متزوج منذ خمس سنوات, بعد أن رزقني الله بابني منذ أربع أعوام بدأت المشاكل تدب بين زوجتي وأمي فزوجتي حساسة لأبعد الحدود، وصلتها بوالديها قوية جداً بحكم تربيتها. إذا حدث شيء ما يكون رد فعلها عادى وأقل من عادى في بادئ الأمر ولكن ما أن تمر الأيام وتتذكر ما حدث حتى ينفجر بركانها فتكيل لي السباب والشتائم لي ولأهلي ولا تهدأ قبل أسبوع أو اثنين. لقد فرقت بينها وبين أمي فأنا أزور أمي بغيرها وأمي لا تزورني في بيتي وكذلك أخي حدثت مشكلة بسببها أيضا كان من نتيجتها أنني قاطعته إرضاءً لها!!! لقد نزع الله ما في قلبي من مودة لها ولكنى أخشى شبح تدمير أسرتي فهي الآن حامل إن كل كلمة حلوة أقولها لها هي تمثيل في تمثيل,!! هي زوجة مثالية تحافظ على بيتي وعرضي ومالي وعيالي ولكن عصبيتها وحساسيتها وعدم قدرتها على تحمل الآخرين وصلتها القوية بوالديها يجعلني أفكر طوال الوقت في تطليقها وترك المنزل وبداية حياة جديدة أغرد فيها منفردا بعيدا عنها
أخي الكريم..
بارك الله لك في أهلك وذريتك ورزقك الصبر.
أخي الكريم..
ذكرت في مشكلتك أن زوجتك مثالية في حفظها لبيتك وعرضك ومالك وعيالك، ولعلك لا تشكو منها تقصيرا في صلاة أو صيام أو فريضة من فرائض الله.
فإن كان هذا أمرك فاحمد الله تعالى على نعمته، وأسأله أن يعينك على شكر النعم والصبر على هذا الشكر.
أخي الكريم..
قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بطبيعة هذه المرأة ووصفها لنا بأحسن وصف وأقرب مثال تدركه العقول فقال: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلَع، وإن أعوج شيء في الضلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" وفي رواية: "وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج"
حين تستحضر هذه الطبيعة الفطرية في كل امرأة فإن هذا قد يجعل بينكما دوام محبة ومودة والحال هذه. ويخفف من النظرة في طلب المثالية في الزوجة!
المقصود أخي الكريم.. أن المرأة جبلت على النقص والضعف، ومع هذا النقص والضعف فإنها لا تخلو من جوانب كمال ونفع وحسن وجمال، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر."
موقف زوجتك مع أمك قد لا يكون هو موقف زوجتك فقط، بل قد يكون هو كذلك موقف زوجات كثيرات من أمهات أزواجهن!
لأن الزوجة في العادة تكون حساسة جدا مع والدة زوجها، وكذلك والدة الزوج تكون أكثر حساسية مع زوجة ابنها، الأمر الذي يتطلّب منّا أن نكون أكثر رويّة وأهدأ وأشد حكمة في معالجة هذه المواقف الحساسة في الحياة الزوجية.
جميل منك أنك ابتعدت في سكنك.
وجميل أنك لا تُرغم زوجتك على زيارة أمك..!
لكن حفّزها لذلك بأن تجعل زوجتك تعيش مشاعرك في برك بأمك، وهذا لا يتأتى لك إلا بصدق الحب والمودة، وإشعارها بذلك.
الزوجة حين تشعر بحب زوجها لها، وحين تتفانى هي أيضا في حبه فإنها ستكون طيّعة له في مرغوباته.
فكر.. كيف تعيد جذوة الحب بينك وبين زوجتك خصوصا أن بينكما طفل قد يكون بسوء التصرف ضحية لسعادتك أو سعادة زوجتك!
وأيضا ينبغي أن تكون منصفاً حتى مع موقف أمك من زوجتك، فلا تحمّل زوجتك ما ليس لها فيه جناية، ولا تعق أمك أيضا لأجل زوجتك.
حاول أن تجعل هناك نقاط التقاء وتقريب للنفوس بين أمك وزوجتك بحسن البر والحكمة في اتخاذ القرار.
وأن لا تذكر زوجتك أمام أمك بسوء، ومن جهة أخرى لا تذكر معايب أهل زوجتك على سبيل التنقص والعيب حتى لو حصل منها هذا الخلق في حقك.
لا تجعل للشيطان عليك من سبيل في إضعاف حبك ومودتك لزوجتك!
فإن المشاكل الأسرية ليست هي مشكلة بيت أو بيتين بل هي مشكلة في كل الأسر والبيوت، والواجب هو: كيفية التعايش الصحيح مع المشكلة وحلها.
فرّج الله همك وجمع عليك ضيعتك ولمّ شعثك وشملك.
تعقيب...
نعم زوجتي مثالية في الحفاظ على بيتي ومراعاة طفلي ولكن عصبيتها الرهيبة وعدم قدرتها على التعامل مع أخطاء الآخرين خصوصاً لو كانوا أهلي ولسانها اللاذع السليط كل هذا يغلق قلبي في وجهها يوما بعد يوم أنا لا أفكر الآن إلا في التنازل عن بيت الزوجية لها وكذا حضانة أطفالي وعلى استعداد للتنازل عن كل ما أملك وأطلقها حتى أستعيد روحي وعقلي وحتى أكون قادراً على خدمة أولادي لا أنكر أن أهلي أرهقوها بأفعالهم ولكن شخصاً آخر قد يكون له رد فعل أهدأ.
إجابة نهائية...
أخي الكريم
عدم قدرة زوجتك على التعامل مع أخطاء الآخرين أمر نسبي.
بمعنى أنه يمكن تعديل هذا السلوك بحسن المعاملة والتوجيه والنصح والإرشاد والمصارحة.
قبل أن تفكر في الطلاق فكر في الإصلاح والتوجيه..
والله تعالى يقول: "والصلح خير" "إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما"
لاحظ أن الله جل وتعالى تكفّل بالتوفيق لمن أراد الإصلاح...
أما النصح والتوجيه من غير إرادة الإصلاح، وإنما لغرض التشفي والتجريح والإدانة فإن هذا الأسلوب في التوجيه لا يراد به إصلاحاً.
بالنسبة لمعاملتها مع اهلك بإمكانك الحدّ من هذا بالبعد في السكن، والسعي في إصلاح ذات البين بين زوجتك وأهلك. باستخدام الوسائل المشروعة كالهدية والزيارة ومداراة الأخبار وعدم نقلها من طرف لآخر.
لا أعتقد أنك لو تزوجت بأخرى أنك ستجد امرأة ليس فيها عيوب أو أخطاء!!
فالنساء خلقن وجبلن على العيب والخطأ.
فأن تتعايش مع ما تملك مع جهد في التوجيه والنصح والإصلاح يغنيك عن سلسلة من المشاكل وعدم الاستقرار.
وفق الله بينكما على خير .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني