الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك حبا لربك وأنسا وسروراً به ..
يا ابنتي . .
الحب ليس عيباً ولا مذمّة . .
بل هو متعة الروح ، وروح الحياة . .
المذمّة والعيب في أن نتسلّق بالحب المعاصي والآثام باسم ( الحب ) !
وليس معنى هذا الكلام إطلاق الحبل للقلب أن يرتمي في أثير الحب ، بقدر ما يعني أننضبط هذه المشاعر بضابط العقل والتعقّل .
لأن مثل هذه المشاعر متى ما تملّكت في القلب دون انضباط وتعقّل كلما كان لذلك أثراً عكسيّاً على صاحبه .
بنيّتي ..
تقولين أنك وقعت في حب فلان من النّاس ..
والواقع أن الذي تشعرين به ( إعجاب ) بشخصيته نظراً لما يظهر لك من التوافق في الهمّ والاهتمامات .
والإعجاب هو أول طريق الحب ..
وحين نشعر من أنفسنا بمثل هذاالشّعور ينبغي :
1 - أن لا نسترسل أو نطلق العنان للتفكير أن يسرح في مشاعر الإعجاب والحب وتضخيم نقاط الاتفاق فيما بينك وبينه .
هذا الاسترسال في مثل حالك يصيب بالألم وليس بالمتعة . لأنه لا يزال حتى الآن أجنبي عنك ، ولن هذاالحال هو من طرفك فقط ( حتى الآن ) لذلك قطع التفكير خطوة مهمّة في ضبط هذاالشّعور .
2 - أن نتذكّر دائماً أن ما يظهر لنا من الآخرين لا يدل على الحقيقة الكاملة لشخصياتهم .
لذلك ينبغي أن ننظر للآخرين أنه كما أن لديهم ميزات فإنه أيضاً فيهم عيوب وسلبيات قد لا تظهر لنا إلاّ بالعشرة والمعاشرة .
هذه الفكرة تشكّل نوعاً من صمام الأمان من أن نعيش حالة الصدمة ما لو قدّر الله وحصل بينك وينه نصيب .
3 - أن نستحضر دائماً القاعدة القرآنية : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [ البقرة : 216 ] .
فلا نبالغ في مشاعر الحب .. فقد يكون فعلاً ليس من نصيبك ويصرفه الله تعالى عنك لأن الله ( يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) .
4 - أخرجي هذا الحب من دائرة الشّعور إلى دائرة الواقع والحقيقة .
كلّمي بعض أهلك أو من تثقين به منهم أن يفاتح هذاالشاب للتقدم لخطبتك . حتى تقفي على حقيقة المر فقد يكون هو أصلا لا رغبة له في الزواج أو أن تفكيره في فتاة أخرى .
لذلك بدل من أن تعيشي ( الوهم ) عيشي ( الواقع ) .
فإذا كنتِ ترين أن هذه الخطوة صعبة بالنسبة لك .. فالحل إذن أن تقطعي التفكير !
وإن رايت أن من الصعوبة أن تسيطري على مشاعرك .. فأخرجي هذه المشاعر للواقع .
لا تتوقعي أن يكون هناك حل سحري مالم يكن منك جهد وخطوة جريئة في الحل .. في أحد الاتجاهين .
والله يرعاك ؛؛ ؛
05-01-2016