زوجي موظف براتب 6200 ريال سعودي وأحيانا يعطى دوام مسائي براتب 2000ريال ونحن أسرة مكونه مني ومن زوجي وابن وخادمه يوجد لدينا قسط شهري بقيمه 1700 وجمعيه1000 وراتب خادمه600 ونعيش في شقه إيجار. أريد خطط تساعدني حاليا في أوضاعنا على التوفير وخطط مستقبليه أي بعد 4 شهور سوف ينتهي القسط دام 3 سنوات ولكم جزيل الشكر وللعلم فانا طالبه كليه لي كذلك احتياجات وغير الفواتير ومصاريف الطفل والبيت.
الأخت الفاضلة: ......
أسأل لله أن يبارك لك ولزوجك فيما رزقكم وأعطاكم..
أختي الفاضلة.. إن كنت تريدين خططاً نظرية تطبيقية مبنية على مقدمات محاسبية اقتصادية فأعلم من نفسي أني غير متخصص في ذلك؛ لكن لعلي أن أُلمح لك بإلمحات عامة مهمّة تفيدك - إن شاء الله -:
أنزل الله تعالى القرآن وجعله هدى للناس، هدى لهم في أمور معاشهم وحياتهم، وهدى لهم في أمور دينهم وسلوكهم وعبادتهم، قال الله تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء: من الآية9) يهدي للتي هي أقوم في كل شؤون الحياة، ومن جملة هداية القرآن، هدايته للناس في ما يتعلق بمعاشهم من جهة الإنفاق والتوفير والادخار، ولعلي هنا أن أبين لك بعض المعالم العامة الهامة التي أشار إليها القرآن فمن ذلك:
أولاً: أداء حق الله الواجب في المال من النفقات كالزكاة أو الكفارات أو نحو ذلك.
قال الله تعالى: "وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ" (الأنعام: من الآية141), فمن أعظم ما ينمّي المال ويزكيه إخراج حق الله الواجب في هذا المال.
قل تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" (التوبة: من الآية103) فزكاة المال طهارة وزكاء وبركة ونماء.
ثانياً: الادخار الحقيقي.
قال الله تعالى: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ" (النحل: من الآية96) فإن على المؤمن الذي أغناه الله ورزقه أن يقدّم لنفسه ما ينفعه عند الله, فإن المدّخر الحقيقي هو الذي تدّخره ليوم معادك، ومن وسائل هذا الادخار:
1 - الصدقات الجارية كالمساهمة في حفر الآبار وبناء المساجد والمدارس التي تعلم الناس الخير.
2 - الوقف أو المساهمة فيه.
3 - كفالة الأيتام أو كفالة الدعاة وطلبة العلم.
4 - الإحسان إلى الأقارب بالصدقة عليهم وإعفافهم عن الحاجة إلى السؤال أو الفاقة.
والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكّد على هذا المعنى بقوله : " أيكم مال وارثه أحبّ إليه من ماله؟" قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، فقال صلى الله عليه وسلم: "اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحبّ إليه من ماله مالك ما قدّمت ومال وارثك ما أخّرت"!!
ثالثاً: عدم الإسراف في المال وعدم التبذير.
قال الله تعالى:"وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً" (الفرقان:67) وقال: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا" (الأعراف: من الآية31). فنهى عن الإسراف، والإسراف يكون بالتوسّع في المباحات على وجه لا ضرورة فيه.
أمّا التبذير فهو صرف للمال فيما حرم الله قلّ ذلك أو كثر، ولذلك شنّع الله حال المبذرين وجعلهم إخوة للشياطين فقال: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ" (الإسراء: من الآية27).
رابعاً: التوسعة على النفس والأهل في غير مخيلة ولا كبر.
قال الله تعالى: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (الضحى:11) " وجاء في الحديث: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" ولذلك ينبغي على من أعطاه الله رزقا أن يظهر أثر هذا الرزق عليه وعلى أهله وولده ، وأن لا يقتّر به عن نفسه وأهله وولده، لأن الشح والبخل من الصفات التي ذمّها الله تعالى حتى في القرآن المكي: "الذين هم يراءون ويمنعون الماعون"
خامساً: وذروا ما بقي من الربا!!
قال الله تعالى: " يا أيها الذين امنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة" وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (البقرة:278), فحفظ المال عن الحرام مما يزيد بركته ونماءه بإذن الله، لأن الله قال: "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ" (البقرة: من الآية276) "فالمال الحرام يمحق الله بركته مهما كثر في ظاهره. بل يصبح وبالاً على صاحبه حتى في آخرته، جاء في الأثر: "أيّما جسد نبت من السحت فالنار أولى به"
هذه أهم خمسة خطوط عامة هامة في هدي القرآن في باب الإنفاق والادخار.
ولعلي إن أردت أن أسجل لك جدولاً معينا في التخطيط للتوفير في ميزانية الأسرة فإن ذلك قد لا يكون واقعياً في التطبيق، لكن اقبلي منّي أن أعطيك بعض التوجيهات التي تعينك على إيجاد وتنفيذ خطة معينة تتناسب مع واقعك وزوجك:
- ينبغي على المسلم والمسلمة أن لا يبلغ اهتمامه بجمع المال وتوفيره واستغلاله مبلغاً يلهيه عن ذكر الله وعن حق الله الواجب فيه، فيقع في الذم الذي وصف الله "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ) (الهمزة: 1-2)، وحين يصبح الإنسان ويمسي على هذا الهمّ فإنه يفقد من السعادة في دنياه بقدر ما يصرف من همّه لجمع المال والعناية به، جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ كَانَتْ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ الله غِنَاهُ في قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ راغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمُّهُ جَعَلَ الله فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ".
المقصود أن المرء لا ينبغي أن يأخذ المال عليه لبّه وفكره وكل همّه.
- ليس المهم أن نحصل على المال، فإن الحصول عليه قد لا يكون من الصعوبة بمكان، خصوصاً في مجتمع مثل مجتمعنا يعيش في رغد من العيش، والفضل لله تعالى، لكن المهم هو المحافظة على المال الذي نتحصّل عليه ومعرفة كيفية إنفاقه بحكمة وتدبير.
- الموازنة بين الخارج من الإيراد والداخل، فلا يكن الخارج أكثر من الداخل ولا مساوٍ له.
- اجعل من بعض الإيراد مدخراً في أعلى حدّ له يصل إلى الثلث من الإيراد.
- الاستغناء عن أي كماليات غير ضرورية وفي الطاقة الاستغناء عنها (خادمة، هواتف جوالات،....)
- مراعاة أن يكون البيت مناسباً في وسعه وحجراته مع عدد أفراد الأسرة، فلا يكون صغيراً ضيّقاً ولا واسعاً مكلفاً في تأثيثه وإضاءته وغير ذلك.
- تجنّب الديون إلا في أضيق الحالات، وبقدر الضرورة.
- المال لا يدّخر بالتجميد، إنما يُدّخر بالتكسّب.
المال كالماء إن تحبس سواقيه : : : يأسن
فليكن لك مساهمة في عمل استثماري ولو كان بسيطاً في أرباحه، لأن ادخار المال بالجمع والتجميد يعرّضه للتلف بسرقة أو خراب أو تأكله الصدقة الواجبة.
- الجمعيات التعاونية بين الموظفين والموظفات أو بين أفراد الأسرة، لها أثر إيجابي في حسن التوفير والادخار.
- في المستلزمات، يفرّق بين المستهلكات والمستخدمات.
فالمستهلكات من جنس ما يؤكل ويُشرب، والمستخدمات من جنس ما يستخدم كالآلات،
فالمستهلكات راعِ أن لا يزيد المستهلك عن حاجتك فيفيض فيتلف، وفي المستخدمات راعِ أن تقتني الجيّد في الصنعة ولو غلا سعره قليلاً.
هذه بعض النقاط التي أستطيع أن أفيدك بها..
أسأل الله العظيم أن يعظم لكم الأجر وأن يبارك لكم في الرزق ويرزقكم شكر نعمته.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني