السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ... اما بعد .. انا امرأه متزوجه و لدي طفل و اسكن في بيت اهل زوجي.. مشكلتي هي ان اهل زوجي يتدخلون في خصوصيات حياتي الزوجيه و يعاملوني و زوجي كاننا اطفال.. و دائما ام زوجي تضايقني في ابني .. تدخل في تربيتي لطفلي و تتعامل معي كاني لست ام الطفل و تجررحني بطريقه غير مباشره و عندما احاول ان اكلم زوجي لا يتفاهم معي بل يتشاجر معي و منذ بدايه زواجي الى الان و نحن نتشاجر بسبب اهله و لا مره تشاجرت مع زوجي بسبب شخصي بل اكثر شيء بسبب اهله و احيانا افكر في الطلاق من زوجي بسببهم ... فارجو الافتاء في موضوعي بارسلكم الفتوى على ايميلي الخاص اذا امكن .. و شكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . وأسأل الله العظيم أن يبارك لكما وعليكما وأن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة . . أخيّة . . دعيني أفترض معك هذا الافتراض : تخيلي لو أنك طلبت الطلاق بسبب هذه المشكلة .. وطلقك زوجك وأخذ منك ولدك .. فهل ترين أنك انتهيت من المشكلة ؟! دائماً أخيّة . . لا تفكّري بحلول تزيد من حجم الخسائر . . الحلول إنما هي لتقليل حجم الخسائر .. وفتح المجال لمكاسب جديدة ! أخيّة . . طبيعة العلاقات مع الناس لابد وأن يكون معها نوع من المشقة والعنت والمشاحّ’ في المصالح ، لأن الناس في طبيعتهم مختلفين ، قال تعالى ( ولا يزالون مختلفين ) فالناس مختلفين في طريقة تفكيرهم وطبائعهم وسلوكهم واهتماماتهم وتفسراتهم للأحداثوالمواقف ونحو ذلك .. إذن فطبيعة العلاقات بين الناس هي علاقات داخل دائرة الاختلاف .. وهذاالاختلاف المطلوب منّا أن نتعايش معه بطريقة صحيحة لا أن نلغيه أو أن نهرب منه .. لأنه لا يُمكن الغاؤه ولا يمكن الهروب منه ! من الخطأ حين نعيش في بيئة ووسط اجتماعي ثم نأمل من كل من حولنا أن يكون مثلنا وبمثل تفكيرنا وسلوكنا واهتماماتنا .. وأن يراعونا في كل شيء وفي كل أمر !! إذن هذه حقيقة مهمّة ينبغي أن تُدركيها : أن العلاقات بين الناس تدور في إطار ( الاختلاف ) والمطلوب هو التعايش الإيجابي مع هذاالاختلاف لا الغاءه ! الأمر الآخر : أم زوجك وأهل زوجك بالطبع يعتبرون ( وسط اجتماعي ) ولاشك أنكم جميعاً في هذاالوسط تختلفون على مستوى الشكل والنفس والطبيعة والأخلاق والتفكير والاهتمام والرغبات والأحاسيس ... إذن .. ليس صحيحاً حين نعيش في وسط أن نطلب من هذاالوسط أن يبقى مراعياً على وجه الضرورة لحاجاتنا ورغباتنا ويحترم اهتماماتنا .. هذا أمر .. الأمر الآخر : أن تدخّل والدة زوجك في حياتكم هو ( أمر طبيعي ) ولا أقصد بأنه طبيعي يعني أنه صحيح ! إنما اقصد أن هذا التصرف من الوالدة تصرف مدفوع بالحرص والاهتمام . . وهي تظن ذلك وتفسّر الحرص والاهتمام بمثل سلوكها .. إذن هي لا تريد إغاضتك ولا تريد معاندتك .. هي تستمتع حين تهتم بحفيدها ( طبعا بطريقتها الخاصّة ) .. هي تشعر بذاتها حين تقول ( لا تفعلوا كذا ) و ( لماذا فعلتم كذا ) !! هذا جزء من خصائص هذه المرحلة العمرية للآباء .. أنهم يحبون أن يُشعروا من حولهم بأهميتهم ووجودهم .. لذلك لا تضخّمي نظرتك لتصرفات والدة زوجك على أنها تدخّل وإغاضة .. لأن تفكيرك بتركيز في هذه النقطة يجعلك لا ترين من التصرف إلاّ وجهه الأسود ! أهل زوجك .. هم في حسّ زوجك منعطف اختيار . . فلا تتوقّعي أن يكون زوجك معك ضد أهله .. لكن عليك أن تكوني معه في حسن التعامل مع أهله .. إنك بذلك تحسنين غلى نفسك .. وإلى زوجك .. وإلى أهل زوجك . - لا تتشكّي لزوجك من تصرفات أهله . - أشعري زوجك باحترامك لأهله - مهما كان تصرفّهم - - غيّري من نمط تعاملك مع أهل زوجك وخاصة والدة زوجك .. أشعريها بالاهتمام والابتسامة وكوني على شأنها .. عندما تختار لطفلك لبسا أو شيئا من ذلك ... امدحي اختيارها .. المقصود أن تغيّري من طريقة نظرتك وتعاملك مع أهل زوجك بطريقة إيجابيّة .. دائما التعامل الحسن يُثمر نتائج حسنة ، تأمّلي قول الله : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " تأملي ( ادفع بالتي هي أحسن ) ثم النتيجة المباشرة ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم ) - كوني متفاهمة مع زوجك غير متشكية أو متحاملة ضد أهله حتى يستطيع هو أن يفكر بهدوء ، وان يفكر بالطريقة الأمثل التي يتعامل بها مع اهله .. لأنك مع كثرة التشكي أو التشنّج ضد أهله يثير عاطفته تجاه أهله فلربما لم ينصفك في التعامل . - حاولي أن تكسبي من أهله من يحترمك ويهتم لشأنك كأخواته ووالده ونحو ذلك .. كل ما كثرت مكاسبك كلما تحسّنت نظرتك للأمور .. - أكثري من الدعاء والتفاؤل والتبسّم . أسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني