السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أرجو من كل من يقرأ مشكلتي أن يساعدني على إرسالها إلى شيوخ ثقات حتى يرشدوني و يساعدوني بارك الله فيكم جميعا و جازاكم الله كل الخير. أنا فتاة من بلد عربي ابلغ من العمر 28 سنة, خطبت إلى رجل متدين و لله الحمد لكن عائلتي لا تريد إتمام هذا الزواج فهي ترى أن خطيبي جد متعصب لمجرد انه يريد أن يطبق الدين و هم الآن يشترطون علينا شروطا صعبة لإتمام الزواج: 1- أن نختلط معهم في أفراحهم و مسراتهم رغم المنكرات (الاختلاط خاصة) وهم يرون أننا بالابتعاد عن ذلك نقطع الأرحام علم أن زواج أخي على الأبواب. 2- أن لا يجعلني اترك العمل خاصة بعد الزواج علما و أني اعمل كمحاسبة في شركة مختلطة و تعلل عائلتي ذلك أن راتبا واحدا لا يكفي للمعيشة. 3-أن يقصر خطيبي من لحيته نظرا للظروف الموجودة في بلدنا. لقد حاولنا معهم لكن دون جدوى فعائلتي ترى أننا بالغنا في تطبيق الدين و أن الدين في القلب و غير ذلك من الكلام,,, السنين تمر بي و خطيبي بدء يضجر من معاملتي أهلي له و على إصرارهم على موقفهم الذي دام إلى الآن سنتين. فبالله ماذا علينا أن نفعل أنفسخ الخطوبة أم نرضخ لشروطهم? فعائلتي لا تريدني أن أتوب توبة نصوحا.
الأخت الفاضلة.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أسأل الله العظيم أن يبارك لك وعليك وأن يجمع بينك وبين زوجك على خير... أخيتي... الناس بفطرتها تحب الدّين وتحب التديّن مهما بلغ بعدهم عن الله وعن آداب شريعته إلاّ أنهم في قرارة أنفسهم تدفعهم الفطرة إلى حب هذا الدين.. لا أعتقد أن أهلك يعتبرون المحافظة على الصلاة تشددا.. ولا أعتقد أنهم يعتبرون صلة الأرحام تشدداً!! ولا أعتقد أنهم يعتبرون ترك الزنا والمنكرات الظاهرة تشدداً!! يبقى أنهم تعوّدوا على بعض المظاهر الاجتماعيّة والتي فيها نوع مخالفة للشرع، ولذلك الحل ليس في المواجهة بقدر ما يكون بالمداراة والمسايسة سيما وأنهم لا يزالون من أهل ملة الإسلام وفيهم بذرة الخير وفطرة الدّين. فالدّين المعاملة.. وبقدر ما نحسن التعامل مع الآخرين بقدر ما نجذبهم إلى حب الدّين وحب التديّن. الواجب على خطيبك وعليكِ أنتِ أن تحاولا كسب الأهل بحسن المعاملة والتبسّم والكلمة الطيبة والهديّة واللين والرفق وعدم التعنيف والمواجهة والصلف في الرأي والموقف.. لأن حسن التعامل سيذيب كثيراً من تعنّتات الأهل ومواقفهم تجاه ما نعتقد. فمثل هذه الاشتراطات يمكن لزوجك أن يُداريها بدل من أن يواجهها بالرفض وعدم القبول, لأنه كما قلت لك أن المواجهة في هذا الوقت وسيما أن ظروف المجتمع لا تساعد على أن يكون للمواجهة نتائج إيجابيّة... صحيح أن كلّ شرط يحلّ حراماً أو يحرّم حراماً فهو باطل.. بالإمكان أن تُفهموا أهلكم بأنه وكما أن قطيعة الأرحام من الأمور التي نهى عنها الإسلام فكذلك الاختلاط.. وأفهموهم أنكم لن تقطعوهم وأنكم ستشاركونهم أفراحهم ومسراتهم ومواصلتهم لكن بالطريقة المشروعة التي يرضاها الإسلام.. المقصود أن لا يكون من جهتكم رفض لحضور مناسباتهم وأفراحهم.. بل لابد أن يجد هذا الأمر ترحيباً عندكم وأن هذا من واجب البرّ والصلة.. لكن يكون تواصلكم معهم ومشاركتكم لهم في أفراحهم بالطريقة المشروعة. أما اشتراطهم على زوجك أن لا يمنعك من العمل فذلك أمر هيّن إن شاء الله.. فمثل هذا الشرط يوافق عليه ثم لما تكون بينكما الحياة لكما أن تتفقا على حلّه إلا الشروط في النكاح هي حق خالصٌ للزوجة ولها أن تتنازل عنها بعد حين.. المقصود أن لا يقف هذا الشرط عائقاً أمامكما!! وكذلك اشتراط تقصير اللحيّة.. على زوجك أن يُفهم والدك بطريقة حكيمة مؤدبة أن هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم, وأنها من الشعائر الظاهرة التي تدلّ على صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم.. فإن كان أهلك يتحججون بالأوضاع الأمنية في بلادكم فلا بأس أن يجعل زوجك بينه وبينهم خط رجعة بحيث أنه يخبر أهلك بأنه لو رأى أن المصلحة تخفيف اللحية في مقابل دفع مفسدة أو ضرر حاصل أو متوقع الحصول فإنه لن يتأخر عن تخفيفها!! والمقصود أن الرفق معهم ومحاولة كسبهم أجدر وأولى من كسب عداوتهم أو بغضهم وكرههم.. على أن لا يكون هذا التنازل على حساب المبادئ التي لا تقبل التنازل!! وكما ذكرتُ لك أن اللباقة والمداراة لها دورها في حسن التعامل مع الآخرين. أسأل الله العظيم أن يبارك لكما وأن يتمما لكما على خير. أجاب عليها الشيخ: منير فرحان
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني