السلام عليكم ورحمه الله وبركآته انا طالبة جامعية ابلغ من العمر 19 سنه تقدم لخطبتي رجل يبلغ من العمر 30 سنه متزوج ولديه 3 اطفال والسبب من رغبته في زواجه الثاني عدم وجود التفاهم بين الزوجين ورغبة الزوجه بالطلاق. ومن ناحية الرجل: يرغب بالزواج بي بما تنصحوني.؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك . .
أخيّة ..
الزواج مشروع العمر . .
مشروع بناء حضاري . .
شعيرة عظيمة من شعائر الاسلام ..
فالزواج ليس لحظات ( رومانسيّة ) !
ولا هو نزهة سياحيّة ..
بل هو مسؤولية وبناء . .
ولذلك اهم خطوة في استشراف مستقبل العلاقة بين الطرفين هي خطوة ( حسن الاختيار ) .
ولمّأ كان الزواج بهذا الأهمية في شريعة الله تعالى جاء التوجيه من الوحي يعلّمنا كيف نحسن الاختيار لنكون اقرب إلى تحقيق مقصود هذا المشروع ( الزواج ) وهو الدوام والاستقرار وبناء الحياة وعمارتها بالعبودية لله تعالى .
ومن هنا أوصاك الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله : " إذا خطب إليكم من تروضن دينه وخلقه فزوّجوه "
فأرشدك لى أن الأساس والأهم والقاعدة في قضية الاستقرار بين الزوجين هو اختيار شريك الحياة الذي يتصف بصفتين :
الأولى : حسن التديّن .
الثانية : حسن الخُلق .
" ترضون دينه وخلقه " .
وحين يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نختار لبناتنا من كان حسن التديّن حسن الخُلق فإنه صلى الله عليه وسلم لم يُغفل جانب اعتبار بعض الأمور والظروف التي قد يكون لها تأثير على العلاقة بين الطرفين . سواء كانت ظروفاً ماديّة أو فكرية أو اجتماعية أو اقليمية أو نفسيّة ..
لأن مقصود الشريعة ليس هو ( الزواج ) فحسب .. إنما مقصود الشريعة هو ( الاستقرار ) في هذه العلاقة ومراعاة هذا المقصد العظيم عند لحظة الاختيار .
أخيّة ..
ليس من حقي هنا أن أقول لك اختاريه أو لا تختاريه !
لكن الذي أستطيع أن أنصحك به :
- لا تجعلي وقاعك أو ظرفك الاجتماعي هو الذي يدفعك إلى قرار الزواج .
فاختيار ( قرار الزواج ) من أخطر القرارات في حياة الإنسان . لذلك ينبغي أن يكون الدافع لهذاالقرار هو الشعور بالمسؤوليّة لا الهروب من واقع معيّن أو ظرف اجتماعي معيّن !
فبعض الفتيات تشعر بالعنوسة وكأنه شبح يطاردها من حين يكون عمرها ( 15 ) سنة !
لذلك هي فقط تريد الزواج لتقتل هذا الشبح !
- الزواج فيه من التحديات والمسؤوليات الكبيرة مما يعني أن تتخذي قرارك في قبول أي خاطب بوعيّ لطبيعة العلاقة .
وهذا يعني ايضاً أن تدركي أن دخول حياة جديدة فيها ما يكفيها من المسؤوليات والتحديات ، دخول هذه الحياة بمسؤوليات إضافية يعني زيادة العبء على نفسك مما قد يؤثّر عليك في علاقتك مع شريك حياتك .
فكون أن الخاطب متزوج ولديه أبناء فهذا يعني أن هناك مسؤوليات إضافية لن تكوني بمنأى عنها .. لأنها جزء من حياته هو .. وما كان جزءً من حياته فبالضرورة له انعكاسه على من حوله سيما زوجته .
- وجود ( 3 ) أطفال .. يعني أنه قضى عمراً ليس بالقصير مع زوجته !
وكون أنه يفكّر في طلاقها لعدم وجود تفاهم بينهما .. فهذا سبب يدعو إلى التريّث وعدم التهوّر في القرار .
الرجل - أحياناً - تمرّ عليه بعض المشكلات الأسريّة .. فيجد في نفسه اندفاعا للزواج من زوجة أخرى كنوع من الهروب أو نوع من ايقاع العقوبة على الزوجة الأولى .. ثم ما يلبث أن يشعر بعظم حجم المسؤوليّة فيعود إلى زوجته الأولى ويترك الثانية لأي سبب كان !
لذلك - وكوجهة نظر - الذي يريد أن يعدّد لأهداف ومصالح تتعدّى المصلحة الشخصيّة هو أقرب ما يكون للمسؤولية وتحمّلها بعكس من يبحث عن شيء ينقصه في زوجته !
- الفارق العمري بين الطرفين كلما كان فارقاً متقارباً بينهما كلما كان ذلك أقرب للتوافق الفكري والنفسي والصحّي .
وحينما يكون الفارق كبيراً بين الطرفين مع وجود ( استهلاك ) صحّي ونفسي وفكري .. فإن ذلك يقلل من نقاط التوافق بين الطرفين .
- الاختيار الذي يكون في النور ، وتحت الأضواء .. أفضل من الاختيار الذي ينسج من خلف الأسوار أو تدفعه العاطفة ..
استخيري الله تعالى في أمرك ..
واستشيري أهلك ..
واستمعي لراي والديك ..
وارضي بما اختاره الله لك سواء كان هذا أو غيره .. وثقي أن الله يختار لك ما فيه مصلحتك ومنفعتك .
والله يرعاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني