..؟!
ماذا سيكون حالك لو استمريت على هذا القرار بعد سنة !
ماذا سيكون حالك لو استمريت على هذا القرار بعد ( 5 ) سنوات !
لك أن تتخيلي التدهور الذي ستصلين إليه !
في المقابل ..
لاحظي .. ماذا سيكون حالك لو انك اخترت قرار ( الرفض والإعراض ) بعد ساعة ..
حتماً ستشعرين بلذّة الانتصار على النفس ..
ماذا سيكون حالك بعد ( سنة ) لو استمريتي على هذا القرار .. أعتقد ستكونين أكثر رضا عن نفسك وبراءتك وتفتخرين بطهر مشاعرك ..
ماذا سيكون الحال بعد ( 5 ) سنوات .. لو استمريت على هذا القرار ..
صدقيني هي لحظات فقط .. تحتاجين فيها إلى أن تحسني اتخاذ القرار الصحيح .
وكما قلت لك .. القرارات البسيطة في حياتنا هي التي تصنع المستقبل !
تأملي معي هذه القصّة ( الرمزية ) :
المعلمة ( أروى ) معلمة في احدى المدارس، تعاني من البدانة، فقررت ان تذهب الى ناد رياضي نسائي لتمارس الرياضة لمدة ساعة بعد خروجها من الدوام المدرسي، ثم تتوجه بعد ذلك الى البيت.
في يوم من الايام خرجت ( أروى ) من المدرسة وهي متعبة مجهدة، لديها الكثير من الاعمال والتحضيرات التي تنتظرها في البيت. وهي خارجة ترددت.. هل تتوجه الى النادي الرياضي اولا .. ام تتجه مباشرة الى البيت؟؟؟
( أروى ) اطرقت رأسها وفكرت قليلا بنظام 10- 10- 10 في حال لو قررت التوجه الى البيت مباشرة:
في ( عشر دقائق ) .. ستكون قد وصلت الى البيت لتبدأ معمعة التحضير والتزامات بيتها والاسرة.
في ( عشر شهور ) .. وباستمرارها التوجه الى البيت دون المرور على النادي، فانها لن تفقد اي من كيلواتها الزائدةـ وربما زادت عليها بعض الكيلوات الاخرى.. والاعمال المدرسية لن تنتهي او تتغير
في ( عشر سنوات ) .. أروى تعاني من الضغط والسكري.. بسبب الاجهاد والتوتر الناجمين عن بدانتها المستفحلة، وعدم ممارستها لأي نشاط بدني ينفس عن اجهادها العقلي او النفسي، وقد تكون استقالت من المدرسة أو ابتدأت وظيفة اخرى، او فضلت ان تكون ربة بيت، واعمال الحياة لا تنتهي.
والعكس صحيح في كل ما سبق في حال اختارت ان تذهب الى النادي الرياضي اولا.
هنا قررت أروى واختارت ان تمر على النادي اولا، بناء على هذه العواقب التي تخيلتها على المدى القصير والمتوسط والطويل.
أخيّة ..
خلق الله فينا نحن البشر هذه ( الشهوة الغريزيّة ) فليس عيباً أن يكون الانسان فيه ( شهوة ) !
العيب فقط في الانحراف بهذه الشهوة .. والخروج بها عن النطاق الذي يحفظ للمرء كرامته أولاً عند ربه ثم كرامته عند نفسه وقيمته عند نفسه ..
ها أنتِ تشعرين بمرارة الألم .. وشعورك بحجم ما فقدته تجاه تقديرك لذاتك ..
لذلك أخيّة .. كون أن هذه ( الشهوة ) فطرة فينا لا يبرر لنا أن ننحرف بها ..
فإن الدّين أرشدنا إلى ما يهذّب ( جنوحها ) .. بـ :
- كثرة الذّكر والاستغفار .
- عدم الاكثار من الخولة بالنفس سيما مع جهاز الحاسب . لأن الخلوة تُضعف الهمّة والعزيمة .
- كثرة الصيام .
- اغلقي الأبواب التي تفتح عليك باباً للانحراف . ( ايميل - رقم - موقع - محادثة - .. )
- اجعلي جهاز الحاسب في مكان عام من البيت .. واحرصي على ان لا تتصفحي النت إلاّ في معيّة الأهل والأخوات ليساعدك وجودهم على ضبط سلوكك .
- الارتباط بأي عمل مهني أو تعليمي أو تدريبي يشغل وقتك وذهنك .
- تذكّري محبة الله في قلبك .. وأنه ينظر إليك .
أخيّة ..
بالنسبة لذهاالشاب الذي تقدم لك ( عن طريق النت ) ..
من المهم أن تدركي أن ( الزواج ) ليس محطة لتفريغ ( الغريزة ) !
ولا هو ( نزهة سياحيّة ) ولا هو ( احلام ورديّة ) !
الزواج ( مسؤوليّة ) و ( تحديات ) وبناء ..
من أهم ما يصنع الاستقرار في الحياة الزوجية بين الزوجين وضوح الهدف عند كلا الطرفين ، وان يكون الهدف هدفاً راقياً سامياً ..
إذا كان الذي يدفعك للزواج فقط هو ( الرغبة الغريزيّة ) .. فلا بد أن تدركي أن الحياة الزوجية بعض ما فيها هو ( العلاقة الغريزيّة ) .. وفيها مسؤوليات كثيرة وتحديات عظيمة تحتاج إلى نفس متأهبة ونفسيّة واعية .
لذلك لا تجعلي دافع قار الزواج عندك هو هذا الضغط الغريزي الذي تشعرين به في دواخل نفسك ..
نعم .. هذه فطرة وحاجة فطريّة ..
لكن لا تجعليها هي الدّافع ..
اختيار شريك الحياة هو نقطة الارتكاز في استشراف مستقبل العلاقة ..
ولذلك ينبغي أن تكوني حكيمة عاقلة فطينة في حسن اختيارك ..
وقد ارشدك النبي صلى الله عليه وسلم إلى مقوّمات ( الحُسن ) في الاختيار بقوله : " غذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .
فالأصل في الاختيار ..
أن يكون :
- حسن التديّن .
- مع حسن الخُلق .
بعد هذا يبقى النّظر في الاعتبارات المحيطة والظروف والأحوال المحيطة بك وبه . كون أنه ( مطلق ) فذلك ليس عيباً .. وكون أن عنده ( طفلين ) فذلك ليس عيباً ..
وكون أنه ( عن طريق النت ) .. فذلك ايضا ليس بعيب !
لكن كل تلك ( مسؤوليات ) إضافية على حياتكما ..
والحياة الزوجية بطبيعتها مليئة بالمسؤوليات والتحديات .. والحكمة في أن لا يزيد المرء على نفسه تحديات إضافيّة يستطيع أن يتخفّف منها ..
وجود أطفال .. يستلزم منك رعاية خاصّة ومسؤوليّة مبكرة في رعياة الأطفال ..
كون أنه من ( النت ) فذلك ايضا يشكّل نوعا من المسؤوليّة عليك وعليه .. ثقافة المجتمع الخليجي - حتى الان - في غالب الحال تنظر للارتباط عن طريق ( النت ) نظرة الريبة .. ولربما استغل الشيطان هذه الثغرة في مستقبل الحياة فأفسد عليكما حياتكما ..
من المهم .. أن تدركي قبل أن تتخذي قرارك تبعات قرارك ومسؤولياته .
حسن الظن بالله .. والاستخارة بصدق يعينك كثيراً على القرار الصحيح .
أسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك .
والله يرعاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني