الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يطمئن قلبك ويسعدك ..
يا ابنتي ..
الرّهاب الاجتماعي هو أحد الاضطرابات النفسيّة ، وبما أنك تأخذين دواءً للرّهاب وبوصفة طبيّة ، فإنه ينبغي عليك مع الدواء العلاجي أن تستخدمي العلاج المعرفي ، وتساعدي نفسك معرفيا وسلوكيا على التخلّص من هذه المشكلة .
الاعتماد على الدواء فقط لا يكفي ..
ربما للتحرش الذي حصل لك دور في هذه النفسية أو هذا الاضطراب ، لكنك الآن قد بلغت النضج في عمرك ، وبما أنك استطعت فعلا أن تشخّصي مشكلتك بهذه الدقّ’ فأنت أقدر بإذن الله على أن تتجاوزي مشكلتك بيسر بإذن الله ..
فقط الأمر يحتاج منك رغبة وإرادة إنّ: تحسّني من نفسيّتك ..
وجهد مع نفسك في تطبيق بعض التقنيات المعرفية والسلوكيّة ..
بداية ..
من العلاج لابد أن تجلسي جلسة مع مرشد نفسي أو أخصائية اجتماعية في مدينتك ..
فالجلسات الارشادية جزء من العلاج .
الأمر الآخر ..
لابد أن تعرفي الفرق بين الشعور والفكرة والسلوك .
الرهاب والخجل .. هذا ( شعور ) !
الشعور مبني على ( فكرة ) أو ( موقف ) !
ينتج عن الموقف أو الفكرة شعور ويخرج من هذا الشعور سلوك كالتأتأة والتعرّق .
إذن الأهم هنا ..
أن تراقبي الفكرة ولا تراقبي الشعور ولا السلوك ..
لا تدققي انك خايفة ..
لا تدققي انك تتعرقي أو تركّزي في التأتأة ..
لأنك كل ما ركّزتي في مشاعر الخوف ..
كل ما ركّزتِ في التأتأة والعرق .. كلما زاد التوتّر عندك وزادت التأتأة ..
لذلك نتفق من الآن ..
حين يحصل وتكلّمتِ مع رجل لسبب مقبول ..
راقبي فكرتك .. ماذا تفكرين لحظتها ؟!
الفكرة التي تفكرين بها لحظتها ربما أنه يريد أن يستغلني .. أو أن صورة التحرش ربما تلوح لك ..
هنا مباشرة صححي الفكرة ..
الرجال ليسوا كلهم سواء ..
فيهم الطيب والأطيب وفيهم الخبيث والسيّئ ..
غيري فكرتك .. أن دوري ليس التفكير من يكون هذا الذي أمامي هل هو طيب أم خبيث إنما دوري من أكون أنا في هذا الموقف .
عوّدي نفسك كل يوم مرة أو مرتين أن تتصلي بعمّك أو بأخيك أو بخالك المهم برجل من محارمك فقط وتكلّمي معه.
سلّمي عليه اسأليه عن حاله ..
ولو أردت أن تكتبي ماذا تريدين أن تقولي له اكتبيه في ورقة مرة ومرة بدون ورقة وهكذا .
هذا تمرين اعمليه مرة أو مرتين في اليوم ..
وفي كل يوم سجّلي نقاط التحسّن أو التعثّر في المحادثة ..
وحاولي في كل مرة أن تتجاوزي ما لاحظتيه على نفسك في المحادثة الأولى .
ايضا .. بشكل يومي مارسي تمرين الاسترخاء لمدة ربع ساعة في اليوم .
مع كثرة الاستغفار والدّعاء ..
لا أزال أكرر عليك أهمية الجلسات الاستشارية .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
07-06-2015