الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يصلح لنا في ذريّاتنا ، وينفعهم وينفع بهم .
أخي الكريم ..
لو سمحتَ لي أن أسألك : تفقد أجهزة الأبناء هل سيقتصر مثلاً على تفقدّ الملفات الظاهرة أم سيتجاوز ذلك إلى تفقد الايميلات ، ومعرفة حساباتهم على مواقع التواصل ، ومع من يتواصلون ، وماذا يقولون ، وماهي الملفات التي استقبلوها في أجهزتهم !!
ومن سيكون صاحب هذاالرقم ذو الإسم الغامض !!
السؤال : أين الحدّ الذي سينتهي عنده هذاالتفقّد ؟!
المقصود أيهاالمبارك ..
أن التفقد والتفتيش لن ينتهي عند حدّ ، فإن النفس البشرية بطبعها تحب استكشاف المخبوء ، وكلما ظهر لها شيئا أرادات أن تعرف ما بعده ، وهكذا !
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم ) واللفظ يشمل كل صاحب مسؤولية ، والله تعالى في سورة الحجرات التي هي سورة بناء المجتمع ، نهانا عن التجسس فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) [ الحجرات : 12 ] .
فالقرآن يربّينا على عدم التجسس والتحسّس وكشف المستور ، فإن التربية الصحيحة تعتمد على البناء لا على ردّات الفعل !
التربية توجيه وتعليم وليست عمليات مطافئ !
لذلك جدير بالوالدين أن يحرصا أشد الحرص على العناية بالأبناء من مراحل العمر الأولى ، بغرس القيم التي تربّي فيهم السلوك الصحيح .
ومنها قيمة المراقبة ( مراقبة الله ) و ( المراقبة الذاتيّة ) وتربية القيم أنفع في تعديل وتحسين السلوك من التربية التي تتجه لمعالجة السلوك .
احرص جيّداً على التوجيه المستمر لأبنائك ، وبأكثر من وسيلة ..
علّمهم كيف يراقبون الله ، ويتذكّرون نظر الله إليهم ..
بالقصة بالكلمة الحوار .. بكل وسيلة وأسلوب .
فإن بناء المناعة عند الأبناء أنفع من حواجز المنع .
نعم ..
لابأس أن يكون هناك اجراءات تساعد الأبناء على حسن استخدام أجهزتهم ..
كتحديد وقت الاستخدام ..
وأن لا يكون الاستخدام في الليل ( في أوقات النوم ) .
وأن لا يُشغل استخدام هذه الأجهزة عن الصلاة أو عن القيام بمسؤوليات الابن في البيت وتجاه والديه .
وأن يكون الكبيوتر في مكان عام من البيت .
وهكذا يضع الب بعض الاجراءات التي تساعد الأبناء على حماية أنفسهم ، وفي نفس الوقت لا تُشعرهم باختراق الخصوصيّة .
مع كثرة الدّعاء لهم بالصلاح .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
03-03-2015