السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد زوجي إذا قلت له سوف اذهب إلى أهلي قال لي عندما سكنا المدينة أنتِ لن تذهبين إلى اهلك إلا في الأسبوع مرتين فوافقت وبعد أسبوعين قال لن تذهبين إلا مرة في الأسبوعين فوافقت. وأهلي يقولون لماذا لا تأتين إلينا وأنتِ قريبة منا أي لستِ في منطقه أخرى وبعد شهر قال لي تذهبين إليهم كل شهر ساعتين فقط وان لم ترجعي بعد ساعتين يحرم عليك دخول البيت وأنتي طالق, وهو يرجع من العمل ويذهب عند أهله ولا يرجع إلا وقت النوم يوميا وآخر موقف حدث معي هو أمس اتصلت عليه وهو في العمل فقلت له هل اذهب إلى بيت أهلي قال نعم فذهبت إلى أهلي وفي الوقت الذي لم أكن فيه كان يسب فيه أهلي أمام أبنائي ويشتم فيهم وعندما عدت قام يسب فيني أمام أبنائه ويهدد بالطلاق وهو جلس يكلمني أصابني هبوط ودوخه من شدة الموقف و الإهانة لي ولأهلي أمام أبنائه وأنا والله ولو أنه لم يكن لي أبناء لما جلست عنده يوما واحد هذا الحال مدته 17سنة وإخواني يقولون لي أنتي لستِ بارتاً بوالديك أي أنا الآن بين نار ين نار أهلي ونار زوجي وأبنائي الذين لم يحترموني بعد ما حطمني زوجي أمامهم فماذا افعل أرجوكم أن تعجلوا بالإجابة تحياتي لكم وارجوا أن تدعوا لي
أختي الفاضلة..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العظيم أن يرزقك الصبر وأن يجبر مصابك وان يرزقك بر والديك
أختي الكريمة..
عشت مع زوجك تقريباً (17) سنة ولا شك أنك خلال هذه السنوات كنت تتصرفين بطريقة ما لتجاوز هذه المشكلة أو التعايش معها حتى دامت بينكم هذه الحياة طيلة هذا العمر.. فلعلك أخيتي تراجعين أساليبك في التعامل مع مشكلتك ومحاولة تطوير هذه الحلول واستبعاد الحلول التي تؤزّم الأمر بينكما..
أخيتي..
من المهم أن تعي بوضوح أن طاعتك لزوجك أوجب عليك من طاعة والديك حتى لو ظلمك، وثقي تماما بأن قوامته عليك أمانة وهي يوم القيامة عليه حسرة وندامة إن استغل ذلك في الظلم أو التضييق والتحجير.
ومعلوم أن واجب الطاعة إنما هو مقرون بالطاعة في المعروف ما لم يأمرك بمنكر أو معصية فحينها لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
واسمحي لي أخيتي أن أبشرك ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لك إذا يقول: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى"
فابشري أخيتي بصبرك على زوجك..
ثم أخيتي لماذا لا تجربي أن تتعاملي مع مشكلتك هذه بلغة (الحب)؟!
وذلك أن تعيدي تماماً أيام زواجكم الأولى بلذيذ العبارة والكلمات الدافئة والنظرات الحانية والقبلات واللمسات التي تستثير عواطف الرجل وتأسر وجدانه وتلين قاسي قلبه جرّبي فإنك إن لم تكسبي فلن تخسري لأنك في كلا الحالين قد تعاملت معه بحسن الخُلق الذي يؤهلك أن تكوني من نساء الجنة!!
حبّبي إليه أهلك وحببيه إلى أهلك، وذلك بأن تعتذري له أمام أهلك أن قصّر في حقهم وأن تنقلي لهم تحياته وسلامه عليهم وأن تنقلي إلى زوجك أيضا سلام أهلك إليه وتحاولي بطريقة لبقة أن تقرّبي بين القلوب مرة بالكلمة ومرة بالهدية ومرة بالاتصال.
وثقي تماماً بأن إكرامك لأهله وسؤالك عنهم واهتمامك بوالديه وتحريضه على البر بهما - إن كانا على قيد الحياة - مما يذيب كثيرا من الجليد بينكما..
وحاولي دائماً أن لا تنقلي إلى أهلك التشكّي منه أو تنقلي إليه تشكّي أهلك منه.
حاولي أن تجلسي مع زوجك جلسة حب هادئة بعيدا عن صخب الأبناء سواء في رحلة ثنائية بينك وبينه أو حتى على فراش الزوجية، وبلغة الحب صارحيه بحبك وتقديرك له ثم اتفقي معه على أن تتواروا بمشكلاتكم بعيدا عن الأبناء وأن لا تدخلوا أبناءكم في المشكلة لا من بعيد ولا قريب... واعلميه أن محاصرة المشكلة بين شخصين أفضل من إشاعتها بين الأبناء، وأفهميه أن كثرة المشاكل بين الأبناء تُسقط هيبتك وهيبته أمام أبنائه فإن الأبناء يفرقون بين الظلم والعدل سيما إذا كانوا كبارا..
اتخذي مع زوجك وسائل جديدة مبتكرة لتغيير الروتين في حياتكما فإن الروتين في الحياة يؤدي إلى الفتور في العلاقة بينكما مما يؤدي إلى النفور..
اكتبي له رسالة..
ودّعيه كلما خرج بقبلة أو عبارة دافئة..
فاجئيه بهدية...
غيّري من لبسك وزينتك وعطرك..
جددي مكان نومكما..
رتبي أثاث البيت بطريقة مبتكرة..
وهكذا حاولي أن تطردي الروتين من حياتكما..
حاولي أخيتي أن تكوني عوناً لزوجك على الطاعة كأن توقظيه بهدوء للصلاة، ومن المهم جدا لو استطعت أن تجعلي بينك وبينه عملاً إيمانيا مشتركا تشتركان في القيام به كالاتفاق على القيام لركعات الوتر أو مدارسة للقرآن أو صيام نفل..
المقصود أن تصنعي بينك وبينه عملاً إيمانيا مشتركاً لأن من شأن هذا التعاون الإيماني أن يجعل في القلب سكينة وهدوء واستقرارا..
أخيتي...
تذكري أن الحل والإصلاح قد لا يكون في ليلة وضحاها بل الأمر يحتاج منك إلى صبر وطول بال وثقة بالله وأمل به جل وتعالى..
ولذلك لا تفتري عن الدعاء والاضطرار بين يدي الله خاصة في أوقات الإجابة كأوقات السّحر التي يتنزّل فيها الرب جل وتعالى ويقول: (هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له).
أسأل الله العظيم أن يؤلف بين قلوبكم وأن يصلح شأنكم وان يبارك لكم في ذريتكم..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني