السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد مشكلتي تتمثل بالخوف فقبل فتره بسيطة لا تتجاوز الشهر توفي أخي الصغير بفيروس بالمخ وهذا حدث فجأة خلال أسبوع، وبعد وفاته وأنا اشعر بالخوف من كل شيء من الأصوات ومن الوحدة، وفي نفس الوقت اشعر بالخوف على من حولي!! هذا وعذرا على الإطالة؛؛؛ دمتم بخير.... تحياتي
الأخت الفاضلة....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الخوف أمر محمود حين يكون في إطاره الطبيعي الذي جبل الله تعالى عليه البشر جبلّة متزنة من غير إفراط فيها ولا تفريط.
وحين يتجاوز الخوف حدّ الاتزان فذلك إنما ينشأ:
- من ضعف معرفة الله جل وتعالى والرضا بأقداره.
- أو من جهة الجهل بآثار الخوف غير المتزن على النفس والسلوك.
ولذلك أختي الفاضلة خوفك من موت أخيك ينبغي أن لا يكون خوفاً إنما حزناً على فراقه، ومن ثم عدم الاسترسال مع هذا الحزن لأن الحزن لن يعيد الفائت فيكون الموقف الصحيح هو الدعاء له، والاعتبار بموته.
إنه ينبغي عليك أن تشعري أن الخوف لا يحلّ مشكلتك إنما يعقّد حياتك، ولذلك نظرتك المتزنة للخوف وأنه ينبغي أن يرتبط بما يخيف طبيعة أمّا أن يرتبط الخوف بكل شيء فهذا عدم اتزان فيه.
فوصيتي لك:
- أكثري من الدعاء والاستغفار واللجأ إلى الله.
- لا تكثري من الجلوس وحيدة مع نفسك أو الانعزال عن أهلك وقريباتك فإن الانعزال يقوّي سلطان الشيطان عليك فيورثك خوفا على خوف.
- أكثري من قراءة القرآن.
- ليكن لك وقتاً للإطلاع والقراءة في سير الصالحات وفي السيرة النبوية عموماً فإن إشغال الذهن بالسير والأحداث ينسيك بعض مواقف الحياة التي تشغل قلبك.
- حافظي أختي على الأوراد والأذكار الشرعية صباحاً ومساءً على وجه من التأمل والتدبر والدعاء.
- حافظي على حسن الصلة بالله بأداء الفرائض على وجه من الخشوع وحسن الأداء، فإن الصلاة نور، وشرح للصدور. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول: "أرحنا بها يا بلال" فكلما وجدت في وقت داعي الخوف عليك قوي فالجئي إلى الصلاة والوقوف بين يدي الله عز وجل.
- أشغلي نفسك بأمر تفيدين به من حولك كدعوة أو حفظ للقرآن أو مساعدة للفقراء أو متابعة لأحوال أقاربك وأرحامك، المقصود أن تشغلي نفسك بمثل هذه البرامج العملية التي تصنع فيك قوة المواجهة وحسن التفكير والتدبير.
- اجلسي مع والدك أو والدتك أو من تثقين به من قريباتك وصديقاتك وفرّغي ما في نفسك من أفكار وهموم وهواجس تضايقك، لكن احذري من أن تفتحي ما في نفسك لكل أحد بل افتحي صدرك لمن تثقين بنصحه وتوجيهه.
- تأكدي أن خوفك على من حولك أو ممن حولك لا يغني عنك شيئاً.
فالخوف لن يحمي عزيزاً من أن تفقديه ولن يحميك من مكروه، فبدل من أن تنشغلي بالخوف انشغلي بالأمر المناسب للحال.
إن استمرت معك حالة الخوف هذه مع حرصك على مدافعته فلا بأس من أن تعرضي نفسك على مختصّ نفسي موثوق في دينه وأمانته لعله يساعدك على ترتيب بعض الملفات الذهنية من خلال جلسات معينة يعرفها أهل الاختصاص.
لكن قبل أن تلجئي إلى الطبيب النفسي جاهدي نفسك على دفع الخوف واسلكي في ذلك السُّبل والوسائل التي ذكرتها لك سابقاً، واجعلي الطبيب النفسي آخر العلاج.
أسأل الله العظيم أن يؤمنّا وإياك يوم الفزع الأكبر وأن يشرح صدرك للهدى والنور وأن يرفع عنك ما تجدين.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني