الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .
ونحن في موقعنا سعداء بك وبحسن ثقتك وجميل لطفك ..
أخيّة . .
دائماً الظروف الجديدة في حياتنا وعلاقتنا ، تفتّح أذهاننا وعقولنا وأحاسيسنا لأشياء جديدة لم نكن نشعر بها أو ننتبه لها لولا تغيّر الظروف .
حين تتغيّر الظروف علينا فذلك لا يعني بالضرورة أنه شيء سيء أو مقلق ، بل يعني أنها فرصة لنتعرّف ونكتشف في أنفسنا مهارات جديدة للتعايش مع الظرف الراهن .
أنت في رسالتك تقولين أن هذا ( الظرف ) مؤقّت ..
وهذا يعطي ظرفك الراهن أهميّة .. في أن تجتهدي في ( الاستفادة ) من هذاالظرف وليس ( انتظار ) انتهائه .
تعلّق حسّك وشعورك بتوقيت انتهاء هذاالظرف يشكّل ضغطاً نفسيّاً عليك ..
لكن فكّري بطريقة أخرى ..
بطريقة أن هذا الظرف ( فرصة ) للتصحيح .. للمراجعة .. للتحسين .. للاكتشاف .
وهكذا ستستمتعين بكل ما يحصل في ظل هذا الظرف لأنه سيمنحك الفرصة للبحث والقراءة والتجربة والمحاولة .
الظرف هذا .. كشف لك ان زوجك يعتقد أنك تهتمين بعملك أكثر من بيتك .
ملاحظته هذه - ولو لم تكن دقيقة في نظرك - لكن اجعلي لها حظّاً من الاهتمام والتركيز والانتباه .
الرجل ربما لطبيعته في كون أنه يحب العمل والخروج من البيت والانجاز ، ربما يشعر بنوع من الغبن حين يرى زوجته تعمل وهو لا يعمل ، ويرى زوجته تنجز وهو لا ينجز ، لذلك ربما يصيبه نوع من الشعور بالإحباط فيقاومه بمثل هذه الملاحظات والمشكلات التي تعتبرينها أنت ( تافهة ولا تليق بمقامه ) ..
كل ما عليك أن تتفهّمي كلام زوجك وتصرفاته في ظل النظر لطبيعته وحبه للعمل والانجاز .
لذلك أنصحك :
أن لا تحدّثي زوجك عن شيء من انجازاتك في عملك أو تحكي له كيف كان يومك في العمل .
أكثري من استشارته في أمور عملك حتى لو لم تكوني بحاجة إلى مشورة . لكن أشعريه بذاته من خلال استشارته .
إذا كان بالمقدور أن تأخذي إجازة هذه الفترة كفرصة للجلوس مع بعضكما ، وتجديد الحب بينكما بالسفر والخروج في رحلة او نزهة ، بحيث يشعر بوجودك معه .
أخيّة ..
في مثل هذه الظروف كثيراً ما نخطئ في فهم ( الصبر ) وأنه نوع من السلوك السلبي .
ولذلك نقول ( الصبر يؤثّر على أعصابنا ) !
لماذا .. ؟!
لأننا نتعامل مع الصبر على أنه سلوك سلبي أو اضطراري !
والحق .. أن الصبر سلوك إيجابي ( دافعي ) يعطي الدافع للعمل .
( الصبر ) لا يعني الاستسلام للمشكلة أو الظرف بقدر ما يعني ( الصبر ) على اقتحام المحاولات والتجارب التي تجعلنا نتعايش مع ظرفنا وواقعنا ..
وكما أنك تتخوّفين من أ يتكرر مثل هذا السلوك منه حتى في المستقبل .. فاقول لك الفرصة لك الان مواتية أن تتعلّمي ما هي الطريقة التي تنجح معك للتعايش معه حتى تطبقيها في المستقبل لو تكرر منه مثل هذا السلوك .
تعاملي مع الصبر على أنه سلوك ( دافع ) للابتكار .. للاكتشاف .. للمحاولة .. للتجربة ... للاستمتاع .
ولا تتعاملي مع الصبر والتنازل على أنه سلوك سلبي استسلامي بلا اي حراك !
أكثري له ولنفسك من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
22-04-2014