السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. انافتاة ادرس بالمرحلة الثانوية تقدم لخطبتي شاب من قبيلتنا وهو يكبر عني بخمس سنوات فهو ماشاء الله ولاازكيه على الله احد متدين - حافظا للقران -محافظ على صلواته وهو طالب بالجامعه (علما ان تخصصه شرعي )غير متوظف ولكن الذي اوقفني انه مريض بالسكر منذ طفولته.... الان انا اتكلم عن نفسي انا فتاة(تخصصي علمي) حالمة ومدللــه ولا اتحمل اي عبء (طبعا من حيث المرض) وخاصة انني قبل خطبتي دائما ما افكر ان زوجي سيكون مختلفا اي بمعنى انه يكون جذابا - تخصصه جميل ولا اخفيك ان في مجتمعنا مثل هذه الصفات ( بالتأكيد غير الصفات الأخرى المحافظة على الصلاة .-البر بوالديه..وغيره << هذه بالطبع من الاهميات بالنسبة لدي) ايضا فكرت كثيرا مالذي يمنعني بأن اوافق ؟؟ فأجد في نفسي ان مرضه كفيل لي برفضه.. خاصةً ان امي ايضا رافضه بسبب ان ابي كان يعاني من مرض وتوفي رحمه الله ونحن صغار.. انا اعلم ان الغيب بعلم الله ولا احد يعلم الغيب ولكن اعرف نفسي لن اهتم به فهو يحتاج إلى عناية فائقة وانا لااتحمل ذلك. بل اني احب الزيارات بكثرة واحب السفر كثيرا واظن كل ذلك لن يتحقق معه.. فدائما مااردد إذا كنت سألرفض .. سأرفض من اجله واخاف إذا رفضته ان اهله سيكرهونني فأنا لااحب ان يكرهني احد او ان يكون في قلبه شيء علي. واخاف ايضا ان لا يتقدم احدا افضل منه واني سأندم فأنا كثيرة اللوم والندم . انا محتاااااااااارة كثيرا .. معذرة لإطالتي ولكن حقا محتارة ارجو قبل نصحي وارشادي ان تدعون لي بما فيه خيرلي في ديني ودنياي..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك ونفعك وقرّة عين لك في الدنيا والآخرة ..
أخيّة ..
وحقيقةً أحيي فيك هذه اللغة النّاضجة من فتاة في مثل عمرك وسنّك . أسألالله العظيم أن يبارك فيك .
أخيّة . .
كل فتاة تحلم بالزواج أو تتمنى الزواج لربما أنها ترسم لتلك الحياة صورة ورديّة جميلة ، ولربما أن هذا انعكاس لما تصوّره بعض الافلام أو المسلسلات أو القصص والروايات للعلاقة الزوجيّة ، وتصوّرها على أنها علاقة مفرطة وموغلة في الحميميّة ، وانها علاقة سفر وملاهي والعاب ومطاعم ، وفنادق ، واكسسوارات وهكذا . .
مثل هذه التصوّرات ، تطير بالفتاة في خيالات واحلام ورديّة ربما تتكسّر عند أول ليلة تطأ فيها رجلها عتبة الزواج !
ولذلك أخيّة من الأهمية بمكان أن تُدركي :
أن الزواج ليس محطة ( استرخاء ) !
الزواج بداية حياة جديدة بمسوؤليات جديدة .. بتحديات جديدة .
سيما لو أدركنا أن أعظم واخطر تحدّ يواجه هذه العلاقة هو التحدّي الإبليسي الذي من أولى اولوياته في الإفساد انه يفسد العلاقة بين الزوجين .
ولذلك إدراك طبيعة العلاقة الزوجيّ’ على الحقيقة الواقعيّة يساعدك كثيراً على تحديد اختيارك وعلى أولويات اختيارك .
حياتك في بيتك بين أهلك وإخوانك وأخواتك محفولة مكفولة تختلف كثيراً عن الحياة الجديدة عندما تكونين في بيت الزوجيّة فلا تقيسي هذه بتلك ولا تلك بهذه .
من الخطأ أن تتوقع الفتاة أو يتوقع الشاب إذا قرر الزواج أنه يريد أن يدخل حياة لا مشاكل فيها ولا متاعب ولا مصاعب ..
حتى بيت النبوّة - وهو أطهر البيوت - لم يخلُ من مشكلات ومتاعب .
أخيّة . .
وحين أقول لك أن الحياة الزوجية مسؤوليات وتحديات فأنا لا أعني لك أنها حياة ألم وتعب وضنك وطفش !
بل هي كما وصف الله ( سكن ) لكن إنما تكون سكناً إذا أحسنّا الاختيار ، وإذا تعاملنا مع الحياة بواقعيّة لا بمثاليّة .
والحياة الزوجيّة هي حياة من صنع ( الزوجين ) . . لا تصنعها الحلام ولا الأمنيات .. لكن تصنعها الواقعيّة والبذل والحرص والاهتمام ...
إذا أدركت هذه الحقيقة بصورة صحيحة وواضحة هنا ستتحدد لك معالم الاختيار ..
النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ، وهو الرؤوف الرحيم أرحم بك من نفسك أوصاك بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
فالأساس الذي ينبغي أن تُؤسسي عليه اختيارك هو اساس :
- حسن التديّن .
- مع حين الخُلق .
ثم بعد ذلك يأتي الاعتبار أو ( القبول النفسي ) الذي يحصل بأمرين :
- الاستخارة .
- الرؤية الشرعيّة .
بقيّة الاعتبارات الثقافية والاجتماعيّة والصحيّة .. نعم لها حظّ من النظر والاعتبار لكن هي المساحة التي تقبل المرونة والتنازل والتغاضي .
والنظر إليها ينبغي أن يكون نظراً يوازن بين المصالح القائمة والمتوقعه ، وبين ظروف الحال .
أمّأ كون أنه مصاب بمرض ( السّكري ) اسأل الله العظيم ان يعافيه ويشفيه ، فالذي فهمته منك أنه لأجل أنك لا تتحملي أعباء القيام بمسؤولية رعايته ، فاسمحي لي أن اسألك هنا : ماذا لو تزوّجت رجلاً صحيحاً ثم بعد الارتباط به لحكمة يريدهاالله اصابه مرض .. فهل ستتخلي عن زوجك حينها ؟!
كل إنسان معرّض للابتلاء بالمرض واعتلال الصحّة سيما في مثل عصر كعصرنا يعاني من التلوّث وضعف المستوى الصحي على وجه العموم في البيئة والمُستهلكات الغذائية ونحو ذلك .
لكن المريض يُمكن أن يُشفى .. ولا شيء عصيّ على الله .
عموماً .. النصيحة لك أن تقاييسي بين نقاط الاشتراك بينك وبينه ..
بين المميزات التي تميّزه ، وبين ما يمكن أن نسميه ( عيوب ) .. .
استخيري الله بصدق . .
اختاري قرارك عن اقتناع ووضوح ..
لا تتخوّفي من المستقبل ، فالمستقبل غيب ، وما على الإنسان إلاّ أن يبذل ما يمكنه من الأسباب .
وما دام الانسان قرر قراره - سواء بالقبول أو الرفض - بعد استخارة واستشارة فلا يقل ( لو ) لأن ( لو ) تفتح عمل الشيطان .. وإنما عليه الرضا أيّاً كانت نتائج القرار والاختيار ... لأنه استخار بصدق واستشار بحرص .
اسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد اختيارك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني