السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوجه من 11 سنة وأسكن مع أهل زوجي في نفس البيت أنا وسلفتي ولم يكن هناك مشاكل أبدا ولكن قبل 3 أشهر كان أولادي يلعبون مع أولاد أعمامهم فحصل خلاف بينهم وضرب ولدي 6 سنوات ولد عمه 5 سنوات فرآه عمه أبو الولد فضرب ولدي عدة ضربات فجاءتني إبنتي 10 سنوات زعلانه ومقهوره على أخوها تقول ماسوى شي أخويه ليش عمو إضربو وقلبي لم يحتمل فجلست أبكي وأرسلت رساله لسلفتي لأني لا أستطيع أن أكلم زوجها عم أولادي فكتبت فيها بما معناه \"لماذا يضربه وهو صغير وهم يلعبون\" فنقلت سلفتي الرساله لأم زوجي وأخواته فغضبو مني جداً وكلمو زوجي وقالو هذا عمه يضربه متى أراد وبالنص قالوا \"ان شاءالله 20 ضربه حتى لو من غير سبب\" وقاطعوني حتى عندا أواصلهم وأجلس معهم لا يكلموني ولا ينظرون إلي إلى الآن 3 شهور وقبل أسبوعين رأى زوجي وهو داخل من عمله حماتي وسلفتي يخرجان مع بعض فقال إلى أين؟ فقالت أمه نذهب نتمشى ولم نقل لزوجتك لأنها أكيد مشغولة ... وبالأمس أتصلت على أم زوجي أسأل عنها وقلت لها أنا أحب أن أتمشى معك ...فقالت آخر مرره مشيت مع سلفتي الثلاثاء فعرفت أنها ليس فقط ذلك اليوم بل كثيرا يخرجون وأنا معهم في نفس البيت ولا أدري فاتصلت على سلفتي وعرفت منها أن لهم عدة أشهر يخرجون مع بعض وفي الأسبوع أكثر من مره يتمشو أمام البيت ولم يخبروني حتى عندما أكون معهم ولم يخبرو زوجي أيضاً ... فشعرت بتفرقة كبيرة ... أو قل بظلم كبير في التعامل ... بالرغم من أني لم أعمل عزومة لأهلي إلا وأكلمهم للحضور وعندما أذهب إليهم يكون في يدي طبق جديد أو هدية ؟؟ ولكن الآن بعد هذا التعامل السئ من أخوات زوجي بمقاطعتي ومن سلفتي وحماتي بخصراني كل هذه الأشهر ؟؟ أصبحت لا أريد أن أواصلهم ولا أكلمهم..فما هو الحل الآن ؟؟؟ وكيف أتعامل مع هؤلاء؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم ان يصرف عنك شر الشيطان وشركه ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .
حقيقة أخيّة أهنئك وأبرّك على حالكم تبارك الله ( 11 سنة ) والحياة بينكم على وئام وتوافق فهنيئا لكم هنيئا .. وبارك الله لكم وحفظكم .
أخيّة . . .
اسمحي لي أن اسألك :
لماذا إذا عملت عزومة لأهلك كلمتِ أهل زوجك للحضور ؟!
لماذا إذا ذهبت إلى أهل زوجك يكون في يدك طبق جديد أو هدية ؟!
هل كنت تقومين بهذه السلوكيات لأنها من طبعك ومن أخلاقك ومبادئك !
أم كنت تفعلين ذلك فقط بلغة ( البيع والشراء ) كما تاخذ تعطي وكما تعطي تأخذ ؟!
يعني هل كنتِ تبيعين وتشترين بالأخلاقيات الطيبة أم هي طبع وخلق أصيل فيك ؟!
فإذا كان الأمر أنه ( خلق أصيل ) فالأخلاق الطيبة لا تتأثّر أبداً بردّة الفعل المقابلة .
وهذا ما يعلمنا إيّأه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " ولا تخنْ من خانك " والمعنى لا تقابل العمل السيء بعمل سيء مثله !
بل الله تعالى يعلمنا أن ندفع السيئة بالحسنة في قوله " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن " .
وحين نقابل الاساءة بالإحسان تأتي النتيجة كما وعد الله " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " .. فهذه النتيجة تحصل مع من يكون بينك وبينه ( عداوة ) فكيف والشأن أن الذي بينك وبين أهل زوجك فقط هو ( سوء تفاهم ) أو اختلاف في موقف ما !
إذن أخيّة . . سواءً مع أهل زوجك أو مع من حولك من الناس صديقات وجارات وقريبات . .
لا تجعلي ( اخلاقك ) فقط مجرّد ردود ( فعل ) ، ولا تجعلي أخلاقك كما يُقال ( اخلاق تجاريّة ) تتعاملين بها بلغة البيع والشراء .
دائما قابلي الاساءة بالاحسان . .
ومقابلة الاساءة بالاحسان لا يعني عدم مصارحة الطرف الآخر بإساءته أو الحوار معه في الأمر . . الاحسان لا يعني تجاهل تصحيح الخطأ .
أخيّة . .
من اللطيف أن تعرفي أن عيش الأسرة في محيط العائلة الكبيرة له ايجابيات كبيرة جدا ، إذ أنه يعتبر المحيط الأنسب لنشاة الأطفال نشأة اجتماعيّة سويّة من جهة سهولة كسب المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين ، بعكس حياة السرة الصغيرة في محيط أضيق من محيط العائلة الكبيرة .
وعلى أن لهذه الحالة ايجابيات ايضا لها سلبيات من أبرزها ما قد يحدث بين الأطفال من تشاكل وتخاصم على عادة الأطفال وما قد يحدث من تدخلات الكبار في الموضوع . .
ومثل هذه السلبيّة يمكن أن نتجاوزها بإدراك :
1 - خطورة فتح باب للشيطان للتحريش بينكم . لن أكبر جهد الشيطان يكون في التحريش بين الناس . قال صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان ايس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم " حين ندرك خطورة تدخل الشيطان بالتحريش فذلك يجعلنا أكثر تفهّ/ا لمواقف الأهل من حولنا ، وذلك يعطينا أهميّة ( التسامح ) و ( التغاضي ) عن بعض المواقف فقط في سبيل سدّ باب ( التحريش ) علىلاشيطان أن ينفذ منه إليكم .
وحقيقة أنتم ( 11 ) سنة في علاقة جميلة - بارك الله لكم - يعني مثل هذا العمر يستحق أن نضحّي من اجله ونتغاضى ونتسامح .
2 - أنت ( زوجة ) ولك ( زوج ) والله تعالى جعل القوامة عند ( الرجل ) .. والواقمة تعني أن يكون هو محور المسؤوليّة في الأسرة . . ولذلك من الأفضل أن اي موقف في العائلة حاولي أن لا تتدخّلي فيه مباشرة إلاّ بالرجوع إلى زوجك قبل تجاوزه إلى أن تتناقشي مع ( سلفتك ) أو مع ( والدة زوجك ) أو أخواته . .
الله تعالى يقول : " وإذا جاءهم أمر من المن أو الخوف أذاعوا به ولو رّدوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلاّ قليلاً " .
فلاحظي التوجيه القرآني بأن لا نتعجّل في إذا عة الأمر قبل ردّ الأمر إلى أولي الأمر ، وزوجك هو ( ولي أمرك ) . . هذا الرّجوع اولاً يعطيك فرصة أن تتعاملي مع الحدث بعيداً عن ردّة الفعل والاستغراق في اللحظة الحاضرة .. فأنت حين أخبرتك طفلتك ان عمها ضرب ( ابنك ) اشتدّ غضبك وتوتّرت أعصابك .. ولذلك كنت بحاجة إلى لحظة الـ ( خمس دقائق ) قبل أن تتصرّلإي أي تصرف أو ترسلي رسالة في لحظة غضب .
3 - تفعيل لغة الحوار والاعتذار بينكم كعائلة واحدة .
نصيحتي لك . .
- احرصي اشد الحرص على أن توازني بين المصالح والمفاسد في كل موقف من مواقف حياتك .
- ليس كل موقف بين الأطفال أو مع أهل زوجك يستحق أن تنقليه إلى زوجك أو تشتكي منه ..
فالتغاضي لغة جميلة لبقاء الودّ بين الأسرة الواحدة ، وبين الناس عموماً .
- إذا صارحت زوجك في أمر يكون من أهله فاحرصي على أن لا تكون مصارحتك مصارحة شكوى .. ( أهلك فعلوا ، وأخوك ضرب .. ) وإنما تكون مصارحة بلغة الحوار .. ما رأيك لو كلمت أهلك في كذا . . هل ترى من المناسب أن تتكلم مع أخيك في هذا الموضوع ..
تذكّري أن أهل ( زوجك ) هم أهله . . ومن غير العقل أن تجعلي زوجك ( حكماً ) بينك وبينهم في اي موقف من المواقف لأنك بهذه الطريقة تجعلينه في موقف حرج .
من الأجمل أن تساعديه على أن يكون موقفه موقف ( الحكيم ) لا موقف ( الحكم ) .
- من الجميل أن تتصلي بوالدة زوجك .. هي في مقام والدتك .. اتصلي بها واعتذري لها عما حصل وأفهميها أن رسالتك لـ ( سلفتك ) كانت في لحظة غضب .. وأفهميها أنك ابنتهم وفي مقام بنتها ، وأن الانسان يتعلم من مواقفه وحياته .
ايضا اتصلي بـ ( سلفتك ) وأخبريها بحبك لها وافتخري بعلاقتكم الطيبة طيلة هذا العمر - المبارك - واعتذري لها عن رسالتك وأفهميها أنها كانت في لحظة غضب ( أم ) على طفلها .. أفهميها أنك تحترمين موقف ( عم الأبناء ) من أبناء أخيه ..
- اقترح عليك أن تعملي حفلة خاصّة فقط بأهل زوجك . .
والدته واخواته وزوجات إخوانه . . اعملي هذه الحفلة كنوع من عربون التسامح والتصالح بينكم .
- استمرّي في الاحسان وفي سلوكياتك الطيبة مع أهل زوجك حتى لو لم يتصلوا بك أو يأخذوك لتتمشي معهم . .
لا تفسّري الأمر أنهم يستثقلونك ..
وتعلّمي أن كل انسان له مساحة من الحريّة والخصوصيّة فمن الصعب أن نلزم الآخرين أن يحطّموا كل هذه المساحات بيننا وبينهم .
أخيّة . .
أكثري من الدعاء مع الاستغفار . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني