الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، وان يصرف عنكم السوء وأهله .
أخيّة ..
ماذا لو سألتك ..
كيف كان حالك قبل أن تتدخّلي في خصوصيات زوجك ؟!
بمعنى هل كان عندك شعور بالاكتئاب ؟!
هل كان عندك فضول للتفتيش والبحث ؟!
هل كان يشغلك التفكير .. ماذا يفعل زوجي الآن ؟!
هل .. وهل .. !
هل كنت تجدين هذه الأمور قبل أن تتدخّلأي في خصوصيات زوجك ؟!
إذا كان الجواب .. أنك لم تكوني تجدي ما تعانين منه الآن قبل التفتيش .. فيعني ذلك أنك الآن عرفت السّبب الذي جرّ لك الهمّ والغمّ ..
فقط تخلّصي من السبب !
لا تتدخّلي فيما يخصّ زوجك ، حتى لو قال لك إني أحب أن تتدخّلي في خصوصياتي !
أخيّة . .
نُصاب بحالة من الاكتئاب .. حين نعيش التوقّع المثالي لشريك حياتنا !
حين نتوقع أن شريك حياتنا ينبغي أن يكون مثالياً ملا ئكيّاً لا يخطئ ولا يزلّ !
هذا التوقع المثالي عن شريك الحياة يجعلنا نصاب بالصدمة والدهشة حين نكتشف أنه ( وقع ) !
هذه الصّدمة هي التي تحجزنا عن أن نعيش حياتنا بايجابية وبطريقة صحيحة ، ونسعى في التصحيح بنفس متفائلة لا بنفسيّة محبطة متألّمة !
نعم شيء مؤلم أن نكتشف عن شريك حياتنا أنه يقع في الخطأ .. لكن الألم شيء والصدمة شيء آخر .
الألم يحفّزنا أن نبحث عن الحل والعلاج ونبذل كل الأسباب .
والصدمة تعيق تقدّمنا وتقيّد الهمّة من البحث عن الحل أو تجعلنا نشك في كل حل نقوم به .
لاحظي أنك حين ركّزتِ اهتمامك نحو واجبك ( حين قلتِ بدأت أعدّل في نفسي ) لاحظتِ أن هناك تحسّناً ..
هكذا .. حين نركّز على ما يجب علينا نفعله بالطبع سنشعر بالتحسّن ..
سنلاحظ الأشياء الجميلة ..
سنلاحظ النتائج المقبولة لنا ..
لكن حين نبدأ نبحث وندخل في التفاصيل ( المخبوءة ) فإننا نهدم كل ذلك .
أخيّة . .
لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يخطئ ..
وقد لاحظت في رسالتك أنك قلتِ أن زوجك ( مدخّن ) !
وحقيقة استغرب ألمك من أن زوجك يشاهد الأفلام الإباحية ( وهو أمر خاطئ ) لكنه أمر ضرره يقتصر عليه .. واستغرب من تساهلك في كونه ( مدخناً ) مع أن التدخين ضرره يتعدّى إليك وإلى أبنائه وبناته إن لم يقلع عن التدخين .
هناك مشكلة في رؤيتنا وتضخيمنا لمشاكل على مشاكل أخرى .
لا أريد ان اسهّل الخطأ الذي وقع فيه زوجك ..
مشاهدة الاباحيات ( معصية ) على نفسه سيحاسبه الله عليها بالعدل أو بالفضل .
والتدخين معصية ومهلكة له ولكم .
وكون أنه ( يدخّت ) لا يعني أننتساهل فيما سوى التدخين ..
بل أقول نتزن في نظرتنا ورؤيتنا للمشكلة حتى لا نصاب بالإحباط والاكتئاب ، ثم ننطلق في الحلول والمعالجة والصبر على ذلك .
النصيحة لك :
- أن تعيشي الواقع ولا تعيشي التوقع .
عيشي واقع زوجك كما هو ..
ثقي بزوجك ..
امنحيه حبك وحرصك واهتمامك .. لكن لا تتوقعي منه أن يكون ملائكيّاً . بل هو مثل أي بشر يمكن أن يقع في الخطأ . سيما وانك تقولين أن زوجك يعيش الغربة والبعد عنكم وهذا الأمر مدخل من داخل الشيطان عليه في اجتراره إلى مشاهدة هذه الإباحيات .
- ركّزي على ما يجب أن تفعليه تجاه زوجك .
الثقة . الحب . الحرص . الاجتهاد في رفع الروح الإيمانيّة عند زوجك بالاهتمام بالصلاة ومراسلته بما يحفّز عنده مراقبة الله . على جواله على ايميله على صفحته في الفيس بوك وهكذا .
واهتمي بحسن التبعّل له .. اجعلي تركيزك هنا .
- مهما يكن .. لا تحاولي أبداً أن تسمحي لنفسك بالتفكير أو االقيام بالبحث بجواله أو صفحته أو أشيائه الخاصّة . .
لا تفكري أنه يهرب منك أو يضيع منك .. ما دمت تركّزين على القيام بما يجب عليك ستجدين أنه ينجذب لك .. الانسان ميّال بفطرته للحلال متشبّث به مهما ولغ في الحرام.
- لا تصارحيه بما رأيت بطريقة مباشرة .
لكن صارحيه بطريقة غير مباشرة .. كأن تقولي له قرأت قصّة لزوجة فعلت ذلك ومحتارة ماذا تقول لزوجها .. وتطلبي منه ماذا سيكون موقف الزوج من زوجته التي اكتشفت عنه مثل ذلك مع أنها تنظر له نظرة احترام وثقة .
ثم في أثناء حديثك .. تسأليه : ماذا سيكون موقف ذلك الزوج لو أن احدى بناته أو أخواته سلّط الله عليها من يؤذيها كما يفعل هو ببنات الناس ؟!
وهكذا أثيري عنده عدداً من التساؤلات .. لا تنتظري منه الجواب بقدر ما يكون دورك هو إثارة هذه الأسئلة عنده .
- أكثري له من الدّعاء .
وتفاءلي بربّك ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
09-01-2014