الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء وأهله ، ويصلح ما بينكما .
أخيّة ..
مثل هذه المشكلات التي تطفو علىالسّطح في الأيام الأولى من الزواج ، يعني أن هناك خللاً كان في طريقة الاختيار ،والسؤال عن الخاطب . على أن مثل هذه الأمور أمور مستورة ولا يمكن معرفتها عن الخاطب حتى في السؤال عنه ، غير أن هناك أساسيات في الأخلاق العامة والالتزام تكوّن صورة قريبة لشخصية الخاطب .
أخيّة ..
أما وأنك لا زلت في بداية الحياة الجديدة ..
فأول ماأنصحك به الآن أن تؤخّري ( الحمل ) ولا تتعجّلي ذلك .
ثم يا أخيّة ..
لا يمكن أن يوجد إنسان بلا عيب أو خطأ .. وفي علاقتنا سواء في حياتناالزوجية أو مع الآخرين ليس المطلوب منّا أن نعيش مع من لا يخطئ أو أننبحث عن الشخص الملائكي ..
لكن مطلوب منّا أن نتعلم مهارات التعامل والتواصل مع اعتبار لكل ظرف طريقته وحالته .
من أهم المهارات في مثل هذاالحال :
1 - أن تبتعدي عن التفتيش أو التتبع أو البحث في أشيائه أو جواله للبحث عن الخطأ .
لأنك في هذه الحالة أنت تبحثين عن الخطأ ولا تبحثين عن ( الصح ) !
والبحث هذا يجعلك تقفين ربما على أمور تسوؤك ولا تسرّك ، وربما مع الوقت تخرجين زوجك من طور ( استسراره ) بخطئه إلى المجاهرةوالمعاندة به .. فحينها تتعقّد المشكلة .
لذلك توقّفي تماماً عن البحث والتنقيب .
2 - تعالي مع زوجك بما يظهر منه لك .. واكتشفي الشياء الجميلة في زوجك . الشياء التي تزيد من ثقتك بزوجك ، وتزيد من الألفة والحب .. المور التي لا تضايقك .
ليس في هذه الطريقة هروبا من الواقع بقدر ما هي طريقة للتعامل مع الواقع لا مع المخبوء !
لذلك من جملةاهتمامك بنفسك ولبسك وتسريحتك .. اهتمّي ايضا أن تكتشفي الصفات الجميلة في زوجك لأن هذه الصفات هي مدخل الاصلاح والتحسين والتغيير .
القسم على المصحف لا يحل المشكلة بقدر ماأنك أوقعت زوجك في مشكلة أعظم من مشكلة العلاقات !!
فحين يقسم على المصحف ثم يحنث أو ينقض قسمه فهذا يعني أنك أوقعتيه في ضعف تعظيم الله في قلبه ، وهذا أعظم من مشكلته التي هو عليها في العلاقات !!
لذلك .. تعاملي مع المشكلة بالواقع لا بالوعود !
3 - حفّزي الروح الايمانية في نفس زوجك من خلال :
- الاهتمام بالصلاة .
فإن الايغال في الشهوات يعني أن هناك خللاً في الصلاة .
قال تعالى " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ " فتأمّلأي كيف ربط بين إضاعة الصلاة واتباع الشهوات .
لذلك راجعي نفسك في أمر الصلاة .. وأمر زوجك ايضا في شأن الصلاة وتعاونا على ذلك .
- اقترحي على زوجك أن يكون بينك وبينه جلسة ايمانية كل ليلة لقراءة جزء ولو يسير من القرآن . المهم أن تجلسا سويّاً مع بعضكما لقراءة القرآن .
- اقترحي عليه أن تهتما بصيام النوافل ..
- راسليه ببعض المقاطع المؤثرة عن اليوم الآخر وتعظيم الله على جواله أو ايميله أو صفحته .. واستفيدي في ذلك من موقع طريق التوبة . ومن مقاطع الشيخ عبد المحسن الأحمد .
تحفيز الروح الايمانية ، والتعاون على العبادة يشكّل مثل صمّام الأمان ، ويزيد من الألفة والتراحم بينكما .
4 - في لحظة هدوء تكلّمي معه بهدوء ، وافهميه أن مثل هذه العلاقات تعتبر معصية متعدّية ، لأن فيها إضراراً بالخلق .. وهذه المعاصي يعجّل الله شؤمها علىالإنسان في عرضه وأهل بيته .. فهل يرضى على أهل بيته أن يحصلمعهم ما يفعله هو مع بنات الناس ؟!
انطرحي بين يدي الله في سجودك وصلاتك واسأليه الهداية لزوجك ..
وأكثري له ولنفسك من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
16-09-2013