الزواج من غير السعودي

قبل أن الج في ذكر الأسباب التي تجعل الكثير يرفض زواج الأجنبي بسعودية فإنني سوف اذكر الأسباب التي ادت إلى بقاء نسبة لا يستهان بها من فتياتنا دون زواج ، مما جعل البعض يُقدم على تزويج ابنته من اجنبي بعد إحجام الخطاب عنها .

من المعروف أن لكل نتيجة سبب ، فما نعانيه اليوم من بقاء نسبة كبيرة من فتياتنا دون زواج إنما هو ناتج عن تكاتف عدة عناصر مُحدثة هذه المشكلة الاجتماعية المعقدة والمؤلمة في نفس الوقت ، وهذه الأسباب هي :

1. البطالة التي نعانيها في مجتمعنا ، فالشاب مشغول بمشكلته ، لا يفكر في الزواج ، وكيف يتزوج وهو لايعمل ؟ بل هو لا يفكر حتى مجرد تفكير .

2. الفضائيات التي جعلت كثير من الشباب يضع مواصفات خيالية لشريكة حياته في المستقبل ، لا تنطبق هذه المواصفات إلا على نسبة قليلة جداً من الفتيات . مما يعني ضآلة فرصة الفتاة التي تملك مواصفات عادية ، فما ظنكِ بالفتاة ذات المواصفات الجمالية المتواضعة جداً جداً .

3. انخفاض دخل الفرد السعودي وارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة امتلاك مسكن ... الخ .

4. رفض الزواج بالطبيبة والصيدلية وخصوصا الممرضة وكل من تعمل بعمل فيه اختلاط ومناوبات .

5. تمسك الكثير بما يسمى الأصل فلا يزوج إلا من كان (( قـبـيـلي)) !!! أي له انتماء قبلي ، حتى لو بلغت سن المرأة الأربعين فلن يزوجها إلا أصيلا .

6. جسر البحرين السعودية ويعتبر من أهم الأسباب

إن زواج الأجنبي بالسعودية في نظر الكثيرين من أبناء مجتمعنا مرفوض ، ذلك كونه يصطدم بجبال من العادات والتقاليد .

إلا أن أفراد المجتمع السعودي ليسوا جميعهم ذوي انتماءات قبلية ، حيث العرف الاجتماعي ـ وهو عرفاً جاهلياً ـ يفرض عليهم عدم تزويج من ليس له انتماءات قبلية حتى وإن كان سعودي .

ومن المعروف أن المجتمع السعودي به مختلف الأعراق فهناك من السعوديين من ترجع أصولهم إلى أفريقيا وهؤلاء منتشرين في جميع أنحاء المملكة وقد كانوا من الرقيق قبل إلغاء الرق في عهد الملك فيصل رحمه الله . وهناك من السعوديين من ترجع أصولهم إلى دول إسلامية كدول شرق آسيا والدول الإسلامية التي انفصلت عن روسيا والهند والباكستان وهؤلاء الأخوة يتركزون في الحجاز ، و قد استوطنوا الحجاز منذ القديم .

وهناك من حصلوا على الجنسية حديثاً وهم من مختلف الدول العربية والإسلامية، واقصد بحديثاً أي أنهم وفدوا للمملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله . وعلى كل فالجميع يرتبطون برابطة الأخوة الدينية ، إلا من بعض الأفراد الذين يتصفون بداء العنصرية المنتن .

وعلى ذلك فإن رفض تزويج الأجنبي من قبل السعودي ينحصر في تلك الفئة ذات الانتماء القبلي إلا من قلة قليلة جداً تجاوزت الحصار المضروب عليها من قبِل العادات والتقاليد ، وزوجت الأجنبي . ولا يعني ذلك أن باقي الفئات في المجتمع لا تمانع في تزويج الأجنبي ، بل أن هناك من الفئات المختلفة ترفض تماماً مبدأ زواج الأجنبي بسعودية .

وتنحصر الأسباب التي ينطلق منها الرافضين لمبدأ زواج الأجنبي بسعودية فيما يلي :

1. إما لأسباب قبلية ، أي أن المنطلق هاهنا هو تعصب قبلي . 2. وإما بسبب الخوف من مشكلات قد تحدث كرغبة هذا الأجنبي بالعودة لبلده ، أو لخوفه أن يطلق ويرحل تاركاً أطفاله ... الخ . 3. وإما لاختلاف العادات والتقاليد التي تفرض عدم السماح لمثل هذا الزواج خشية العار.

إذاً لا يوجد إنفاق بين أفراد المجتمع على سبب توقفه ورفضه لتزويج الأجنبي ، فكل له منطلق ينطلق منه في سبب رفضه . فكما لاحظنا هناك من منطلقاته عنصرية ، وهناك من منطلقاته الخوف ، وهناك من منطلقاته توجس فشل الزواج بسبب اختلاف العادات والتقاليد .. الخ .