فنّ . . النظرة

 

 هل تتقن فن النظرة ؟!

 إن بعض الأحاسيس والمشاعر الدافئة . . لا تبوح بها عبارات  الحب مهما تنمّقت
 ولا يشعر الآخرون بدفئها وحنوّها وحنانها حتى لو أن الأجساد تعانقت !!
 وحين تعجز العبارة . . عن التعبير . .
 ويقف الجسد حائراً عن التبرير . .
 تبرق العينان بنظرات الحنو والدفئ . .
 لتختصر قائمة من عبارات الحب . .
 وتختزل سنين من العمر ربما تطول . . 

عيناك قد دلتا عينيّ منك على : : : أشياء لولاهما ما كنت أدريها !!

 إن لغة العيون بين المحبين  . .
 مرآة القلب . .
 قصيرة الوقت . .
 سريعة الوصول  . .
 بليغة الأثر . . !
 فنٌ و مهارة !!

  وتعطلت لغة الكلام وخاطبت  : : : : عينيّ في لغة الهوى عيناك

 ولأهمية هذه اللغة بين الزوجين خاصّة جاءت بعض الآثار التي تعمّق أثر هذه اللغة في النفس :
 فمن تلك الآثار :
 - الأمر بالنظر إلى المخطوبة قبل الزواج لأن هذه النظرة سبب من اسباب الألفة والموجة والاتفاق .
 قال صلى الله عليه وسلم : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " - حديث رقم : 859 في صحيح الجامع -
 - أن الزوجة التي تشبع نظر زوجها هي خير ما يكنز المرء :
 " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء : المرأة   الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته"- قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين  ،  ووافقه الذهبي،  وأقره ابن كثير
 
 فما أعجب هذه اللغة . .
 وماأبدع هذا الدين الذي أرشد إلى تعميق التخاطب بهذه اللغة  بين الزوجين خاصة . .

 تؤكد دراسات علمية متعددة أن المحبين عادة ينظرون إلي عيون بعضهم أثناء الحديث ، ولا ينظرون إلي أنوفهم أو شفاههم أو ألسنتهم .
 ويكمن سر وروعة جمال العيون في اتساع الحدقة ، وتأثير ذلك علي عيني الشريك الآخر . !!
 يقول الدكتور  اكهاردهش: إن الإنسان لا يستطيع إراديا التحكم في حركة حدقة عينيه، ولكنه يمكن إثارتهما لأجل الاتساع، فمن المعروف أن الإنسان عندما يري مناظر جميلة ومريحة ولطيفة كالمروج الخضراء والزهور، ووجه الحبيب ،تتسع حدقتا عينيه بشكل لا إرادي . 

 وحتى نتعلّم السحر الحلال بلغة العيون :
 
 - لينظر كل منكما إلى عين الآخر في هدوء .
 - أدم نظرك إلى مواطن الجمال في زوجتك ( أنفها - خدّيها - شعرها - حبة الخال فيها - الغمّأزتين .  .. ) !!
 - اجعل كل حواسك  تشاركك التعبير عن دفء نظرتك ( شفتيك  - حركة رأسك - تنهيدك  - كلماتك الدافئة . . )
 - أغمض عينيك في هدوء ثم افتحهما في هدوء فإن ذلك يمنحك خيالاً واسعاً ويزيدك هدوءاً  ويعطي شريكتك فرصة للتوازن وترتيب مشاعرها .
 - لا تكن قلقاً في نظراتك تكثر الرمش بسرعة فإن ذلك يشعر شريكتك بالاضطراب ويخفي جمال لغة عينيك .
 - حين تخاطبك زوجتك امنحها عينيك متفاعلاً مع حديثها وخطابها  ، لأن تصريف بصرك هنا وهناك أو الانشغال بالكتاب أو الجهاز عن النظر إليها أثناء حديثها يشعرها باللامبالاة  ، وينسف جسور التفاهم بينكما ولايشجعها على الاستمرار في حديثها !!
 - أبعد عن عينيك كل ما يحجز كمال التخاطب بينكما من نظارة أو غيرها !!

 وكما أن للعين أثراً في التعبير عن دفء الحب . .
 فإن لها أثراً في النهي والزجر . .
 لكنه أثرٌ لا يحدث شرخاً في النفوس . .
 ولا يباعد بين القلوب . .
 بل يزيدها ألفة ومودّة ورحمة . .
 ولقد كانت عائشة رضي الله عنها تقول : كنت أعرف ما يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثر وجهه !!

 إن لغة العيون بين المحبين :
 - من أعظم وسائل الإشباع العاطفي بين الزوجين .
 - تزرع الثقة في النفس .
 - تزيد الحب والألفة .
 - تُشعر بالاحترام والتقدير .
 - تُّذيب كثيراً من الجليد المتراكم في الحياة الزوجية !!
 
 فيا أيهاالزوج . .
 ويا أيتهاالزوجة . .
 هل تتقنان فن النظرة ؟!

 * إليكِ :


أغار عليك من عيني ومني**** ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيــوني **** إلى يوم القيامة ما كفـــاني

 

 

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح