رمضان .. وتربية الروح .
من خصائص عبادة ( الصيام ) أنها عبادة تكسر في النفس حدّتها ، وتثير قوّة الحاسّة ( الأثيرية ) بتهيئة الشعور والوجدان والإحساس للتقبّل والإذعان .
ومن هنا كانت عبادة ( الصيام ) مدرسة للشعور بالآخرين الأمر الذي يدعو إلى التكافل معهم والوقوف بجانبهم .
وفي رمضان ( نفحات ) أو ( محطّات ) لتربية الروح والسموّ بها جدير بكل زوج وأب أن يستثمر هذه النفحات مع أهل بيته . من ذلك :
1- لحظات الدعاء عند الإفطار .
هذه اللحظة التي يشتدّ فيها انكسار النفس وتفرّغها من كل الشّواغل إلاّ الإقبال على الفرح بالإفطار .
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلّمنا أن عند الإفطار دعوة مستجابة ، بعد إنجاز يوم كامل من الصيام وحرمان النفس من المباحات المعلومة تعبّداً لله .. يجلس الصائم عند لحظة الإفطار ليس له من همّ إلاّ أن يحظى بفرحة الدنيا والآخرة ..
أن يحظى بفرحة الروح وفرحة لذّة الريّ وصحة البدن ..
دعاء تخفق له الأرواح .. وطعام طيب تهفو إليه النفوس شكرا .
هنا من الأهمية بمكان أن نجعل هذه اللحظة لها بصمة خاصّة عند أفراد الأسرة ..
فيجتمع بهم الأب أو الزوج ويعلّمهم كيف يدعون ويذكّرهم بأدب الدعاء ويحفّزهم بحسن الطلب لأن الله ( حيي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه أن يردّهما صفراً ) ..
ومن مهارات استثمار هذه اللحظات :
- ذكّر أفراد أسرتك بروح الجسد الواحد في الدعاء ..
- ذكّرهم أن لا ينسوا إخوانهم في كل مكان من الدعاء سيما في فلسطين ..
- ذكّرهم كيف يخصّون بعض القرابات وأهل الفضل بالدعاء ..
- ذكّرهم كيف يسألون الله المطالب العليّة ؛ ولا باس أن تسرد لهم بعض هذه المطالب بطريقة ( المفاكرة ) معهم .
- اقترح عليهم أن يكون لكل واحد منهم دعوة متجددة في كل يوم .
لحظات الدّعاء - سيما عند الإفطار - هي لحظات وجدانيّة . . قد لا تتكرر !
2- تقسيم وتوزيع الزكاة .
من الجوانب الوجدانيّة المهم غرسها في وجدان الطفل ( الإحساس بالآخرين ) .
نستطيع في رمضان أن نغرس هذا الغراس في نفوس أبنائنا من خلال مواقف كثيرة من أهمها بعد موقف الدعاء ، موقف ( تقسيم وتوزيع الزكاة ) على الفقراء .
- علّم أبناءك من هم أصناف الزكاة .
- علّم أبناءك كيف يفرّقون بين زكاة المال وزكاة الفطر .
- علّمهم كيف يحسبون زكاة المال ، وكيف يكيلون زكاة الفطر .
- علّمهم أولى الناس بالزكاة .
- ثم اجعلهم يشاركونك تقسيم الزكاة وتوزيعها على الفقراء .
لا يكفي أن تجعلهم يشاركونك التوزيع والتقسيم ، بل لابد أن تعلّمهم أدب الإعطاء والمناولة بأن تعلّهم كيف يبتسمون مع الفقير وكيف يدعون له بالخير والبركة .
هذه التدريب العملي ، ينمّي في النفس الشعور ، وصدق الإحساس تجاه الآخرين ، كما يمنحهم نوعاً من المتعة في مساعدة الآخرين .
إن تربية الروح لا تعني تكثيف المعلومات وتوجيه التعليمات للآخرين بقدر ما تكون تربية الروح بالمشاركة العمليّة مع حسن التوجيه والتعليم .
اللهم زيّن الإيمان في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الرّاشدين ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني