قال الله تعالى : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
جاء في سبب نزول هذه الآية : قال ابن عباس: هؤلاء رجال أسلموا من مكة، فأرادوا أن يأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلما أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، رأوا الناس قد فقهوا في الدين، فهمُّوا أن يعاقبوهم، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية .
نلاحظ حجم ( الخسارة ) التي وقعت على من لم يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم :
- لم يشمله وصف ( المهاجرين ) وفضلهم . لأنه لا هجرة بعد الفتح .
- كم فاتهم من لذّة النظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
- قضوا من أعمارهم فترة لا يستطيعون أن يُظهروافيها شعائر دينهم . وفي إظهار الشعائر لذّة ومتعة .
- فاتهم من العلم والفقه الكثير .
الآية تصف مشهدا ( حسّاساً ) قد يقع في أي بيت ( زوجي ) قد لا يتكرر نفس الحدث بتفاصيله ، لكن يحدث ما هو أشبه به .
قاعدة التعامل مع الخطأ .. سواء حصل من الزوج أو من الزوجة .
لا يخلو التعامل من حالين :
الحال الأول : أن يكون مستند الخطأ ( الشك ) .
يعني الزوج أو الزوجة يشك أن شريكه يقع في خطأ ما أو وقع في خطأ ما !
في هذه الحال ، قاعدة التعامل :
1 - أن لا تتحقق من ( الشك ) .
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ "
وجاء في بعض الآثار : " إذا ظننت فلا تحقق " .
2 - دافع ( الظن ) بضده وهو ( اليقين ) . .
فحين ( يظن ) الزوج أو الزوجة بالآخر ( أمراً ) دافع هذا الظن بالضدّ وهو ( اليقين ) .. يعني ماهو يقينك في شريك حياتك . . ( الزم اليقين ) .
وفي الحِكم : لا يُفسدنك الظن على حبيب قد اثبته اليقين لك !
3 - مارس خطوات في البناء . أفضل من قضاء الوقت في الترقّب !
الحالة الثانية / أن يكون مستند الخطأ ( واقع الحال ) .
وهو ما تصفه الآية في سورة التغابن " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
والتعامل هنا كما بينّه القرآن :
1 - " وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا " .
التسامح بـ . . العفو . . الصفح . . المغفرة .
2 - المسامحة لا تعني التغافل عن تصحيح الخطأ .
بل المسامحة ( دافعة ) بروح الحب للتصحيح . فالمخطئ حين يقع في الخطأ يحتاج من يساعده ويعينه على تجاوز الخطأ ، ولا يحتاج من يكرّس فيه صوت الاحباط والتحقير والتثريب !
مشكلة إصرار أحد الزوجين على الخطأ ( قد ) يكون بسبب المعاندة والعناد المنعكس من طبيعة تعامل الطرف الآخر مع المخطئ .
حين نطلب منه التصحيح .. ومن بين حواجبنا نقتله بنظرات الريبة ، أو نجلده بسياط اللوم والتحقير .. حينها ينكسر حاجز ( خط الرجعة ) .. وينحدر في ( العناد ) !
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني