السلام عليكم كيف تضبط الزوجة حبها لزوجها وأولادها فيما يحب الله ورسوله؟(فإن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم يعلّمنا كيف نضبط مشاعرنا بقوله : \" أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما )\" كيف نحقق التوازن؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يطهّر قلوبنا لحبه ، ويرزقنا حسن عبادته وشكره .
أخيّة . . .
مشاعر الانسان في الواقع هي مثل ( السيل ) الجارف يجتاح كل ما أمامه وقد يورث الخراب والسيل لا يكاد شيء أن يقف أمامه كما لا يمكن لأي سدود أن تقف في صدّه .
ولذلك أفضل طريقة لتلافي تلفيات ( السيل ) وخرابه هو حسن توجيه هذاالسيل من خلال مسارب ومنافذ متفرقة تخفّف وتقلل من حجم قوّته وهديره .
وهكذاالعاطفة . . والمشاعر الوجدانية .. إذا لم يكن هناك عقل ( حازم ) يضبط هذه الوجدانيات والمشاعر فغنها ستصبح تماماً كالسيل الهادر يورث الخراب والألم والحسرة .
والحب من هذه المشاعر التي تكاد تكون هي ( أمّ ) المشاعر والودانيات عند الخلق كلهم .
ومشاعر الحب إذا لم تُضبط فغنه تصبح مشاعر جامحة جانحة فبدل من أن يكون ( الحب ) شعوراً جميلاً يورث الأمن والاطمئنان والاستقرار النفسي والأمان ينقلب الحال ليصبح ( الحب ) سبباً للهمّ والغمّ والتوتّر .
ولذلك كان من المهم ضبط هذا الشعور بـ ( تصحيح التصوّر ) والفكرة وتنمية العقل والتعقّل بالمعرفة والتثقّف بطريقة صحيحة ..
ولضبط هذه المشاعر :
1 - ابتداء الحب .
وأن يكون بداية الحب مبنية على أساس صحيح . حب يقوم على ( حب الله ) و ( الإيمان بالله ) وانه ما جمع بينك وبين المحبوب إلاّ حال قربه من الله وحاله في معونتك على حب الله .
هناك ( حب ) يبدأ لمصالح شخصية وخفايا نفسيّة شهوانيّة أو مصالح ماديّة ، ويُغلّف بأنه ( الحب ) وفي الواقع هو ليس ( الحب ) بل هو ( الاستغلال ) و ( حب التملّك ) .
2 - تعظيم حب الله في القلب . وأن هذا المحبوب من البشر مهما كان له فضل على الطرف الآخر ومهما كان وجوده في حياته له أثر إيجابي .. فإن هذا المحبوب إنما هو من تسخير الله تعالى لهذاالانسان . ولذلك الذي يستحق الحب الأعظم والأكمل هو ( الله ) لنه هو الذي يختار لنا من نحب ، وهو الذي سخّرهم لنا في حياتنا ووجودنا . فتسخيرهم نعمة تستحق تعظيم الله تعالى .
3 - الواقعية في المحبوب .
المحبوب من الناس هو ( بشر ) سواءً كان زوجاً أو ابنا أو صديقا . وواقعيّ’ البشر أنهم مجبولون مطبوعون على النقص والتقصير وفيهم نوازه وأهواء وشهوات .
فلا ننظر للمحبوب على أنه ينبغي أن يكون ( ملائكيّاً ) أو نضخّم توقعاتنا من هذاالمحبوب فننصدم بالواقع . حين تجري عليه طبيعته البشريّة .
حين ننظر للمحبوب في إطار واقعيّـه البشريّة فذلك يعيننا على ضبط حبنا للطرف الآخر والتعاطي مع الواقع بواقعية لا بالتوقّع .
وهو معنى ( عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ) يعني أنه في يوم ما قد يفعل ويتصرّف بما يغضبك ويغيضك ويثير غيضك وغضبك .. فحين لا يكون هناك واقعية في النظرة فإننا في موقف الخطأ والغضب تصيبنا صدمة نفسيّة قويّة جداً ، وربما صار عندنا نوع من الظلم في النظرة وانقلاب الحب إلى ( كره ) .
4 - أن نحرص على بناء وتنمية الحب .
فضبط المشاعر لا يعني التقصير في البناء والتنمية . بل ينبغي الاسهام في بناء هذاالحب بين الطرفين بالأسباب المشروعة وبما هو ميسور وممكن .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا أن نصارح من نحب بالحب ..
5 - أن ندرك تماماً أن مقادير الله تعالى التي تجري على الناس هي الخير والرحمة واللطف بهم . وان سنّة الله في الحياة البلاء والابتلاء والفراق والتفرّق . والسلوان في ذلك قول الله : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرُ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
فالثقة واليقين بسعة علم الله ورحمته وحكمته ولطفه يعطينا صمّام المان ضد أي صدمة نفسيّة أو ردّ’ فعل من تصرف أو حال يكون عليه المحبوب .
6 - المناصحة والمصارحة .
فإن مما يضبط مشاعر ( الحب ) في نفوسنا هو توجيهها من شماعر ( عاطفيّة ) إلى حركة عمليّة تنمويّة بالنصيحة والتواصي . فبدل من الوقوف عن عتبة المعاتبة على الخطأ من الأفضل أن نتجاوز هذا اإلى الحركة التنمويّة .. هذا يُشعرنا أن ( الحب ) ( مسؤوليّة ) أكثر من أنه ( نتيجة ) ينبغي أن نصل إليها !
7 - أن لا نجعل المحبوب هو ( محور الحياة ) و ( الاهتمام ) .
حتى ولو كان ( زوجاً ) أ و ( ابناً ) بمعنى لا ينبغي أن نلخّص كل همّنا واهتمامتنا في حياتنا وشئوننا في ( زوج ) أو في ( ابن ) . . بل ينبغي توزيع الاهتمامات مع ترتيب الأولويات في هذه الاهتمامات .
8 - الدعاء . الدعاء .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني