السلام عليكم أستاذنا منير أرجو الله أن تكون بخير وسلامة وبعد :إنسان منذ بلوغه يصلي ويقطع هكذا ..... عشر سنوات تقريبأ ولا يعلم و لا يتذكر الأوقات التي كان يصليها و لا التي كان يقطعها و الآن هو ملتزم و الحمد لله بكل الصلوات كيف يقضي السابق الذي هو دين في ذمته و كيف ينجو من عقاب الله .......سؤال آخر أمي تخلق مشاكل كثيرة لزوجتي وتافهة ومن أيام الخطبة أي أمور قديمة وزوجتي هادئة و لاتؤذيها لكنني أنا الضحية لأنني أحاول أن أرضيها بشتى الوسائل ولا ترضى عني وتسمعني الكلام بأنني مغضوب و لا أفهم عليها وقد أصبح معي مرضاً من أمي وقال لي الدكتور بأنه ارتفاع بالتوتر الشرياني وقال من التوتر الدائم إلى الآن أقل المشاكل التي تصدرها أمي في اليوم ثلاث أو أربع مشاكل و أنا يئست لأني بنظرها ابن مغضوب حتى والله امرأتي التي كنت أشتهيها أثناء الخطبة لاألتفت إليها اليوم وهي بجانبي و أشعر بأنني مقصر معها و أخاف أن لا أعفها...... للتوتر الذي يصيبني دائماً حتى وصف لي الدكتور حبوباً مؤقتة لذلك الأمر سؤالي الدقيق : هل أنا مؤاخذ أمام الله أن أنصرف عن أمي حين تغضبني حتى أهدأثم أعود إليها حينما أهدأ و أراها هادئة أم أسمع منها وتتوتر أعصابي و أمرض و أظلّ قاعداً أمامها حت أنفجر مع أنني أرتاح للأول أي الإنصراف عنها وعدم الكلام معها حتى أهدأ و تهدأ والله يقول لايكلف الله نفساً إلا وسعها أريد جواباً شافياً كما عودتني و أرجو لك الثواب من الله لتفريجك عني كربة من كرب الدنيا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يسعدك ويبارك في حياتك وعمرك وأن يجعل لك قرّة عين في زوجك ويرزقك حسن البرّ بوالدتك .
أخي ..
من كان يفرّط في الصلاة فيتركها ولا يصليها حتى يخرج وقتها فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا قضاء لهذا الصلوات التي تركها عمداً وكفّارتها التوبة والندم وكثرة الاستغفار . مع الحرص والاجتهاد على كثرة صلاة التطوع . لأن صلاة التطوّع تجبر نقص الصلاة .
جاء في الحديث عن أنس الضبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " .
فتأمل فضل الله تعالى على عباده بأن فتح لهم ابواب رحمته ، وما يستدركون به ما فاتهم .
أخي ..
الوالدة .. باب من أبواب الجنة .
وهي بركة الحياة ..
ولذّة العمر ..
والأنيس والونيس .. والحب الصّادق الطاهر .
والقلب الحنون الرؤوم ..
وهي محل رضا الله . . وإن رضا الله من رضاها بالمعروف .
أخي الغالي ..
إن مما يخفى على بعض الرجال - سيما المتزوجون حديثاً - عدم إدراكهم لطبيعة بعض الأمهات وما يكون من الأم تجاه ابنها بعد الزواج .
من ذلك : أن الأم تغار من زوجة ابنها .. مع أنها كانت حريصة على تزويج ابنها وعلى الفرح به وبذريته منه .
لكن ولأن قلبها يحنّ إلى ولدها يتولّد من هذاالحنان نوع غيرة من الأم تجاه زوجة الابن ، سيما لو كان هذا الابن هو بكرها أو هو القائم على شئون العائلة .
لذلك شيء طبيعي أن يجد الابن من والدته بعض ما يسبب له حرجاً مع زوجته .
وحين اقول شيء طبيعي - لا أعني أنه شيء صحيح ومقبول - إنما هو طبيعي تبعاً لواقع الحال .
لذلك يا أخي ..
تعامل مع الحياة بطبيعتها ..
لا تتوقع أن يجد المؤمن كامل الراحة في الدنيا ..
الراحة يا أخي في الجنة ..
في تلك الدار التي طهّرهاالله من التعب والنّصب والكدر والغل وكل المنغّصات الحسّية والمعنوية .
أمّا الدنيا فهي دار الابتلاء .. والتمحيص .
حتى حلاوتها ولذّاتها فيها نوع مشقة وتعب .
لذلك لا تتعامل مع الحياة بمثالية ..
لماذا تتوتّر إذا كنت تعلم أن والدتك في بعض كلامها قد تكون مبالغة في الكلام أو الوصف أو ما تسمعه منها ؟!
إن إدراكك بأن في كلامها مبالغة يمنحك نوعاً من الحكمة ورباطة الجأش .. فقط استمع لها دعها تفرّغ ما فيها واحتسب عند الله أنك بهذا الاستماع تخفّف عنها بعض غيرتها التي تعتلج في نفسها ..
حتى وإن سمعت منها كلاماً مؤلماً .. لا تجعل الألم يقوى في شعورك .. وكلما شعرت بأن الألم سيقوى .. حدّث نفسك وذكّرها أن هذاالكلام تقوله هي ولا تعنيه كله ..
هي كل ما تعنيه بالكلام فقط أن تفضفض شيئا مما يلتاع في نفسها ..
حاول أن تغيّر من طبيعة الجو وحدّة الكلام ..
فحينما تجدها محتدّة في كلامها ..
ابتسم لها ..
وقل لها : من لي غيرك يا أمي ..
داعبها ..
قم وقبّل رأسها بطريقة تثير عاطفتها وفي نفس الوقت تثير نوعا من المرح بينك وبينها ..
مازحها ..
امتصّ غضبها بمثل هذه الأساليب ..
حتى وإن قالت إني غير راضية عنك .. فثق أنها تقول ذلك فقط لتثير اهتمامك بها ..
وإلاّ لو جاء الحق والواقع لفدتك بروحها قبل نفسها ..
هذه هي الأم ..
لا تتحسّس كثيراً من كلامها ..
اجلس مع زوجتك ..
أفهمها ..
واطلب منها بهدوء أن تتقبّل والدتك وتصبر عليها ..
أفهمها أن صبرها وإعانتك على الصّبر عليها وحسن البرّ بها هو اعظم شيء تقدمّه زوجة لزوجها .
أفهم زوجتك أنك تتفهّم أن والدتك قد تبالغ أو قد تُؤلمها ببعض الكلام ..
قل لها : إنّي أدرك ذلك ..
لكن من أجل الأجر تصبّري واصبري .. وثقي أنّي أحبك ..
طلب من زوجتك أيضاً .. أن لا تجعل من موقف امك تجاهها عائقا لها دون أن تحسن إليها وتكرمها وتعينها على بعض أمرها وتهتم بشأنها ..
أفهمها أن هذا عمل صالح .. لا تعمليه لأجلي .. لكن اعمليه لأجل الله .. وثقي أن الله يحنّن قلبها عليها ..
وذكرها بقول الله تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " .
لاحظ كيف أن مقابلة السيئة بالحسنة تقلب العداوة إلة ولاية حميميّة .. فقط عندما نحتسب ونثبت ونستمر على مقابلة السيئة بالحسنة دون تضجّر أو تململ .
أخي ..
فعلاً .. لا تعوّد نفسك أن تستجيب لكل ما يستفزّها ويستفزّ أعصابك وتوتّرك ..
خذ الأمور ببساطة ..
كما قال الله : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " .
اقبل الناس على سجيّـتهم وطبعهم ..
لا تتوقع منهم أن يكونوا شيئا غير الذي هم عليه ..
وأمر بالعُرف .. فما تجده منهم من معروف طيب نمّه بالشكر والتشجيع والتحفيز والامتنان .
وما يأتيك منهم من جهل .. أعرض عنه ..
لاحظ ( أعرض عنه ) يعني لا تطل التأمّل فيه .. ولا تتكلّف أن تفسّر كلامه وماذا يعني وماذا يقصد ..
أعرض ..وكما تقول العامة ( دخّل من أذن وخرّجه من الأذن الثانية ) !
أخي ..
لا أزال اقول لك .. كلما شعرت بالتوتّر أو الضيق أو شيء آلمك ..كما أنك هرعت إلى الطبيب واعلمك بحالتك .. فعوّد نفسك أن تهرع إلى الله ... هو الذي غذا أراد شيئا أن يقول له ( كن فيكون ) .
الطبيب لا يشفي .. قد يشخّص لك العلّة .. وقد يكون صادقا وقد يكون غير ذلك ..
لكن الله يشفي ما في قلبك .. يعطيك لأنه الكريم .. يرحمك لأنه الرحمن الرحيم ..
ارفع يديك وقل يارب ..
فإنه يقول جل في علاه : " هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " .
اسأل الله العظيم أن يزيّن الإيمان في قلبك وان يكفيك شرّ الهموم ويحنّن عليك وعلى زوجك قلب والدتك ويرزقك حسن البرّ بها .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني