زوجي إنسان يصلي ولكنه يسهر كل ليلة في القهوة من ثاني ليلة من زواجي لي أربع سنوات متزوجة وإذا أردت أن تعرف مدى الاهتمام به فلقد اجتهدت كثيرا بعدة أساليب كم كنت أرجو منه أن يسهر ولو ليلة واحدة في الأسبوع فقط معي أنا و ابنتي. تعمدت أن أذكر لك انه يسهر من ثاني ليلة أي من قبل أن يعرف خيري من شري من حبي من اهتمامي لا يحب العلاقات الاجتماعية رغم انه طيب يستجيب لمطالبي إذا كان قادرا عليها أنا الآن محطمة لا أتوقع أن يكون زوجي إنسان سويا خوفي الآن أني حامل بطفلي الثاني أخاف أن يكون قدوة سيئة لأبنائه أتمنى أن تساعدني بما ترى مع وجود يأس كبير في نفسي اتجاه إصلاحه واهتمامه بنا لأني أعيش ملل وفراغ عاطفي كبير
الأخت الفاضلة / أم نهى....
أسأل الله العظيم أن يردّ زوجك إليه ردّاً جميلاً وأن يسعدك ويقرّ عينك به.
أخيتي...
إننا لن نشعر أبداً بأن الحل مستحيل إلاّ حين نصل إلى مرحلة (اليأس) وودّ الشيطان لو يظفر منّا بذلك..
وتذكّري أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن وأن أمره إنما يقول له (كن فيكون) فلماذا اليأس؟!
زوجك يا أخيتي يمتلك صفات إيجابيّة لا يمتلكها كثير من الأزواج الذين لا يسهرون إلاّ مع زوجاتهم!!
والمتفائل دائماً يرى في كل مشكلة حل، واليائس يرى في كل حلّ مشكلة!!
أخيتي..
بإمكانك أن تستفيدي من هذه المشكلة استفادة إيجابية:
ألا ترين أن في سهر زوجك خارج البيت فرصة لك لتكميل ذاتك من جهة (القراءة) وتثقيف روحك من جهة استغلال هذا الوقت المبارك (آخر الليل) بالدعاء والقيام لله تعالى في خشوع، فلعلّ دعوة صادقة منك في هذا الظلام بقلب خاشع ونفس مضطرة تفتح لها أبواب السماء فينزل الفرج بإذن الله، وهو جل وتعالى الذي يتنزّل في الثلث الآخر من الليل في كل ليلة ويقول: "هل من داعٍ فأستجيب له هل من سائل فأعطيه؟"!!
أعتقد لو أن زوجك ترك السّهر مع رفاقه في القهوة لما وجدتِ فرصة للقيام بين يديه جل وتعالى وأنت هادئة البال راضية النفس.
- بإمكانك أن تؤجّلي بعض الأعمال التي تشغلك عن زوجك في النهار إلى الليل لتتفرّغي لزوجك في النهار.
- بإمكانك أن تشغلي هذا الوقت - مثلاً - بإنتاج بعض المهارات اليدويّة، أو المشاركة بالكتابة والمتابعة في بعض المنتديات الإسلاميّة.. وهكذا..
وإنّي إذ أقول لك ذلك لا أشجّع من سهر زوجك خارج البيت، لكن أقول لك ذلك من أجل أن تستثمري هذا الواقع بالشيء المفيد مع الجهد في إصلاح زوجك.
بمعنى يكون جهدك مع زوجك في خطين متوازيين:
- خط إصلاحه وحسن تغييره.
- خط استغلال الواقع بما يكون مفيداً وله أثره أيضاً في الإصلاح. وفي رفع مستوى الأمل والتفاؤل عندك.
لماذا أخيتي لا تُشعري زوجك بأنك تهتمين بما يهتمّ به، ولو كانت اهتماماته تضايقك.
فمثلاً.. عندما يريد الخروج للسّهر جهّزيه بثياب نظيفة، واصنعي له بعض الحلوى والمشروبات الباردة أو الساخنة وأعطيه ذلك في (شنطة أو حقيبة) مخصصة لذلك واجعلي مع هذه الأشياء ورقة صغيرة مكتوبٌ فيها (زوجي العزيز لا تتأخر إنني في اشتياق إليك.. حفظك الله زوجاً صالحاً مؤمناً).. كلمات دافئة تطرق المشاعر، وتطرق على وتر إحياء التعظيم لله في قلبه حين تكتبين له (زوجا صالحا مؤمناً) وهكذا من الكلمات التي تستحثّ في نفسه الفطرة السليمة.
- اعرضي عليه مرة أن يقضي سهرته في البيت مع أصحابه، وبيّني له أنك على استعداد أن تهيئي له المكان وإكرامه وإكرام أصدقائه.
- عندما يكون في سهرته أرسلي له ما بين فترة وأخرى رسائل شوق واشتياق.. وضمّنيها بعض عبارات التذكير بالله ومراقبته.
- اقتني بعض السمعيات والأشرطة المفيدة والمؤثرة واجعليها في مكان عام من البيت، بحيث لو استمعت إليها يسمع هو مضمونها بطريقة غير مباشرة.
ودائماً اجعلي له شريطاً في سيارته ما بين فترة وأخرى.
- اجلسي مع زوجك في هدوء وصارحيه بكلمات ملؤها الدفء والحنان والعاطفة، واخبريه بما تشعرين به من الحرمان عندما يتركك وحيدة.. صارحيه بذلك بكل هدوء من غير ضجيج أو تنفّر.
- ما رأيك لو تتفقي مع زوجك أن يكون بينكما عمل بر وطاعة تتعاونان عليه كجلسة لمدارسة القرآن، أو محافظة على صيام النفل أو مشاركة في بعض أعمال البر ومساعدة الآخرين، المقصود أن يكون هذا العمل مهما كان بسيطاً أن يكون مشتركاً بينكما.
- الصبر الصّبر أخيتي مع كثرة الدعاء والابتهال إلى الله عسى الله أن يفرّج همّك ويكشف كربك، وأحسني الظن بربّك ولا تيأسي فإن اليأس من سبل الشيطان.
والله تعالى يقول في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"
فماذا تظنين بربّك الرحمن الرحيم أخيتي؟!
اللهم فرّج همّها واكشف كربها ونقّ سريرتها وأحفظ عليها دينها وخلقها وأقر عينها بزوجها وذريتها.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني