السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أرجو من فضيلة الشيخ مساعدتي في حل مشكلتي تكمن مشكلتي في أن لدي أخت متزوجة ولها 3 أبناء بنتين وولد, تعيش مع زوجها ولكن زوجها من النوعية الشديدة وصعب التعامل وضيق المزاج, والموضوع الذي اثر في نفسي أن أختي تفقد الحنان من زوجها لذلك أخبرتني إحدى صديقاتها أنها تتحدث بالجوال مع شاب وتصارح في الكلام وتحكي له عن نفسها وقد قالت لي بنفسها أنها لا تحس بوجود زوجها!! يا شيخ أرجوك ساعدني في حل المشكلة فانا لا أريد أن اخبر أبي عنها لان أبي لا يعرف التفاهم أنا قررت أن أرسل لها رسالة لكن لا اعلم ما اكتب فيها. أرجوك يا شيخ اكتب لي ما اكتب له في الرسالة, وأرجوك يا شيخ أريدك أن تراعي أنها تفقد الحنان لأنها ذكرت لي أنها أرسلت برسالة إلى زوجها من الجوال ولكنه عنفها على تلك الرسالة. أرجوك يا شيخ اكتب لي الرسالة حتى أرسلها لها. ستر الله عليك في الدنيا والآخرة وجعل لك في كل حرف بيت في الجنة. والسلام عليكم
الأخ الكريم / .....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وأسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وقلب أختك من رجس الشيطان، وان يصلح الحال.
أخي الكريم..
هذا التصرّف من أختك ليس سببه فقط هو فقدها للحنان من جهة زوجها، بل هناك عوامل أخرى ساعدت على وقوع أختك في مثل ما ذكر، من ذلك:
- ضعف الصلة بالله جل وتعالى، وغياب مفهوم الرقابة والعمق الإيماني عند الشخص ذاته.
- تهيئة الجو والمناخ المناسب لمثل هذه الظاهرة كالاختلاط وانتشار أجهزة الاتصال (جوال - انترنت..) وكثرة الخروج للأسواق.
- أضف إلى هذا الحرمان العاطفي وعدم الإشباع الغريزي داخل البيت.
هذه من أهم الأسباب التي تجعل الزوجة تهرب بعواطفها من بيت زوجها إلى وكر الذئاب خلف الأسوار!!
نصيحتي لك أيها الفاضل:
1 - أن تستعين بالله وتلجأ إليه في شكواك ورفع الضراعة إليه بأن يصلح حال أختك وزوجها، فإن مثل هذه البلايا والمصائب إنما يبتلي الله بها عباده ليعودوا إليه بتوبة نصوح ودعوة صادقة واضطرار إليه.
2 - اكتب رسالة إلى زوج أختك تبين له فيها أن الحياة الزوجية تدوم حياة مستقرة سعيدة حين يتكامل الإشباع العاطفي فيها مع القيام بمهمةّ القوامة على وجهها من الشعور بالمسؤولية وتقدير هذه المسؤولية. من غير أن تشير إليه من قريب أو بعيد إلى سلوك أختك، ولو أرفقت له مع رسالتك موضوعاً مهمّا نشرته مجلة الأسرة في عدد شهر محرم 1426 عنوانه: الحرمان العاطفي، وحاول أن تراسله أيضا ببعض المواد المسجلة المفيدة في مهارات وفنون العلاقات الزوجية، وبعض الكتب والمنشورات في هذا المجال.
3 - اكتب رسالة إلى أختك تذكرها فيها بعظمة الله عز وجل، وأن رقابة الله ينبغي أن تكون أعظم من رقابة الزوج والناس، وأشعرها في رسالتك بعظَم هذه الرابطة (رابطة الزوجية) وأن الزواج شعيرة من شعائر الإسلام وحق شعائر الإسلام التعظيم، لأن تعظيم شعائر الإسلام دليل على صلاح القلب وتقواه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وإن من مظاهر تعظيم هذه الشعيرة:
- طاعة الزوج في غير معصية الله.
- حفظ غيبته.
- حسن عشرة الزوج والتبعّل له.
4 - زوّد أختك ببعض الأفكار والمهارات والفنون التي تستخلص بها عاطفة الحب من زوجها، بإمكانك أن تستفيد من هذا الموقع (ناصح للسعادة الأسرية) وأن ترسل لها ببعض الأشرطة والكتب التي تعالج مثل هذا الجانب وهو جانب تفعيل الحب في الحياة الزوجية بالأفكار والمهارات.
5 - ما بين فترة وأخرى راسل أختك برسائل الجوال التي فيها تذكير بعظمة الله ومراقبته والتخويف منه جل وتعالى.
6 - احرص على زيارتها ما بين فترة وأخرى واسأل عن حالها وزوجها واجعل بينك وبينها جسراً من الثقة والمصارحة.
7 - احرص أنتَ على ستر عورة أختك بحفظ نفسك من أن تقع في المحظور من أعراض أخواتك المسلمات، فبقدر ما يكون المرء حريصاً على عورات أخواته المسلمات بقدر ما يجنبه الله وأهله وأخواته هذا السبيل المخزي.
أسأل الله العظيم أن يصلح الحال وأن يديم بين أختك وزوجها حياة الحب والصدق والوفاء في ظل طاعة الرحمن.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني