السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد:- ابلغ من العمر 22 سنه متخرجه من الكليه العام الماضي , اتمتع بميزات كثيره ولله الحمد منها انني اجتماعية, ودوده, مرحه, روحي الايمانيه تنخفض وترتفع ,, أحافظ على الصلوات ولله الحمد واتبعها بالنوافل.. اقوم بعض الليالي ,, ملتحقه بدار لتحفيظ القرآن, ادرس حالياً حاسب آلي, ومقدمه على طلب لاكمال الدراسات العلياء ليس لدي مشكله بل هي مشوره لاصحاب العقول الراجحه والرأي السديد ,, في زحمه التكنلوجيا اللتي نعيشها وفي الفتن الكثيره في هذا الزمان تعرفت على شاب يبلغ من العمر 24 سنه وكان ذلك قبل عام جنسيته خليجيه ,طيب القلب , بار بوالديه , اجتماعي ويصاحب الجميع, مستواة الديني جيد يحبه كل من عرفه لطيبته ونيته الصافيه دائماً [ لا اقول ذلك لاني احببته انما اتكلم بلسان من حوله ] احبني كثيراً وكان صادقاً تقريباً في كلامه -وأستدل على ذلك مساعدته لي دائما اذا احس بحاجتي له- اخبرني انه ينوي خطبتي وانه يريدني زوجةً له , طلبت منه ان يذهب لمستشار في العلاقات الاجتماعيه ويشرح له الوضع ويسأله عن رأيه وانا سأقرر بناء على رأي المستشار وطلبت منه ان احضر الجلسه معه على الهاتف, لأتأكد من كلامه ,حجز لنا موعد ولظروف خارجه عن السيطره لم نلتقي بالمستشار ,, وتكرر ذلك عدة مرات. طلبت منه ان يتزوج فقد كانت امه تلح عليه بالزواج من احدى قريباته ,, واخبرته ان هذه سنه الحياة واننا سنفترق لامحالة ,, ولكنه تجاهل الموضوع لعدم رغبته الحاليه بالزواج. بعدها باسابيع اخبرته ((كذباً)) ان ابن خالتي خطبني وان اهلي وافقوا عليه وانني سأتزوجه .. وحقيقةً كان الامر مراً جداً وعليه هو بالذات..,, فعلت ذلك لاقطع اي امل في زواجنا. نجحت في ذلك بدأت ابتعد عنه تدريجياً الى ان شبه انقطعت علاقتنا,, -اخبرني بوفاة اخيه وبكيت انا من الحزن اللذي احسسته بداخله- اصبحت المسؤليه كلها عليه فهو الولد الاكبر للعائله ,, والده موجود ولكنه يعتمد كثيراً عليه ,, غاب عني شهراً كاملا دون رسائل او اتصالات ,, داخلياً كنت قلقه ولكني لم اتصل به او ابحث عنه الى ان اتصل بي واخبرني انه في المطار قادم من دوره في المانيا,, والآن:- اصبحت انا المغرمه به اصبحت انا من يحبه ويفتقده ويبحث عنه ,, لا اعرف ماذا جرى لي ولا اعرف كيف اخرج من دوامه التفكير به اعلم انه لايفكر بزواجنا حالياً فقد نجحت في السابق لاقطع كل اماله بالزواج.. الامر صعب للغايه ,, انا الكبرى بين اخوتي ,, وهو كذلك,, ابائنا متعلمين ولن يرضوا بذلك ابداً ولن يقبلوا بقراراتنا لانه من دوله وانا من دوله والمسافه بيننا قد تفوق الـ 1000 كيلو ,,, لاادري ماذا اقول ولكن اللذي اعرفه انني كنت عاقله فأصابني هوس حبه والتفكير به علماً انه منشغل عني تماماً وبالكاد يتصل بي اسبوعياً ... اصبحت ابكي وابكي خوفاً من مستقبل اعيشه بدونه ,, معذره على الاطاله ولكني اردت ان تعيش تفاصيل واقعي ,, ولعلمي بوجود الحب الوهمي طرحت عليكم قصتي .. فأنا مدركة لصعوبه الأمر أرشدوووني ارجوووكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يملأ قلبك حباً وتعظيماً له ...
وحقيقة أهنئك على هذه النفس الطيبة والتفكير الناضج ..
أخيّة ..
الزواج منعطف مهم وخطير في حياة الإنسان . .
الزواج ليس محطة ( وصول ) !
الحياة هو بداية حياة جديدة بمسؤوليات جديدة وتبعات جديدة . . ولذلك قرار اختيار شريك الحياة هو من أخطر القرارات التي يمكن أن يتخذها الانسان في حياته .
ولأجل أنه من القرارات المهمّة جاءت الوصية النبويّة : " إذا خطب إليكم من تروضن دينه وخلقه فزوّوجوه " فأهم صفتين ينبغي البحث عنها في شريك الحياة هي :
- حسن التديّن .
- مع حسن الخلق .
ثم تأتي بقيّة الأمور الأخرى تبعاً لحسن التدين مع حسن الخُلق .
لكن يبقى الأمر : أن الحكم على خُلق أي إنسان او تديّنه من خلال علاقة ناشئة مدفوعة بالعاطفة أعتقد أنه حكم غير دقيق .
ويبقى ان معرفة حال الرجل متوقفة على السؤال عنه في محيطه وبيئته . وكون أنه في دولة غير دولتك فأعتقد أن هذاالبُعد يشكّل نوعا من الصعوبة في السؤال عنه والتحرّي عن سلوكه وأخلاقه .
ثم إن الارتباط بشخص في دولة أخرى له تبعاته من الغربة والبعد عن الأهل وتغيّر الأطباع ونحو ذلك .
القرار هنا يحتاج إلى نوع من التريّث والهدوء والتعقّل .
أمّأ ما تجدينه في نفسك من الشعور بالانجذاب إليه والتفكير فيه فهو شعور ( الفقْد ) فإن الذي يفقد شيئا ألف عليه فترة من الزمان يجد في نفسه نوع من الاستيحاش والشوق إليه .
هذاالشوق ليس ( حبّاً ) بمعنى الحب .. لأنك إذا جئت لحديث العقل لأخبرك عقلك أنه ليس ( حبّاً ) .. لكن هو شعور أستطيع أن أسميه ( الشعور بالفقْد ) . سيما لو كانت العلاقة بينكما فيها نوع من المصارحة أو المباسطة ، و معرفتك ببعض ظروفه ( العاطفية ) و ( الاجتماعيّة ) مؤثّرة جداً على عاطفتك تجاهه .
هو شعور لا يدوم كثيراً . . إذا قطعتِ التواصل معه نهائيّاً . لكن مع وجود نوع من التواصل فإن هذا التواصل ينمّي هذا الشعور ويتطوّر .
حين ندرك أن الناس إنما خلقهم الله وهو الذي قدّر عليهم القدار كيفما كانت عليهم فهو ارحم بهم منّا عليهم ومن أنفسهم .
فمهما بلغ تعاطفنا معهم فلن نكون أرحم بهم من خالقهم الذي خلقهم .
إن اردت فعلاً أن لا يدوم هذا التفكير وهذا الانجذاب . . اقطعي الطريق .
اقطعي كل ما من شأنه أن يوجد نوع من التواصل بينك وبينه . .
كلما انشغلتِ بما يفيدك .. كلما أدركت عواقب التمادي في هذاالتواصل ز. كلما كان ذلك محفّزاً لك لانهاء العلاقة وزوال هذاالشعور بالإنجذاب .
أكثري من الاستغفار فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاء عافية " .
وفقك الله وحماك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني