لعب الأطفال بين [ الإلهاء ] و [ الإثراء ]

 

حاجة الطفل إلى اللعب حاجة فطرية ، بل تكاد هذه الحاجة لا تختص بمرحلة الطفولة ، إنما هي حاجة لكل إنسان بمختلف مراحله العمرية .
 فعن عقبة بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل ما يلهو به الرجل المسلم باطلٌ، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهنَّ مِن الحق)).
 فنلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم يوجّه هذه الحاجة الفطرية حتى عند الرجل إلى مسارها الصحيح .
 
 من مشكلات [ الثورة التقنية ] أنها تكاد تكون من ضروريات الحياة ، فلا يوجد الآن بيت يكاد يخلو من هذه التقنيات والأجهزة الذكيّة التي باتت تشارك الناس حياتهم في بيوتهم وعملهم وطرقاتهم بل حتى في غرف نومهم !

 وجود كم هائل من الألعاب في هذه الأجهزة الذكيّة بات يشكّل تحدّياً تربوياً للمؤسسات التربوية بداية من مؤسسةالبيت وانتهاء بالمؤسسات التربوية المجتمعيّة . 
 من خلال القدرة على ترشيد ما تضخّه هذه التقنيات من ألعاب وملهيات قد تكون شريكاً أساسيّاً في صناعة وتأسيس عقلية الطفل .

 ومما يزيد المشكلة مشكلة .. النظرة السطحية لـ ( الحاجة للعب والترفيه )  على أنها حاجة فقط لـ ( الإلهاء ) لا أكثر من ذلك .
 ربما يريد الأب أن يتخلّص من ( دوشة ) الأولاد ، فيشتري لهم هذه التقنيات فقط حتى ينشغلوا بها عنه !
 الأم كذلك .. ربما لأنها تريد أن تتفرغ لأمور تخصّها - سواءً كانت مهمة أو غيرمهمّة - فلربما تركت للأولاد الحبل على الغارب في استخدام هذه الأجهزة الذكية و ( الالتهاء ) بها !

 الترفيه واللعب في الوعي التربوي والأخلاقي  .. حاجة  ووسيلة لـ( الإثراء ) المعرفي والمهاري والسلوكي عند الطفل . وعند البالغ هي حاجة لتعزيز المبادئ والقيم واكتساب الأجر .
 
الوعي بهذه الفكرة والنظرة تجاه ( اللعب والترفيه ) حجر الزّاوية في إعادة النظر تجاه ألعاب الأطفال ، وماهي الأعلاب المناسبة لهم .

 

 

الأسر الناجحة ..
تبني عقول [ أولادها ] من الصّغر ..

3 سمات ( تربوية ) للعب الأطفال : 
1 - تضفي على الطفل المرح .
في اشكالها والوانها ، وطابع الإثارة فيها .
2 - تُكسب الطفل مهارة من مهارات الحياة .
مهارة التركيب ، التخطيط ، التفكير ، الانجاز ..
3 - كلما كانت تشاركيّة تعاونيّة غير تنافسيّة ، كلما كانت أحسن في إثراء وتاسيس عقلية الطفل .

وحتى لا ( تتلاعب ) التقنية بعقول أطفالكم ومشاعرهم ، لاعبوهم بما يثريهم ويحميهم .
الكاتب : أ. منير فرحان الصالح