السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بداية تفضلوا بقبول وافر الشكر والتقدير لسعة صدركم.. جزاكم الله كل خير حتى يرضيكم.. أما عن مشكلتي.. فإن شاء الله أجد لها الحل لديكم.. كنت مخطوبة لمدة عامين لشاب كانت تربطني به علاقة سابقة.. دراسة وصداقة وحب داما لمدة عشر سنوات! وتمت الخطبة.. وبعد عام التحقت بمعهد إعداد الدعاة وبدأت التزم أكثر مما كنت.. أنا أصلا والحمد لله محجبة ومن أسرة متدينة إلى حد كبير.. المهم.. بعد التزامي أدركت مدى عدم التكافؤ بيني وبين خطيبي.. ابسط عيب كان يعمله انه لا يصلي.. وانه دائم الكذب.. ربنا يهديه.. ويغفر لي ويغفر له.. كنت دائما أدعوه و أحاول معه بجميع الوسائل.. ولا أجدني قصرت معه في الدعوة أبداً.. لكن للأسف لم يستجيب.. وبعد استخارات يومية لله لمدة ما يقرب من 4 أشهر قررت الانفصال وفسخ الخطبة.. ودعيت الله أن يغسل قلبي ويخرجه منه كأن لم يكن.. وبالفعل.. والحمد لله.. برأت تماما منه. وبعد 3 شهور تقدم لخطبتي شاب يملك من الصفات الحميدة ما هو مضاد تماما للخطيب الأول.. صلاة وصدق وسمعة ممتازة وبر والدين ونجاح على المستوى العلمي والعملي...الخ.. المهم.. لما تقدم لي أحسست أن ربنا سيعوضني لأني تركت من أحب لوجه الله فربنا يبدلني خيرا منه.. ووافقت على الخطبة مع بعض التحفظات على إتمام الزفاف.. والتحفظات هذه سببها مهنته. هو يشتغل مدير مطعم داخل فندق من الفنادق المشهورة جدا. و كل خبرته العملية تنحصر في مجال الفندقة.. ومن المعلوم أن مجال الفندقة وخصوصا المطاعم قد يقدم في بعضها الخمور.. وهذا هو ما يحدث معه بالفعل إن عملية تقديم الخمور في المطعم من ضمن مسؤولياته.. فقام بالتنازل عن ثلث راتبه حيث تمثل الخمور نسبة حوالي 30% من دخل المطعم.. وبناء على فتوى الدكاترة والشيوخ الذين سألتهم قبل إتمام الخطبة تم الاتفاق على تغيير مكان العمل ونقله إلى السعودية حيث يمنع تقديم الخمور هناك. وفرصة الانتقال للسعودية هذه لن تتوفر حسب ترتيباته قبل شهر 9 عام 2004 ثم بعد أن سافر واستلم عمله في البلد العربي الذي يعمل به حاليا أكتشف انه لن يتوفر الانتقال إلى السعودية قبل يناير عام 2005.. سؤالي يبدأ من هنا.. أولا.. بعد مرور الوقت (4 شهور حتى الآن) وجدتني لا ارتاح لأفكاره.. أجده دنيوي ويعطي الدين حقه بالقطارة.. هو يصلي ويزكي وحاج ويبر أمه ولا يشرب السجائر حتى.. يعني يتحلى بالأخلاق الإسلامية لكن بحكم التربية وليس التدين.. ثانيا.. أجد نفسي لا ارتاح لفكرة قبوله الاستمرار في عمل حرام وهو يعلم بحجة انه عنده التزامات وانه لا يغير خططه بسهولة.. يعني ببساطة عملية \"سمعنا واطعنا\" ليست موجودة و إنما هي تبعاً لخططه.. ولما قلت له \"من يتقي الله يجعل له مخرجا\" كان رده انه ليس قوياً هكذا!! لا أجد فيه الشخص الداعية الإسلامي الذي كنت أتمناه.. ولا المجاهد الذي أتخيله زوجا لي.. ولما طلبت منه محاولة تغيير الوضع الحالي لأني غير مرتاحة كان رده أني كنت موافقة من البداية.. وأنني كان أمامي الاختيار من البداية أني اخترت أن انتظره حتى ينتهي من عقده الحالي وينتقل إلى السعودية.. لا اعرف.. هل انفصل عنه واطلب فسخ الخطوبة لعدم راحتي أم انتظر حتى تنتهي المهلة التي كنت موافقة عليها من البداية.. وهل فسخي للخطبة الآن يعتبر خيانة في الوعد بالخطبة؟ هل آثم؟؟ واعلم أن هذه المشكلة لن تكون الأولى والأخيرة.. و إنما هي الأولى وليست الأخيرة.. أجده بعيدا جدا عن اتجاهاتي الدينية ودراستي..هو ليس سيئاً.. بالعكس.. ولكن أجده بعيدا عن أفكاري.. ولا أريد أن أكون متعصبة وفي نفس الوقت لا أريد أن أكون متسيبة.. ومن حولي يحاولون إقناعي بالصبر أني أحاول أن آخذ ثواب هداية شخص للإسلام.. وانه ليس هناك شخص كامل.. وأنه لا يمكنني أن أفصّل شخص على حسب ما أريد.. ولكن هذا سوف يؤخرني جداً في طريقي في الدعوة لأن المرأة بعد الزواج تصبح مسئولة عن البيت وعن الأسرة وعن الأطفال وغير حرة وخصوصا في ظل زوج بعيد عن مجال الدعوة.. هكذا سوف افقد همتي واستعدادي لخدمة الدين والدعوة.. من أول الطريق أجده يفضل مصلحته الشخصية على أوامر الله تعالى.. أجده لا يأمن مكر الله.. ماذا افعل؟؟ هل اتركه لله؟؟ أحس أنى أريد أن ابتعد عنه لله واطلب من الله أن يرزقني بالزوج الصالح الذي يعينني على أمور ديني.. وابرر لنفسي قبولي للخطبة له لأنه على عكس الخطيب الأول.. أكاد لا أتوقف عن صلاة الاستخارة وأنا بالفعل لا ادري على أي قرار أرسو.. الاستمرار أم الانفصال؟؟ أفيدوني أفادكم الله.. ماذا افعل؟؟ وجزاكم الله عني خيرا كثيرا.. وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم وتقبله منكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت .....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وجزاك الله خيرا على طيب دعواتك.
أختنا الكريمة..
أحيي فيك هذه الروح المؤمنة..
الحريصة على الخير ونفع الإسلام وأهله..
زادك الله حرصا وثباتا على نور منه وهدى.
لا أريد أن أسهب في الوقوف مع بعض القضايا الهامة فيما سردت من أحداث.. لكن حسبي أن أنبه على قضية مهمة وهي قضية (الصداقة والعلاقة قبل الزواج)! فإن مثل هذه العلاقة والصداقة التي يزينها الشيطان ببعض الدعاوى والمثاليات تجني على الزوج وزوجته إن قضى الله تعالى بينهما أمراً، لأن هذه العلاقات غالبا ما تقوم على المثالية في الحب لا على الواقع والحقيقة، فكل طرف يزيّن نفسه (أقواله - سلوكه - تصرفاته) للآخر؛ والطرف الآخر يبادله هذا التزيين حتى لا يخسر أحدهما الآخر. ففي الواقع أن هذه العلاقة والصداقة إنما هي إخفاء للمعايب ومثالية في إبراز المحاسن.
والأمر في الزواج يختلف عن ذلك كثيرا، فإن علاقة الزوج بزوجته قد تكشف له كثيرا مما كان يخفى عليه أيام الصداقة، وكذلك الزوجة ستكتشف حتما أمورا في زوجها لم تكن تكتشفها أيام الصداقة، لأنه كان يغشّي عليهما حالها وهم الحب.. الأمر الذي يصيب الزوج أو الزوجة بصدمة رهيبة قد تقضي على كيان هذه الأسرة!! فضلا عن ما في هذه العلاقة من محظور شرعي كونها علاقة أجنبي مع أجنبية لا تحل له على تلك الحال، وكلما كان العبد في أفعاله وأعماله أقرب من الله كلما كان موفقا مهديا، وكلما بعد عن الله في أفعاله وسلوكه كلما أوغل في الضياع والتيه. من هنا كان لابد من هذا التنبيه نصحا لكل مؤمن ومؤمنة.
أما بالنسبة لما ذكرت من حالك وموقفك مع خطيبك الثاني فأريد هنا أن أنبه على أمور:
أولاً: الوصية النبوية في اختيار الزوج قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. قالوا: يا رسول الله! وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه. ثلاث مرات"!
فالوصية قرنت بين أمرين اثنين لا ينفك أحدهما عن الآخر: التدين والتخلق بهذا الدين!
إذ لا يكفي في اعتبار صلاح الزوج أن يكون مسلماً موحداً حتى يضم لهذا حسن الخلق وحسن التدين وظهور أثر هذا الدين على السلوك والعمل. وحين لا يجتمع الأمران فإن الاختيار قد لا يكون موفقاً.!
ثانياً: لا ينبغي التمحّل في اشتراط المواصفات الزوجية تمحّلاً مثالياً، قد لا يمكن وجوده في المجتمع الذي تعيش فيه الفتاة أو يعيش فيه الشاب!
بل الأمر في ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا".
فللفتاة أن تشترط ما تريد في مواصفات شريك عمرها، لكن ينبغي أن يكون ذلك في حدود الوصف النبوي (من ترضون دينه وخلقه). والحدّ الأدنى في ذلك إيمان بالله وتعظيم لحدود الله وحرماته وحسن أدب.
ويبقى البشر بشرا يعتورهم النقص والعيب والخلل.
ثالثاً: الاستخارة في الاختيار.
وهذه الاستخارة مكانتها مهمة في باب اختيار الزوج أو الزوجة، وهو الباب الذي يحصل معه الرضا (من ترضون) بعد السؤال عنه والاستشارة.
فإن استخار المرء ربه في أمر من أموره فينبغي عليه أن يثق بخيرة ربه له وأن لا يتخذ الاستخارة اتخاذ المجرب المتردد، إنما ينبغي أن تكون استخارة بإيمان وتصديق وثقة وحسن ظن بالله، فإن وجد المرء بعد الاستخارة ما يدعوه لإتمام أمره أتم، وإن وجد ما يدعوه للإحجام أحجم والله تعالى يوفقه في أمره.
رابعاً: لمست من خلال كلماتك الأخيرة عدم الرضا والاطمئنان من جهة هذا (الخطيب)، ولذلك فإن كنت عازمة على أن تدخلي حياة الزوجية بهذه النفسية، فإن هذا سيجعلك غير مستقرة في حياتك، وسيجعلك تفسرين كل موقف وكل سلوك بناء على هذه النفسية التي دخلت بها! الأمر الذي قد يهدم عليك بيتك ويشتت عليك ذهنك ومشاعرك نحو زوجك وقتئذ!
فلذلك إن لم تجدي من حال خطيبك ما يصرف عنك هذه النفسية فإن الإقدام والحال هذه فيه تعجّل.!!
استشيري من تتوسمين فيه الحكمة من أهلك.
فإن كان قرارك الانفصال فإن هذا لا يعد خيانة للوعد، لأن الوعد هنا غير معتبر إذا العبرة في اختيار الصالح لا في اختيار من سبق له الوعد!
اسأل الله العظيم أن يشرح صدرك للإيمان وأن يقر عينك بأمر رشداً.
والله الموفق.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني