الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يوفقك ويسعدك ، ويلبسك لباس العلم والمعرفة والعمل .
يا ابنتي ..
في كثير من الحيان نحن نساهم في تشويش أفكارنا وتركيزنا بالتفكير في أمور مشوشة ومشغلة !
نحن أبداً لا نملك أن نختار الآخرين .. أو نختار لهم كيف يتصرفون ، أو نختار لهم كيف يتكلّمون !
إذن تصرفات الآخرين ليست تحت سيطرتنا ولا مسؤوليتنا !
لذلك المشكلة تكون حين نفكر بسلوكيات الآخرين ، وكيف نسيطر عليها !
وهذاالتفكير غير منطقي لأنه لا سيطرة لنا على سلوك الآخرين .
إذن نحن سيطرتنا على أفكارنا ، ومن خلال أفكارنا تتأثر المشاعر والسلوك ..
إذن مشاعرنا ليست مرتبطة بالأحداث التي حولنا بقدر ماهي مرتبطة بطريقة تفسيرنا نحن للحدث .
وكلّما تحسّن تفسيرنا وتحسّنت نظرتنا للحدث بقدر ما تتحسن مشاعرنا ، وينعكس ذلك على سلوكنا .
أبوك تزوّج بأخرى ..
هذا تصرفه هو .. هل تملكين أنت أن تتحكّمي في تصرف والدك ؟!
بالتأكيد : لا !
إذن أن تنشغلي بالتفكير في سلوكه هو المشكلة وليس المشكلة أنه تزوّج !
لأن زواجه في حدود مسؤوليته .. لكن تفكيرك في حدود مسؤوليتك .
فما دام أنه تزوّج ..
فواجبي أن أحسّن فكرتي للحدث حتى أتعايش مع الواقع بنفسيّة مرتاحة .
أذكّرك أن النفسية والمشاعر مرتبطة بطريقة التفكير .
فحين أفكّر بطريقة : والدي تزوّج .. هو حر ، وهو الذي سيتحمّل مسؤولية جديدة وليس أنا ، وهذا شيء من حقه ، وواجبي تجاهه بالبرّ والإحسان مهما كان تصرفه فأنا مسؤول عن واجبي تجاهه وليس مسؤولاً عن واجبه تجاهي !
بهذه الطريقة وتكريس هذه الفكرة المتزنة سينعكس ذلك على مشاعري بنوع من الرّأحة والارتياح ..
أن تحدث مشكلات بين والدك وبينوالدتك هذا شيء طبيعي ..
أن يحصل ميل لأبنائه من زوجته الثانية ايضاً شيء طبيعي ..
ولا أقصد بشيء طبيعي أنه شيء صحيح .. إنماأقصد أن هذا شيء متوقع في حدود تصرفات البشر .
إذن مسؤوليتي ليس أن افكر لماذا هو يفعل كذا وكذا !
مسؤوليتي : كيف أتصرف أنا معه بطريقة تسعدني وتسعده واستمتع بها معه .
لا تقولي له : أريد منك الاهتمام والحب ..
لكن احتضنيه كلما جاء إلى البيت قبّلي يديه ورأسه ، قولي له : ابوي أنا أحبك ..
بمعنى مارسي أنتِ الحب والاهتمام بوالدك .. بهذه الطريقة تشبعين حاجة في نفسك وفي نفس الوقت تحركين عاطفة أبوّة والدك نحوك .
إذن تصالحي مع واقع والدك .. ومع نفسك ، ولا تُلزمي نفسك أن تفكري بأمور ليست من مسوؤليتك .
مسألة الحفظ والتركيز هي مسألة متفاوتة ولا تكون دائما على مستوى واحد من الارتفاع ، فطبيعة الانسان أنه مرّ’ يكون في تطوّر ونشاط وحيويّة وحركة ، وتصيبه مرات نوعا من الفتور والارتخاء ..
لا قلق في هذاالأمر ..
تماما قدراتنا مثل قدرتنا ..
فنجد في وقت العافية والصحة أننا نقدر على أننقوم بأمور لا نقدر عليها في حال المرض والتعب ..
وهكذا قدراتنا..
عالجيها وداريها في أيام الفتور بعدم جلد الذات والقسوة على نفسك ، واستثمريها في حال العافية بالنشاط والهمّة .
واكثري لنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
28-02-2015