أنا سوداني مقيم أرغب في الزواج ..أفادني قريب لى أن أسرة محافظة "ليست ملتزمة" يعرفها جيدا لديهم ابنة لا يعرف عنها كثيرا ولكنه بناءا على اسرتها يظن انها تناسبني كزوجة..أنا كنت أمني نفس بالارتباط بفتاة ملتزمة نتعاون على الالتزام وتكوين أسرة ملتزمة..لم أجد من يفيدني بمعلومات عن الفتاة نفسها بالرغم من الاجماع على طيب أسرتها..زرت الاسرة في الاجازة وتمت الرؤية الشرعية..عدم وجودي بالسودان يجعل بحثي عن أي خيارات أخرى مقيد بالاجازات ...أصبحت في حيرة من أمري :هل اتقدم لخطبتها على الرغم من انه قد ظهر لي أنها فتاة "اعتيادية" و لأي درجة بامكان الزوج التأثير على الزوجة لحملها على طريق الالتزام وهل يوجد بالطائف أي مؤسسات تربوية تسهم في تعزيز قيم الالتزام لدى الفتيات؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . 
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه قرّة عينك . .

 أخي الكريم ..
 لو سمحتِ لي أن أسألك .. ما معنى ( ملتزمة ) ؟!
 بمعنى : ما هي قيم الالتزام التي تريدها في شريكة حياتك ؟!
 فبعض الشباب كلمة ( الالتزام ) عنده فضفاضة غير محددة القيم . .
 لا تدري هو يريدها طالبة علم أو عابدة أو زاهدة أو ماذا ؟!
 وبعضهم يحصر الالتزام في مظاهر ضيقة ..
 لا تسمع الغناء .. لا تشاهد المسلسلات !!

 أخي . .
 الأهم في تديّن الفتاة . .
 أن تهتم بصلاتها وتعرف حق الله عليها سيما في الفرائض الظاهرة .
 ويُشتهر عنها وعن أهلها حسن الأدب والخلق الجميل .

 أمّأ أن يبحث الإنسان عن شريك لا يمكن أن يقع في معصية .. فهذا ما لن يجده أبداً في هذه الحياة الدنيا !!
 كلنا نخطئ ..
 كلنا نذنب ..
 كلنا نعصي ..
 فالالتزام لا يعني ( الملائكيّة ) !
 لذلك حدّد .. ماهي قيم الالتزام في نظرك .. ثم حاكم هذه القيم  بطريقة صحيحة ومتزنة حتى تخرج بمفهوم واضح للالتزام الذي ترغبه في شريكة حياتك .

 أخي ..
 من الخطأ أن يدخل الشاب أو تدخل الفتاة الحياة الزوجية أو أن يبني أحدهم قراره على عتبة ( سأغيّرها ) أ ( سأغيّره ) !
 لا تصنع قرارك من خلال هذه النفسية ..
 إنما اصنع قرارك من خلال الواقع ..
 واقعها كذا وكذا ..
 واقعي كذا وكذا . .
 لا تفكر بفكر : سأغيّرها في المستقبل ..
 نعم .. شيء جيد في مستقبل الأيام أن يكون الزوج صاحب همّة وصدق إرادة في أن يتميّز بحياته وزوجته  من خلال الحرص على ما ينفعهما .
 لكن فرّق بين هذه الإرادة وبين أن أصنع قراري على هذه الأمنية !
 قرار الزواج ينبغي أن يكون مبني على ( الرضا ) يعني القبول النفسي والعقلي على مستوى أغلبي لشريك الحياة .

 أخي . .
 نخطئ في حق أنفسنا كثيراً . .  حين نعيش  خضم  مشروع العمر . . ونفكّر في كل دقيقة وشاردة وواردة وكل سبب يمكن أن نستخدمه ونبذله في سبيل اختيار شريكة الحياة ، وننجذب كل الاجتذاب  لهذه الأسباب .. وننسى أو نغفل عن حسن الظن بالله والاعتماد عليه والاستعانة به .
 يا أخي .. لآ انا ولاأنت .. ولا اي مخلوق يملك حوله وقوّته ( الحول والقوة بالله ) ..
 لذلك كن واثقا بربك ..
 محسناالظن به . .
 وابحث  واسأل وأنتتحسن الظن بالله . ثم استشر واستخر وقرر .

 نعم ياأخي .. في الطائف جهات كُثر للعناية بالفتيات والنساء من خلال دور التحافيظ النسائية ، وبعض مراكز التوجيه والتثقيف النسائي ..
 ستجد الكثير .. غذا سألت في منطقتك وبحثت .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛