السلام عليكم ورحمة الله .. أشكر جهودكم وبورك فيكم وبعد: أنا أعاني من الخوف والقلق لأبسط الأشياء أخاف من المفاجئات في الوظيفة أو بالأصح أخاف من أي طلب يطلب مني في العمل فأخاف أن لا أقوم به على الوجه الصحيح وقد عانيت ذلك في الوظيفة التي كنت أعمل بها لمدة سنة ثم تركتها لأنه طلب مني أن أقوم بوظيفتين في وقت واحد ، عادة في كل مكان يخصص لتلك الوظيفتين شخصين يقوم بهما ،لكل وظيفة مسئول يتولى أمرها والآن أنا على وشك أن أتوظف في مكان مختلط وفيه تعامل مع رجال في قطاع صحي بعكس المدرسة التي كنت بها كان فيها نساء فقط ، كما أخاف عندما يكون عملي يعتمد على الرد على الهاتف لأني لا أسمع في الضجيج أخاف أن يتهموني بالتقصير ويؤثر هذا على نظرتي لنفسي وعلى معنوياتي ويحبطني فقد مررت بهذه التجربة في الوظيفة السابقة وعلى نظرة الموظفين لي علما بأنه في طفولتي حتى ما قبل السنوات الأخيرة (مع العلم عمري 26 سنة ) أهلي يمنعوننا من الرد على الهاتف كل تلك السنين ممنوع الرد على الهاتف ( هاتف المنزل ) ، كما أعاني أني لا أستوعب دوما ما يقال لي إلا بعد التكرار مرة أو عدة مرات وهذا يعرضني للخجل والإحباط وصعوبة طلب إعادة ما قيل لي لا أريد أن يقال عني أني لا أفهم كما أعاني أيضا من النسيان كل ذلك يؤرقني ويحرمني من ممارسة حياتي الطبيعية مع أني طموحة ولدي أفكار لكن لا تبصر جميعها النور بسبب الخوف والإحباط وبعض التجارب التي مررت بها و ( التفشيلة كما يقال ) التي أتعرض لها . ولدي عيب آخر أني سهلة الاستفزاز للأسف ماذا أفعل أريد حلا للخوف والقلق ، عدم الفهم والاستيعاب ، النسيان ، سهولة الاستفزاز أنا أفتقر للأمان أريد الشعور بالأمان ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يذهب عنك خوفك وقلقك ويكون لك عونا وظهيرا . .
أخيّة . .
الخوف شعور طبيعي عند كل انسان ، لكن يتفاوت الناس في الخوف باختلاف وضوح المفاهيم عندهم والتصورات والافكار من حيث كونها افكار صحية أو غير صحيحة أو افكار واقعية أو غير واقعيّة .
فالتصورات الخاطئة تعطي مشاعر ( سلبيّة ) والتوصرات الصحيحة تعطي مشاعر ( ايجابيّة ) .
المفاجآت أمر ( غيبي ) والانسان غير مكلّف أن يبحث عن الغيب أو أن يفسّره أو ان يتوقع صورته وحالته بالطريقة الفلانية . . هذا تكليف للغيب وتكلّف في استشراف الغيب بطريقة خاطئة .
الأمر المكلّف به الانسان هو ( الحاضر ) .. ماذا تعمل الآن وكيف تعمله ومتى ؟!
اعرفي ما هو واجب الوقت .. يعني ما هو العمل الذي ينبغي أن تقومين به واحرصي على أن تقومي به على وجه من الاتقان وفي نفس الوقت لا تتوقعي أن الجميع سيناسبه جهدك وعملك مهما كان متقناً وذلك لسبب بسيط وهو : أن رضا الناس غاية لا تدرك .
والذي يحرص في كل عمله على أن يُرضي الناس فإنه فعلاً يحبس نفسه في قفص الخوف والهمّ والغمّ .
لذلك من أهم ما يعينك على التخفيف من مشاعر الخوف والتخلّص منها شيئا فشيئاً :
1 - أن تتعاملي مع الواقع لا مع المستقبل .
فحين تكلّفي بعمل ما .. فلا تتعاملي مع العمل : كيف سيكون ردّة فعل الآخرين تجاه عملك .
وإنما تعاملي مع العمل : كيف أقوم بهذاالعمل على الوجه المتقن .
2 - أن تصحّحي فكرتك عن النقد ..
فالنقد ليس ( فشيلة ) ولا هو انتقاص للنفس .. بل النقد وسيلة من وسائل تنمية الذات والاستفادة من الاخطاء .
والعاقل أحوج ما يكون إلى من يصحّح له خطأه أكثر من الذي يصفّق له عند كل عمل وانجاز .
3 - الخوف في الواقع لا يحميك من التوقعات السلبية التي تتوقعينها بل يعتبر الخوف هو بوابة لكل سلبيّة تتوقعينها .
4 - افرضي احترامك على الآخرين باحترامهم . . وعمل حدود بينك وبينهم في الحوار والتفاهم والنقد . فالذي يقدم لك النقد رحّبي بنقده بكل اريحيّة ، لكن إذا لاحظت أنه يستخدم الفاظ أو اساليب يريد منها السخرية فبيّني له أن النقد لا يعني الاساءة . وكوني حازمة في الأمر .
5 - احرصي على أن تشاركي في دورات لتنمية الذات وتطير الأداء . ولو ان بعضها يحتاج إلى تكلفة ماديّة لكن سدّدي وقاربي ..
استمعي إلى برامج في تطوير الذات ..
اقرئي كتبا في ذلك . .
بين كل فترة وفترة اطلبي من بعض صديقاتك تقييم أدائك وملاحظة تغيّر أسلوبك .
بالنسبة للعمل المختلط . . الحقيقة لا أنصحك به ما دمت تجدين عملاً غيره يحترم خصوصيتك كأنثى .
مسألة ضعف استيعابك .. في الواقع أنت تستوعبين استيعاباً جيداً لكنك تركزين في نفسك الشعور أنك لا تستوعبين .. لو كنت لا تستوعبين لمااستطعت أن تحدّدي مشاكلك بمثل هذه العبارة العفوية وبكل اريحية وعفويّة .
فقط لا تكرّسي في نفسك الشعور بعدم استيعابك .. وإنما كرسي في نفسك وأحساسك انك تستوعبين ما يقال لك ..
واكتبي ما يطلب منك سجليه في ورقة . .
اطلبي من محدثك أن يعيد كلامه حين لا يوضح لك الأمر .. لكن لا تطلبي الاعادة بطريقة مباشرة وإنما بطريقة غير مباشرة ..
فحين يطلب منك أن تسجّلي - مثلاً - حسابات الموظفين وحسمياتهم لا تقولي أعد لكن قولي : يعني أعمل جدول واحط كذا في خانة وأحسب كذا .. يعني اشرحي فهمك لكلامه هو حين يشعر أن فهمك لم يكن على مقصوده سيعيد كلامه بطريقة أوضح .
أفكارك وطموحاتك أخرجيها ولا تخشي من نقد الآخرين لأن نقد الآخرين يوقفك على مواطن الثغرات في طموحك فيساعدك ذلك على سد هذه الثغرات .
والاستفزاز يمكن معالجته بالتعوّد على عملية مراقبة السلوك . يعني تعوّدي على مراقبة سلوكك فكلما لاحظت نفسك مستفزة مباشرة غيّري حالتك ابتسمي ان كنت واقفة اجلسي ..
امسكي قلما واكتبي او خطّي خطوطاً . . المهم ان تعملي اي عمل يشتت تركيزك على الاستفزاز .. صحيح هذه المراقبة ليست بالأمر السهل لكن مع التعوّد مرة ومرتين وثلاثة سيصبح الأمر تحت السيطرة .
أخيّة . .
تعوّدي كلما خرجت من البيت أن تقولي : " بسم الله توكلت على الله ولا حول ولاقوة إلاّ بالله " يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال ذلك حين يخرج من بيته ناداه مناد : هُديت وكُفيت و وُقيت . وتنحّى عنه الشيطان .
فلاحظي هذاالوعد : ( هُديت وكُفيت و وُقيت ) والهداية تشمل الهداية حتى في العمل المكلفة به ، والكفاية به سبحانه والوقاية من شرّ كل ذي شر .
ومن كان الله في عونه وكفايته من ماذا يخاف ؟!
كثري من الاستغفار . .
وتعوّدي دائماً أن تكوني مبتسمة . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني