ابي يرفض تزويجي بمن ارغب بسبب اختلاف الجنسية وانا عمري 30 عام ونحن الاثنان نريد ان نتزوج ومتمسكي ببعضنا البعض بعد تعارف وحب دام 7 سنوات ولك لم يحصل بيننا والحمدلله اي خطأ لكني ارغب بالزواج منه بأي طريقة حتى انني فكرت في الهرب معه الى بلده كي يزوجنا القاضي ولا احتاج ولي امري مالعمل ارجو الرد مع اني حاولت اوسط عمتي وخالتي لكن والدي لم يتسجب لرغبتي بل وشتم الرجل الذي تقدم لي بالالفاظ الكبيرة ورفضه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك ونفعك ..
أخيّة ..
بداية لابد أن تدركي أن الزواج رزق مقسوم .. وكل إنسان قد كتب الله له رزقه وهو في بطن أمه .
فثقي تماماً أن ما كان مقسوماً لك فلن يكون إلاّ لك . وما ليس بمقسوم لك فلن يكون لك لو بذلت له اسباب السماوات والأرض .
ولأجل هذا علمنا الله تعالى كيف نطلب الرزق من أبوابه المشروعه لا من خلف الأسوار .
فالعلاقة خارج ( إطار الزواج ) ابداً أبداً ليست باباً من ابواب الرزق المشروعه ولا هي من أسبابه .
ومهما قالت الفتاة أنه لم يكن بيننا أي خطأ . . فيكيفي أن نعرف خطأ هذه العلاقة من خلال الأثر الذي نجده في أنفسنا ..
فهل تجدين في نفسك الان من أثر هذه العلاقة الاطمئنان والاستقرار والرضا ، أم يطاردك الهمّ والخوف والاغتمام ؟!
فكّري بهدوء . . هذه العلاقة كما تذكرين في رسالتك أنها قد تضطرّك إلى أن تهربي من أهلك لتُسلمي نفسك إلى غريب ... لا تدرين هل يحافظ عليك بعدها أم يكون له غرض منك ثم تحتاجين أن تعودي غلى أهلك بعد أن ضحيّـي بهم من أجل رغبتك !!
إذن العلاقة الصحيحة لا تضطرّ إلى فعل شيء غير مقبول شرعاً ولا عرفاً ..
العلاقة الصحيحة لا تورث همّاً ولا غمّاً ولا خوفاً ..
العلاقة الصحيحة تجعلك أقرب للقبول بقسمة الله واختياره لك .
العلاقة الصحيحة تورثك الرضا ولا تورثك السّخط والحسرة .
أخيّة ..
الزواج ليس علاقة حب !
الزواج ليس شهر عسل !
الزواج ليس ليلة حميميّة ..
الزوج حياة ..
الزواج بناء حضاري ..
الزواج عبادة .
ولذلك أهم نقطة وهي نقطة الارتكاز في الحياة الزوجية هي نقطة ( الاختيار ) .
وعند هذه النقطة علّمك من هو أحرص عليك أكثر من نفسك كيف تختارين شريك حياتك فقال لك موصياً : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " هذه هي وصية حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم .
لم يقل جنسه ولا لونه ولا علاقة الحب .. وإنما أصل الاختيار ينبغي أن يقوم على اساسين :
- حسن التديّن .
- مع حسن الخُلق .
وهنا اسمحي لي أن أسألك :
لو قدّر الله وكتب هذا الرجل من نصيبك .. ماذا ستكون نظرتك له لو أنه كان يتكلّم مع فتاة ويتواصل معها بكلام محترم سواء على النت أو على الهاتف ؟!
هل كنت تقتنعين أو توافقين على أن يتواصل مع فتاة بلغة مؤدبة ؟!
كوني صادقة مع نفسك فالقرار الأول والأخير لك .
اسمحي لي أن أسألك :
هل أهلك يعلمون بتواصلك مع هذا الشاب ؟! أم ان تواصلك معه من خلف الجدران ؟!
صدقيني لو كانت العلاقة صحيحة ( غير خاطئة ) لم يكن عندك من حرج ولا عيب أن يكون أهلك على علم بتواصلك معه ... لكن لأننا ندرك بفطرتنا السليمة أن هذا ( خطأ ) فنخفيه عن الناس .
أخيّة ..
لا تتوقعي أن الحياة الزوجيّة ستكون بمثل هذه ( الورديّة ) التي تشعرين بها مع هذاالشاب في هذه العلاقة .
العلاقة خارج إطار الزواج علاقة يزيّنها الشيطان ويجمّلها ..
علاقة يطغى عليها التكلّف والتجمّل من كلا الطرفين ..
التكلّف ي جميل القول وجميل الأسلوب والكلام ..
لكن العلاقة في إطار الزوجية علاقة محفوفة بالمسؤوليات والتحديات وأكبر تحدّ يواجه هذه العلاقة هو التحدّي الشيطاني فإنه في هذه العلاقة لا يجمّل الطرفين بعضهما لبعض بقدر ما يسعى في الإفساد بينهما .
وجود هذه المسؤوليات وهذه التحديات في العلاقة الزوجيّة ستكشف لك أشياء كثيرة عن طبائع فيه وطبائع فيك وأخلاق فيه وأخلاق فيك لم تكن لتظهر لكما في تلك العلاقة .
لا تسمحي لعاطفتك أن تتخذ القرار نيابة عنك . .
امنحي عقلك وحكمتك فرصة أن تضبطي هذا الميل بينك وبينه ...
وفكّري بعواقب الأمور . .
العيب ليس في أنه من غير جنسك .. فإن ذلك ليس بعيب .
لكن ينبغي ان تنظري لهذه القضية بنظرة واقعيّة .. فلربما تضطرين أن تسافري معه او تنتقلي إلى بلده ..
تذكّري أن الحياة فيها مشقة وتعب وتحتاجين إلى أهلك أن يكونوا قريبين منك .
الأهل شيء ثابت ..
والزوج ( متغيّر )
فكل إنسان يستطيع أن يغيّر شريك حياته لكنه لا يستطيع بحال أن يغيّر أهله ووالديه .
فلا تضحّي بالثابت على حساب ( المتغيّر ) .
أنصحك ..
إذا أردت أن تتخذي قرارك بعقل وتعقّل :
- أن تقطعي التواصل مع هذا الشاب قطعاً نهائيّاً .
تواصلك معه يشكّل ضغطاً نفسيّاً وعاطفياً عليك ، وهذا يؤثّر على قرارك .. لذلك من الأفضل قبل أن تتذخي أي قرار في الارتباط به أن تتخلذّصي من هذه الضغوط وذلك لا يكون إلاّ بالمقاطعة والبعد .
- أن تستخيري الله تعالى .
وتثقي أن الله يختار لك ما هو خير لك .. وانت تقولين في دعاء الاستخارة " إن كان في هذا الأمر خير لي فاقدره لي ويسره لي . وإن كانت تعلم أن في هذا الأمر شر لي فاصرفه عنّي واصرفني عنه "
فالذي ينبغي أن تلاحظيه بعد الاستخارة هو ( اليسر ) أو ( الصرف ) .. فإن رأيت الأمور تتيسّر فاعلمي أن خيرة الله في القبول . وإن رأيت الأمر يصرف عنك ويتعقّد طريقه فاعلمي أن خيرة الله لك أن تبتعدي .
فاقبلي بخيرة الله لك . فإن الله قد وصف نفسه بقوله : " والله يعلم وانتم لا تعلمون " .
وقال : " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرُ لكم " .
كلما كان اختيارك أقرب لرضا والديك كلما انعكس ذلك بركة عليك في حياتك مع زوجك .
وكلما كان الاختيار في عكس رغبة الوالدين ورضاهما كلما كان ذلك أدعى للبعد عنه .
صدقيني أخيّة ..
كثيرات هم الفتيات اللاتي سلكن مثل طريقك .. وتهوّروا في اختيار شريك الحياة لمجرّد علاقة عاطفية سابقة .
والآن هنّ يتمنين لو يعود الزمان للوراء ليستدركوا ما وقعوا فيه .
العلاقات العاطفية قبل الزواج مثل شبكة الصيّاد ممتلئة بالطّعم لكنها فيالواقع سجن وحبس .
لأجل ان تكوني أكثر إيجابيّة في حياتك لا تحصري نفسك في خيار واحد . . .
كلما تعددت الخيارات كلما كنت أكثر استقراراً واقدر على اختيار الأنسب لك .
أخيّة . .
ثقي بربّك . . وتأكّدي تماماً إذا كان هذا الشخص ميسوراً لك فإنه سيكون لك بدون هرب ولا سفر !
وإن لم يكن لك فوالله لن يكون لك ولو هربت وسافرت فستعودين إلى أهلك .. لكن ليس كما خرجتِ من عندهم .
أسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني