الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء واهله ، وان يكفيكم شرّ كل ذي شرّ ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة . .
في علاقة الحب بين الزوجين ..
ينبغي أن نفرّق بين سلوك المحبوب وبيننا نحن .. فسلوك المحبوب هو سلوكه وليس سلوكنا ..
وسلوك المحبوب هو المسؤول عنه وليس نحن !
سلوك المحبوب يمثّله هو ، ولا يمثّلني أنا ..
لذلك أكثر ما يصيب الزوجات من الاحباط في هذه المشكلات هو إحساسهنّ بالنقص ، وأن الزوج إنما يشاهد هذه الأفلام لنقص فيني !
ولذلك لاحظي أنك بادرتيه بسؤال : هل أنا مقصّره معك في شيء ؟!
هو سؤال أشبه ما يكون بالمنطقي !
لكن لماذا هذا الرّبط بين سلوكه وبين أدائك !
الأمر ليس شرطاً أن يكون بتقصير منك بل ربما لضعف في نفسه ، ولقوّة هواه على نفسه فهو مغلوب عند هواه !
وهذا معناه أنه بحاجة إلى من يساعده ليخرج من المستنقع الذي هو فيه ، وليس بحاجة إلى عدم الثقة فيه !!
عدم الثقة فيه أبداً لن تُخرجه من مستنقعه !
وإذا كان فعلا تقولين أنك تحبين زوجك ..
فما هو هذاالحب الذي لا يدفعك إلى مساعدة زوجك وتفهّم الوضع بطريقة صحيحة لا بطريقة مثاليّة .
أخيّة . .
الشيء الذي يجعلنا في مثل هذه المواقف نفقد الثقة في شريك حياتنا ، ليس كونه يخطئ ، وذلك لأن الخطأ وارد من كل أحد ..
إنما لأننا نتوقّع من شريك حياتنا أن يكون ( مثاليّاً ) ملائكيّاً .. ولا يمكن أن يصدر منه أي خطأ !
هنا لا أبرر للزوج أن يقع في المعاصي والآثام ونقول ( البشر لابد أن يخطئون ) !
بل تبقى المعصية معصية ، والذي وقع فيه زوجك هو شيء غير مقبول لا شرعاً ولا عقلا ..
لكن نحن كيف ننظر للموقف بطريقة صحيحة ( واقعيّة ) حتى يمكن التعامل معه يطريقة صحيحة وبنفسية متفائلة حريصة مشفقة .. لا بروح الاحباط وانعدام الثقة !
أخيّة . .
نصحك لزوجك كان موقفاً جيداً ..
هو بحاجة إلى مثل موقفك هذا .. لكن بروح أخرى ، وبمحاولات أكثر نفعاً .
من ذلك :
- إذا ناقشتيه لا تناقشيه بلغة العتاب . لكن بلغة : هل ترضى لأحد من أهلك أن يتصرّف هكذا ويشاهد الصور والأفلام ويتكلم مع الفتيات ؟!
هل ترضى لزوجتك ؟!
هل ترضى لإبنك ؟!
هل ترضى على أختك أن يكون زوجها هكذا !
فقط اتركي هذه التساؤلات عنده ولا تناقشيها معه ..
فلربما يكابر ويقول : نعم هذا شي عادي !
تمالكي نفسك .. ليس المطلوب منك أن تثبتي أن الأمر خطأ .. إنماالمطلوب أن تعطيه مثل هذه الرسائل التي ستبقى معه طول الوقت تحرّ: ضميره .
- راسليه على جواله ببعض المقاطع المؤثرة التي تتكلم حول الآخرة ومراقة الله وقصص تعظيم الله .
- اهتمي بصلاة زوجك من حيث الاهتمام بنصحه وتحفيزه للصلاة لأن المحافظة علىالصلاة أحد أهم الأسباب التي تساعد المرء على ضبط أهوائه وشهواته .
- احرصي كل الحرص أن لا تفتحي الباب مرّة أخرى على نفسك ..
لا تبحثي في جوال زوجك ، ولا تراقبيه ولا تفتّشي أموره الخاصّة .
استمتعي بما يظهر لك من زوجك من حرصه وحبه لك . واتركي السرائر إلى الله فإن من الخطأ تجاوز ما يظهر لك من حرص زوجك وحبه لك واهتمامه ورعايته لك .. تتجاوزي ذلك لتنظري إلى زلاّته وعورة نفسه ..
ثقي بزوجك ..
وامنحيه ثقتك ..
ةعامليه بلطف ..
وتذكّري .. أنت لست مسؤولة عن تصرفاته إنما عن تصرفاتك .
الحب .. لا يعني اكتشاف المخبوء .. إنما الاستمتاع بالظاهر الموجود كما هو .
أكثري له ولنفسك من الدعاء
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
31-05-2014