تجارب للمتزوجين فقط (واللي نبي عيـا البخـت لايجيبـه)

 

تجارب للمتزوجين فقط (واللي نبي عيـا البخـت لايجيبـه)
 
     التجربة التي بين أيدينا اليوم تسوقها لنا شاعرة تصف لنا صورة مأساوية من تجربتها وتصفها بأنها مصيبة كبيرة ،ولكن قبل أن نسوق تفاصيل التجربة لابد من أن نستلهم منها العبرة .فمن الأخطاء الذي يقع فيها بعض الأزواج سرعة اتخاذ قرار الطلاق أو طلب الفراق لأي شكل من اشكال الخلاف أو المشكلات التي تحصل بينهما ، دون النظر إلى عواقب هذا الانفصال العاجلة أو الآجلة ، على النفس أو الآخرين كالأطفال مثلاً ، ولا يدرك أو تدرك تلك العواقب إلا بعد فوات الأوان، وتصل الأمور إلى درجة لا يمكن معها للمستعجل أن يستدرك أو للمخطيء أن يستعتب  .وعندما يقع الطلاق وتحضر الفكرة بعد السكرة يبدأ الندم ولات ساعة مندم ، وقد تعددت المواقف الزوجية التي يشعر فيها بعض الأزواج بالندم بعد الطلاق ويظهر التحسر على ما مضى ويعلن ألمه على الفرقة التي حصلت وكان يمكن أن يتحمل ما كان يتأذى منه في سبيل التمتع بالخير الذي يأتي من شريكه ، بيد أن قصر النظر على سلبيات الطرف الآخر (الزوج أو الزوجة)فقط ، وغض الطرف عن ايجابياته تدفع بعض الأزواج الى الزهد بالحياة الزوجية والسعي للتخلص من ربقتها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر)،والحقيقة أننا ينبغي أن نستصحب هذه القاعدة النبوية الشريفة التي تنظر الى الناس على انهم بشر يصيبون ويخطئون وأنهم ليسوا بملائكة معصومين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون بل فيهم الطاعة والمعصية والصواب والخطأ وإنما الحكم على ما غلب من هذه الصفات مع السعي بالنصح لهم .وقد قيل :
من ذا الذى ما ساء قط ****ومن له الحسنى فقط ؟؟
فما أروع هذا الميزان النبوي وما أشد بركته لو طبقناه في حياتنا الزوجية ، وتعاملنا بكفتيه في تقييم الآخرين ،وتذكرنا ايجابياتهم قبل سلبياتهم إذن لسعدنا وأسعدنا وارتحنا وأرحنا ولكن الشيطان دائما ينفخ في أخطاء من نحب حتى تتعاظم في أعيننا فتصبح الحبة كالقبة فيقع النفور !!
ومن تلك المواقف التي أرى أنها تجسد آلام الفراق وتظهر الندم على الطلاق قصة الشاعرة نورة بنت حوشان الرشيدي مع زوجها عبود العازمي ،وقد وقع بينهما الخلاف الذي تطور الى طلاق ،على الرغم من الحب الذي كان بينهما والذي كان من ثماره اثنان من الأبناء (حوشان وسارة)،وبعد طلاقها رفضت الكثير من الراغبين الزواج منها، إذ كانت امرأة تتمتع بالجمال والأخلاق ومن عائلة معروفة ومحافظة، لكنها رفضت جميع من تقدم لها. وذات يوم كانت تسير بصحبة أولادها (حوشان، وسارة) ومرت على طريق يمر بمزرعة مطلقها ورأته فوقفت على ناصية المزرعة وانطلق الأولاد للسلام على ابيهم وبقيت تنتظرهم حتى رجعوا ثم واصلت مسيرها.. وقد تذكرت ايامها وكيف كان الحال وماوصل اليه ثم صورت تلك المشاعر التي خالجت قلبها وهي ترى من أفضت إليه وأفضى إليها ،وكيف أصبح اليوم بعيدا عنها فجسدت تلك المشاعر بهذه الأبيات التي ملأتها عاطفة و ألماً على الفراق :
 
 
ياعين هلي صافـي الدمـع هليـه
واليا انتهى صافيه هاتـي سريبـه
ياعين شوفي زرع خلك وراعيـه
شوفي معاويـده وشوفـي قليبـه
مـن اول دايـم لرأيـه نمالـيـه
واليـوم جيتهـم علينـا صعيبـه
وإن مرني بالدرب ماقدر احاكيـه
امصيبة يا كبرها من مصيبة
اللي يبينـا عيٌـت النفـس تبغيـه
واللي نبي عيـا البخـت لايجيبـه
إن من أكبر أسباب السعادة أن نتعامل مع من حولنا على أنهم بشر لهم سلبياتهم و إيجابياتهم ،فنحاول أن نقلل من السلبيات ونزيد من الإيجابيات بالأسلوب الأمثل والوسيلة الأفضل .
 
 
 
 
 

الكاتب : د. مازن بن عبدالكريم الفريح
 01-04-2011  |  11190 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  فن إدارة الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني