الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك ثقة ويقينا ..
أخيّة . .
البكاء في حدّ ذاته ليس عيباً ، ولا هو شيء مذموم دائماً !
حين يرتبط في أذدهانا على أن البكاء شيء غير جيّد سنشعر أنه مشكلة !
يؤكد العلم الحديث أن المرأة أكثر بكاء من الرجل بسبب زيادة عدد الغدد الدمعية لديها وغزارة إفرازاتها عن الرجل .
المرأة عندما تبكى فإنها تخفف من توترها العصبى وترتاح بدموعها، ولذلك فالدموع لها نعمة .
نعم أتفق معك أن البكاء في مواقف الحوار والنقاش يكون فيه نوع من السلبيّة ، لأن مواقف الحوار بحاجة إلى أخذ وردّ للتفاهم .
وحل هذه المشكلة تبدأ من تصحيح نظرتنا للحوار أو التفاهم عند أي مشكلة .
حين نتناقش وأنا في حسّي وشعوري أنّي مظلوم ولابد أن أدافع عن نفسي ، هنا ستكون الحركة العاطفية أسرع في أحاسيسي من حركة العقل والتعقّل ...
وحين أتناقش وأنا أحمل في حسّي أن التفاهم هو لبيان الحقيقة دون أن أربطها بنفسي فسيكون تركيزي على تجييش الأفكار التي تثبت الحقيقة وليس الأفكار التي أدافع بها عن نفسي .
لذلك أنصحك :
1 - في النقاش الذي تشعرين فيه أنك ستبكين .
أوقفي الحوار بهدوء . وأفهمي الطرف الآخر أنك الآن تشعرين برغبة في البكاء ولا تودّين الحوار على هذه الحالة .
2 - اكتبي كل أفكارك في ورقة أو في رسالة وارسليها لوالدك أو لصديقتك أو لاختك ممن كان بينك وبينه مشكلة .
بمعنى .. استخدمي وسائل التواصل لتجاوز هذه المشكلة .
3 - ساعدي نفسك على بناء الثقة في نفسك .. بكثرة القراءة . حضور الدورات التي تُعنى بتنمية وتطوير الذات وهكذا .
4 - بعض النّقاشات .. اتفقي فيها مع الطرف المقابل أن يذكّرك أنك لا تريدين البكاء وان غرض الحوار هو التفاهم .
هذه الطريقة أشبه ما تكون بطريقة ( الغمر ) في العلاج النفسي .
مثال : أن تطلبي من والدك في لحظات الهدوء أنه في الوقت الذي يكون بينكما حوار حول مشكلة وبدأتِ في البكاء أن يذكّرك أنك تريدين التغلّب على هذه المشكلة .
وحتى صديقتك ..
المقصود أن تتفقي مع الآخرين على فكرة معيّنة تنقلك في لحظة البكاء من الشعور العاطفي إلى التفكيرالعقلي .
مهم جداً أنتراقبي فكرتك في أثناء الحوار ولا تراقبي مشاعرك ..
حين تركّزي على مشاعرك ( ستبكين ) حين تراقبي فكرتك ستكونين أقوى ..
حتى حين يخطئ الطرف الآخر بكلمة ضدك .. لا تربطيها بنفسك ، اربطيها بأخلاقه هو ..
فمثلا حين يقول لك الطرف الآخر : أنت الا ما تفهمين !
حين تركّزي في هذاالاتهام أنه يخصّك .. هنا ستتحرّك مشاعرك نحو البكاء .
لكن حين تركّزي أن هذا اللفظ هو كلامه وليس أنت ، وانت غير مسؤولة عن كلامه وهو بكيفه يقول اللي يبغى .. هذا سيزيد من ثقتك بنفسك ويزيد قدرتك على ضبط مشاعرك .
الأمر يحتاج إلى تدريب وممارسة وصبر .
مع كثرة الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
28-02-2015