سعادة الأحلام وشقاوة الأيام !

 

 


 يقول أحد الأزواج : كنت في سفر وما إن رجعت إلى بيتي إلاّ وتستقبلني زوجتي بطلب ( الطلاق ) !
 أخذتني الدهشة .. كيف تستقبلني بهذا الطلب !!
 سألتها : ومالمشكلة يا عزيزتي !
 قالت : بالأمس كان هناك برنامجا لتعبير الرؤى والأحلام  فاتصلت به وعرضت رؤياي على المعبّر فقال لي : تأويل رؤياك أن زوجك عنده أخطاء ويخفيها عنك !!
فدُهشت وأسفت !

 هناك مشكلة تعاني منها ( بعض ) الزوجات وحتى ( بعض ) الأزواج . .
 أنهم حين يشعرون بـ ( العجز ) و ( افحباط ) عن مواجهة الواقع بما هو ممكن ومشروع  يهربون إلى ( الرؤى والأحلام ) ومن خلالها يقررون مصير سعادتهم أو شقاوتهم !

 هذه الثقافة ( ثقافة الهروب للأحلام ) تكاد تكون ثقافة ( ابتلينا ) بها كمجتمع ( عربي ) و ( مسلم ) تبعاً لما نواجهه ونعيشه من أزمات على جميع المستويات ، وبسبب إلف الدعة والكسل والاتكال صرنا نهرب من مواجهة الواقع إلى ( معاقرة الأحلام ) !
 
 كما أنه انتشر ( وبشكل مخزي ومخيف ) معبرو الرؤى والأحلام وقنوات ( تفسير الأحلام ) وارقام المعبّرين بشكل ( فاضح ) .. يفضح ( ضعف أنفس بعضنا )  ويكشف عن عجزهم وضعفهم وكسلهم . .

 لذلك من السذاجة والسّخف أن يبني الزوج او الزوجة سعادته على مجرّد ( حلم ) أو تأويل رؤيا !
 نعم .. الرؤى مبشرات وتنبيه .. لكن يبقى أن ( المعبّر ) يعبّر الرؤيا بـ ( الظن ) وليس باليقين . .
 فكيف نعيش ( الظن ) حقيقة أكثر مما نعيش الواقع واليقين ؟!

 زوجة لا ترى من زوجها إلاّ كل خير ، ولطف وعطف وحرص ورحمة وودّ وحب .. ثم لمجرد أن ( المعبّر ) قال لها : زوجك عنده أخطاء ويخفيها عنك .. طلبت الطلاق ؟!
 خبروني من هو الشخص الذي يعيش بلا أخطاء ؟!
 إن كون أن الزوج أو أي أحد يخفي أخطاءه عن الناس ويستر نفسه هو أفضل بكثير من المجاهر . .
 قال صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه  " .

 إن الواجب أن نعيش الواقع لا الحلم . .
 وأن نتعامل مع حياتنا ومع شريك حياتنا بما هو واقع لا ( بالأحلام ) !
 فسعادة ( الأحلام ) ..لا تتجاوز أن تغمض عينيك فتنام .. ثم تستيقظ  لتعيش على ذكريات ( الحلم ) ومسؤوليّة الواقع .

 في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثا ، وليتعوذ بالله من شر ما رأى ومن الشيطان ، ثم ينقلب على جنبه الآخر ، فإنها لا تضره "

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح
 25-11-2011  |  9763 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني