السلام عليكم ورحمة الله.. بداية شكر الله سعيكم على هذا الموقع الطيب.. أنا شاب متدين وأرغب أن أعف نفسي وقد تمت الخطبة من إحدى العوائل ولله الحمد.. وبعد تخرجي هذه السنة من الجامعة سيتم الزواج إن شاء الله.. ولكن اعترضتني الآن مشكلتين: 1. تبين أن العائلة التي خطبنا منها متدينة إلى حد التشدد (لأعطي مثالاً: شهر العسل بدعة !!) مع العلم أن والدي وأخواتي غير متدينين. 2. اكتشفت بعض المشاكل عندهم.. فأمها تعاني من اكتئاب حاد ولا تقابل أحد إلا قليلاً.. وتعامل أبوها معي غريب جداً فهو لا يعيرني أدنى اهتمام.. أنا لا أعيب على خطيبتي في جمال ولا دين ولا خلق, ولكن هل يمكن أن أعيش عيشة مستقرة مع هذه العائلة.. وهل هذه المشاكل قابلة للحل أم أن الأفضل أن ابحث عن زوجة أخرى لاسيما وأن العقد لم يعقد بعد؟؟ أنا أنتظر الرد بفارغ الصبر...
الأخ الفاضل / احمد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وهنيئاً لك سكنى المدينة النبوية التي يأرز إليها الإيمان، واسأل الله العظيم أن يتمم لك الأمر على خير.
أخي الفاضل..
لقد علّمنا ديننا خطوات اتخاذ القرار في أي شأنٍ من شئون حياتنا، وهذه الخطوات في شأن الزواج تتمثّل في:
- البحث عن الفتاة التي تتوفر فيها الصفة التالية: قال صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فإذا بحثت عن زوجة فابحث عن زوجة تتصف في غالب شأنها وأمرها بإقامة الدين من صلاة وصيام وحسن الأدب والتعامل مع من حولها.
- إذا وجدت صاحبة الدين فابحث ثانياً فيها عن أمر مهمّ وهو: (أن تكون ودوداً ولوداً) لقوله صلى الله عليه وسلم: "تزوّجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"
الودود: التي عُلم منها حسن أدبها ومعاملتها مع من حولها، وهذا يُعلم بالسؤال عنها في محيطها.
الولود: وتُدرك هذه الصفة بالنظر في حال والدتها وخالاتها من هذا الجانب.
- إن وجدت هذه الفتاة صاحبة الدين الودود الولود، فاهرع إلى الاستخارة والدعاء، ودعاء الاستخارة معلوم.
- حتى إذا استخرت الله اعزم أمرك على النظر إليها وانظر إليها. فإذا نظرت إليها تبينت لك علامات الخيرة إن شاء الله، فعلامة الرضا والقبول:
هو تيسير الأمر وسهولته ووجود الألفة والاتفاق بينكما من النظرة.
- ثم بعد ذلك استشر واسأل عن حال هذه البنت وعن خلقها.
حتى إذا تمّت لك هذه الأمور فاعزم أمرك وتوكل على الله واعقد العقد فإنها مباركة إن شاء الله.
أما ما ذكرت من كونها عائلة متشددة في التدين، فإن التشدد معنى فضفاض عند الناس وهو أمر نسبي بالنسبة لك أو لغيرك فما يكون عندك تشدداً هو عند غيرك ليس تشدّداً، وقد تكون على أمر تظنه من التسهيل وغيرك يراه تشدّداً، فالتشدد معنى نسبيّ هنا!!
ولذلك أخي الفاضل جميل أن تكون الفتاة متدينة، وإن كانت القضية قضية شهر عسل فهذه أمور بسيطة، فبإمكانك أن لا تسميه شهر عسل وإنما سمّه (شهر طاعة وبر) مدى العمر إن شاء الله.
المقصود أن هذه المعاني (شهر العسل) وغيره من الأشياء من المفهومات المرنة التي لا يضر المرونة فيها واللين والسهولة.
أما ما ذكرت من حالة والدتها وأنها تعاني من اكتئاب حاد، فالحمد لله أنك عرفت هذه الطبيعة فيها ليكون تعايشك معها على وعي وفهم بطبيعتها فلا تتأثر مستقبلا من معاملتها لك مراعاة لما تعانيه!!
فإن كان ما بها بسبب عارض يزول بزواله فلا بأس عليك، أمّا إن كان سبب الاكتئاب فيها بسبب وراثي جيني، فلا بأس أن تعمل وزوجتك بعض الفحوصات الطبية قبل الزواج للتأكد من ذلك.
أمّا تعامل والدها فإنه تعامل متأثر بطبيعة حياته مع زوجته التي تشكو من الاكتئاب، ولذلك تأثرت طبيعة تعامله حتى خارج البيت، لا تهتم بذلك كثيراً، بل اجتهد أن تكون أحسن معاملة لهم وأبرّ بهم، والأمور ستتغير إن شاء الله مع حسن المعاملة، فإن لم تتغير فأنت حياتك مع زوجتك وليس معهم!!
وبإمكانك مستقبلاً احتواء حياتك الزوجية احتواء متزناً في العلاقة مع زوجتك ومعهم!
اسأل الله العظيم أن يبارك لك وأن يرشدك لما هو خير وأنفع لك.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني