زوجي غيور وسيء اللسان !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. أنا متزوجه ولدي طفله ، ومشكلتي زوجي !! فهو عصبي جداً وغيور . كانت أكثر مشاكلنا الجوال والنت لذلك أنا بعت جوالي وامتنعت عن النت ولم تنتهي مشاكلنا . قبل يومين أعطاني جواله وقلي عنده عمل الصبح وأن أوقظه إذا اتصل أحد عليه ، المهم أيقظته وأكملت نومي خرج يتكلم بالغرفه التانيه ومن ثم طلع وحوالي ساعه اتصل علي وقام يشتمني ويتهمني بأني دخلت النت من جواله ودخلت الفيس بوك !! وأنا والله بحياتي لم أدخل فيس ولا أعرف محتواه ، المهم قلت له وحلفت له بأني لم أدخل النت أبداً ولم أفكر ، ولكنه لم يصدقني وقام يتحسب علي ويقلي انتي وحده محد يعتمد عليها واني لو لمست جواله راح يكسر ايدي ، ووضع لجواله رمز سري حتي يتأكد بأني لن أفتحه وأنها المرّة الأخيرة التي يطلب فيها شي مني ؛ قلت له صدقني مادخلت ، قلي انتي كاذبه !! بصراحه جدا اآلمني وجرحني أسلوبه وكلامه معي ومن شدّة قهري قلت [ ولبله ] حاضر يحرم علي جوالك بس لو انت ظالمني ماراح اسامحك طول حياتي وربي موجود وشاهد على كل شي . قام يشتمني ويقول كمان تقلي أدبك عليا وماراح تسامحيني بعدين نتفاهم وأغلق الخط بكيت من شده قهري وذهبت أصلي وأستغفر ربي ودعيت له إن ربي يهديه ، ولما رجع البيت لايريد محادثي وأنا بصراحه كنت بغاية الزعل لم أحادثه ، وفي اليوم الثاني قال لي البسي اوديكي لأهلك ؛ استغربت ولم اسأله ولبست علما بأنه لي يومين من لما رجعت من عند أهلي وكنت عندهم لمده 4 أيام خفت اسأله يعصب علي . المهم أنا الآن في بيت أهلي لي يومين وهو لايكلمني ، مع إنّي اتصلت عليه أردت التفاهم معه ولكن لايرد . امي اخبرتني بأن لا أحادثه حتى يندم على مافعل لأنها المره المليون اللي يعمل فيني كذا وأنا الي كانت ترجع له وتراضيه في كل مره ، كان دايما يشتمني ولما أخبره بأن أسلوبه جداً سيئ معي يقول لي ايوه اسبك مره واثنين وثلاث لأنه أنا ما أفهم إلاّ بالسبّ ، وفي كل مره أنا التي تتنازل . انا متأكده انه ماراح يتنازل أبداً الان ، لأنه في الأساس لايصدقني . زوجي للأسف معاملته مع الكل بجفى وسب وعناد ولا يتفاهم أبداً ، وأنا والله لم أرفع في يوم صوتي عليه ولم أرفض له طلب ودائما أحاول ارضاءه وهو لايهتم لي ، وأنا الآن حامل وجدا تعبانه وهو يعلم بتعبي ولم يراعيني أبداً ، ولا يحاول مساعدتي أو مراعاتي وهو الآن تاركني حتى اعتذر له واطلب السماح ، ولكن لا أقدر لأنه بصراحه أنا تعبت ولا أعرف ماذا أفعل !! أنا أبي مريض وما عندي أحد يجيبه ويتفاهم معه ويعلمه أخطاءه معي . امي تخشى أن تكلمه فتكبر المشكله . أرشدوني جزاكم الله وشكرا .

04-06-2014

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ، ويصلح شأن زوجك ويحنّن قلبه عليك .
 
 أخيّة ..
 من خلال رسالتك يظهر أن ( سلوك ) زوجك لا يتعامل به معك أنت فقط .. بل هو طبع عليه حتى مع غيرك ..
 فأنت تقولين أنه يتعامل مع الآخرين ينوع من التشنّج والصراخ  مما يعني أن هذاالسلوك طبع فيه .
 
 ولذلك التعايش مع مثل هذه الشخصية هو ( الحل ) ..
 والتعايش لا يعني الاستسلام بقدر ما يعني الصّبر على محاولات التحسين والمداراة التي من شأنها أنها تحسّن سلوكه مرة بعد مرّة ، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت .
 
 لذلك النصيحة لك ..
 لا تتواجهي معه في الحالاات التي يكون فيها متوتّر الأعصاب أو في لحظات الغضب .
 تجنّبي كل ما يثير غضبه أو مزاجيّته .
 لا تُظهري له اهتمامك بألفاظه السيئة حين يسبّ أو يشتم .. لأن السب والشتم يبقى هو ( خلقه وسولكه ) لكن ليس بالضرورة أن يكون كل ما يقول  ( هو أنت ) فحين يسب أو يشتم لا تعطِ العبارة اي اهتمام منك .. بمعنى لا تُلصقي الشتيمة فيك .
 
 مرّة كان عمر بن عبد العزيز - يرحمه الله - يمشي  وبالغلط داست قدمه على قدم رجلٍ نائم فقام النائم يصرف في وجه الخليفة : أمجنون أنت ؟!
 فقال له عمر : لا !
 ثم أكمل سيره .
 
 هنا ( عمر ) كما يقال - اشترى راحة باله - فلم يُلصق الكلمة في ذاته وبدأ يدافع عن نفسه أو يردّ الصاع صاعين للشاتم !
 بل اعتبر أن ( الكلمة لا تعنيه أصلا )  وهكذا تجاوزها بطريقة : أدّبت الشاتم وفي نفس الوقت أراح ضميره من أن يملأ قلبه حقداً أو غمّاً او همّاً من سب أو شتيمة تلفّظ بها غيره .
 
 لذلك اجعلي بينك وبين ( شتمه ) عزله شعورية .. بمعنى أن تقولي لنفسك : هو لا يعنيني !
 
 لأنك حين تراددين الكلمة معه أو تقولين له : ليش تقول لي كذا .. ليش تسبني ..
 بالطبع سيكون جوابه : إنتي ما تفهمي إلاّ بالسبّ !
 هو بهذه الطريقة يريد ان يبرّد غيظاً يغلي في جوفه ..
 لذلك لا تستثيري فيه العناد والمكابرة بالمواجهة ..
 بل افعلي كما قال الله ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)  [ الأعراف : 199 ] . يعني أعرض عن جهلهم أو التمادي مع جهل الجاهل .
 والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أني لأعجب كيف يصرف لله عنّي أذى قريش ، يدعون ( مذمماً ( وأنا ( محمد ) !
 يعني هم يشتمونه فينادونه ( مذمم ) .. وهو لا يهتم لمناداتهم ويقول أنا اسمي ( محمد ) .
 
 وكان بعض الشعراء يقول : 
 ولقد أمرّ على ( السفيه ) يسبّني ... فمضيت ثم أقول لا يعنيني !
 
 الأمر الآخر .. عامليه بضد سلوكه .  
 قابلي جفاءه باللطف ..
 وشتمه بالكلمة الطيبة ..
 وتأففه بالشوق له والكلمات الدافئة ..
 فإن الله يقول ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) [ فصلت : 34 ] .
 لاحظي أن الله ضمن النتيجة ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .
 لذلك قابلي إساءته بالإحسان ..
 هذه المقابلة ينبغي أن لا تكون بنوع من الانكسار ، بل بطريقة تُشعره بأنك لا تبالين بشتمه وتفتخرين بأدبك .
 
 راسليه بين فترة واخرى ببعض المقالات أو الكلمات التي تتكلّم حول  طهارة اللسان ، وجمالية الألفاظ   .
 
 احتوي زوجك بالحب ..
 كثير من مثل هذه الحالات يصلون لهذا الطبع  لأنهم فقدوا نوعا من الاحتواء والحنان في صغرهم أو في تربيتهم الأولى .. لذلك هو أحوج إلى حنانك .
 
 حفّزي نفسك للصبر على التعايش مع سلوكه أولاً بالأجر من الله .
 وثانياً بالميزات الجميلة التي في شخصية زوجك .
 وثالثاً : بأن هذه فرصة لتنمية مهاراتك التواصلية وصقلها . ما دام أن ذلك ممكنا أو ما دام أن هناك في المقابل صفات جميلة في شريك حياتك .
 
 أكثري له ولنفسك من الدعاء ..
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

04-06-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني