عندي ابن عمره 10 سنوات أصبح لا يستشير أحد ويحاول أن يقوم بما يحلو له مع العلم أنه لم يكن كذلك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يجعله قرّة عين لك ويصلح لك في ذريّـك . .
أخيّة . .
الطفل لا يزال ينمو ويتدرّج في مراحل النمو يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة ، ولكل مرحلة خصائصها وسماتها وطبيعتها ، ولا يمكن أن يكون طفل الخامسة كطفل العاشرة ، ولا طفل الثامنة كطفل التاسعة ، فالطفل في نمو هائل مستمّر ، نمو نفسي وفكري وجسدي . .
طفل العاشرة . . هو في مرحلة ( بداية المراهقة ) وهي مرحلة ثائرة في التغيرات ،وتحصل فيها تغيرات هائلة جداً على الطفل .
طفل العاشرة .. طفل مدرك ، يستطيع تقويم الأمور ، يعرف أن يميّز بين السلوك الخاطئ والسلوك الصحيح .
في هذه المرحلة يكون عنده نشاط عقلي ملحوظ ، ينمو لديه التفكير الناقد ، ويقاوم النقد ويدافع عن نفسه يميل في مثل هذاالعمر إلى ما يمكن أن يُسمى بـ ( الزعامة ) من خلال إمكاناته إمّأ في ( الذكاء ) أو ( القوة ) أو ( الفصاحة ) أو 0 الشجاعة ) . .
لذلك من أهم ما ينبغي مراعاته في التعامل مع طفل العاشرة :
- السعي في غرس القيم ( النظام - الحياء - التعاون ) هذه أهم ثلاثة قيم ينبغي غرسها في طفل العاشرة .
نعلّمه النظام .. كيف ينظّم كتبه وغرفته واشياءه الخاصّه طبعاً بأسلوب التحفيز والشكر والمكافأة والمدح وهكذا نستخدم كل الأساليب الهادئة غرس هذه القيم . .
( التعاون ) عن طريق تكليفه - وبهدوء - أن يكون مسؤولاً على شأن معيّ، من شؤون البيت ، والاشتراك معه في مساعتده بالمذاكرة والحفظ . .
( الحياء ) بأن نعلّمه ما ينبغي أن يعرفه من خصائص تكوين جسمه وما هي الأمور المحظورة التي ينبغي أن يحرص على أن لا يقرب منها أحد . .
نفرّق بينه وبين أخواته في النوم . .
نُراعي أن لا يفسخ ملابسه أمام ابيه أو امه أو إخوانه . .
وهكذا . .
نعم هو في هذه المرحلة يعتبر نفسه أنه قادر على اختيار ما هو مناسب له دون أن يستشير أحدا ..
لا تتضجّري من هذا السلوك فهو سلوك طبيعي في مثل هذه المرحلة ، لكن حاولي أن ترشّدي هذاالسلوك بأن تتعاملي أنتِ معه بأسلوب الاستشارة .. استشيريه في أغراضه حتى في أغراض البيت وربما بعض أغراضك ومستلزماتك الشخصية استشيريه قولي له ما رأيك بهذه ( القلادة ) - مثلاً - ما رأيك بهذه ( الأباجورة ) .
المقصود ان تجعليه يعيش داخل دائرة الاستشارة وأخذ الرأي .. عندما يختار هو شيئا ما لنسه لا تمنعيه أو توافقيه بقدر ما تبيّني له وجهة نظرك في هذا الأمر وبهدوء . .
مثل هذا التعامل ينمّي عند الطفل مدارك العقل والتفكير ويغرس فيه روح ( التعاون ) بين المجموعة الواحدة ويُشعره بالانتماء لأهله .
أخيّة . .
بقدر ما نبذل من الوسائل والأسباب .. يبقى أن الأمور كلها بيد الله . . فهو الذي يعطي ويمنع ، وهو الذي يهدي ويُضل . . فأكثري من الابتهال إليه بالدعاء والاضطرار إليه بالسؤال أن يصلح لك في ذريتك وان يجعلهم قرّ’ عين لك .
أسأل الله العظيم أن يطمئن قلبك ويقرّ بهم عينك . .
أجاب عليها : أ. منير بن فرحان الصالح .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني