عشر ممارسات أساسيّة بين الزوجين
قام الدكتور جون كيري المتخصص في شؤون العلاقات الإنسانية بتأليف كتاب احدث ثورة في المبيعات وشدة الإقبال على اقتنائه في أوروبا أسماه ( الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ) حيث يفتتح الكاتب كتابه بقصة خيالية تتحدث عن رجال يسكنون كوكب المريخ قد رصدوا وجود نساء على كوكب الزهرة فصنعوا المركبات الفضائية ليحطوا عند الزهروات ، فأعجبوا بهن واقترنوا وأنجبوا الأولاد والبنات وعاشوا في سعادة ونبات حتى ضاقت عليهم كوكب الزهرة ، وبعد مشاورات قرروا الرحيل لكوكب آخر يتسع لهم ولذريتهم فاختاروا الأرض ليستقروا بها ، وبعد فترة من الزمن وبفعل الظروف المناخية التي تأثروا بها نسي أهل الكوكبين أنهم من بيئتين مختلفتين ، وصاروا يتعاملون مع بعضهم البعض وكأنهم من نفس الكوكب ، من هنا نشأت أزمة تفاهم بين الرجال والنساء منذ ذاك الزمان والى زماننا هذا والجنسين لا يفهمون بعضهم البعض لتنشأ المشاكل بينهما دون حلول ترضيهم . 
استغرق تأليف الكتاب حوالي سبع سنوات حيث أجرى الدكتور جون كيري أبحاثا على 25 ألف من الأزواج ، استطاع من خلالها أن يرصد أهم المشكلات الاجتماعية والإنسانية التي تعترض الأزواج على حد سواء . 
 
عشر ممارسات أساسية بين الزوجين
 
1 - تتصرف المرأة وكأنها أم لذلك الرجل وتعامله معاملة الأطفال :
فليعلم الزوجان بان الإكثار من الشيء والإلحاح يؤدي في النهاية الى ضيق الطرف الآخر لانه يحس بأنه مكبوت ومحاصر من الطرف الأول ، فلنتخيل مثلا لو كان الزوج مريضا فإنك وبلا شك ستعطينه الدواء اللازم ولمدة محدودة يقررها الطبيب المعالج ، ولكن هل ستستمرين في إعطاءه الدواء وتجبرينه على ذلك ، من البديهي ان تناول تلك الجرعات الزائدة سوف تؤدي الى نتائج وخيمة وقد يفضي به المقام للوفاة .
وهذا الخطأ شائع جدا في الوسط النسائي وهو مدمر للعلاقة بينهن وبين الرجال ، فالمرأة تعتقد ان الرجل لا يستطيع الأعتناء بنفسه أو ترتيب حياته ، تعتقد أن الرجل غير مؤهل للقيام بذلك بنفسه وإنه يحتاج إليها لكي تدير وتدبر حياته . 
قد يكون ما تدعيه المرأة حقيقة وله أساس من الصحة إلا أن ذلك ليس مجال بحثنا هنا ، ولكن هذه الحقيقة أحب أن أوردها للنساء ، عندما تعامل المرأة الرجل على إنه طفل صغير فإنه سيتصرف تصرف الأطفال ، وإذا عاملته على إنه غير كفؤ فإنه سيتصرف على ذلك النحو . 
 
2 - الرجل بطبيعته يحب الاختصار :
في أثناء النقاش نرى الزوجة عندما تتحدث عن مشكلة معينة فإنها تبدأ بذكر التفاصيل المملة هي في أساسها ليست مهمة عند الزوج ، ولا تمثل عنده أي قيمه ، فنجده يستمع لها على مضض وهو يحاول ان يضبط أعصابه ، بينما نجد الزوجة تسرد الوقائع والأحداث بكل راحة وهدوء ، فالرجل يحب ان يصل الى لب الموضوع مباشرة دون دوران او تفصيل . 
 
3 - المرأة عندما تتحدث فإنها لا تستطيع التركيز على موضوع واحد معين
وانما تنطلق الى عدة محاور سواء كانت قديمة او جديدة بدون إعطاء أولوية معينة ، فالنساء يتطرقن للمشاكل بصورة عشوائية ودون الوصول الى نتيجة إيجابية ، فتذكر ما حصل بالماضي وما قد يحصل في المستقبل ومالا قد يحصل أصلا ان كل ما تريده هنا هو التعبير عما في داخلها والوصول الى درجة الراحة النفسية بالتعبير والحديث ، بغض النظر عن الوصول للنتيجة المطلوبة او إيجاد حل معين لعلاج القضية . 
 
4 - الرجل عندما يفكر لا يتحدث بل يلزم الصمت  .
بينما المرأة عندما تفكر فإنها تتحدث وتفكر في نفس اللحظة . 
 
5 - كقاعدة نفهمها : الرجال يخافون من الفشل في الحياة والنساء يخافن من الرفض من الآخرين  .
ولذلك عندما يخطئ الزوج او عندما تواجه مشكلة معينة فانه يرفض ان تنصحه الزوجة او ان تقدم له مشورة ، بل تثيره وتغضبه وتجعله يشعر بأنها تحاول التقليل من قدرته وإحساسه بالشلل ، وعدم القدرة على حل المشكلة مما توقعه في دائرة الفشل الذي يخشى منه ، صحيح إنها بتصرفها العفوي هذا دافعه الحب والحرص والمشاركة ، لكن الزوج يفهم تصرفها على إنها إهانة له والحرج وقد تسبب له جرحا مؤلما لا يلتئم سريعا ، فالرجل لا يتقبل نصيحة الزوجة إلا في حالة واحدة فقط وهي ان يطلبها هو شخصيا منها . 
 
6 - الرجل عندما يحب الزوجة فانه يحبها على ما هي عليه .
ولا يحاول تغييرها بل يتكيف مع طبائعها ونفسيتها ولن يتطاول التغيير إلا في المسائل الخارجية من ناحية الملبس والستر خارج المنزل فقط ، أما بالنسبة للزوجات فإنهن لو أحبن الرجال يحاولن تغييرهم قدر الإمكان وطبعا هذا التصرف النسوي لا يعجب الرجال ولا يتقبلونه في كثير من الأحيان فتبدأ المعاناة بينهما ، فالرجل عندما يحب يتكيف ولكن المرأة عندما تحب تسيطر وهذه مسألة فطرية لن يستطيع أحدا من البشر ان يغيرها .
 
7 - نظرة الزوج للحياة بطريقة هرمية رأسية  .
أما الزوجة فنظرتها للحياة سطحية أفقية : وهذه حقيقة مهمة جدا للأزواج ، فالرجل لن يشعر السرور إلا إذا أحس انه قد حقق نجاحا في حياته ، لانه نظرته للحياة عبارة عن كفاح وتحدي وإصرار لاثبات الذات ، يجب عليه ان يحققها بمفرده ودون مساعدة الزوجة ، لأن أي تدخل منها يحط من مكانته في السلم الهرمي الذي يعيشه الرجال إلا إذا طلب منها ذلك شخصيا ، أما الزوجة فنظرتها للحياة عبارة عن إشباع النفس بالحب والاهتمام والعطاء ، فالرجل عالمه عبارة عن مشاكل ومصاعب وتحديات يجب التغلب عليها ، إما النساء فعالمهم عبارة عن علاقات اجتماعية وحب متبادل وعواطف جياشة وتعاون مشترك . 
 
8- الزوج عندما يصل الى حالة التعب والإرهاق والإجهاد .
 فانه لا يرغب بالكلام او الحديث بل ينشد الراحة والهدوء وهذا ما يجده في بيته عندما يرجع الى منزله مرهقا في المساء ، أما الزوجة فإنها في حالة التعب والإجهاد ترغب في الحديث حتى ترفه عما في داخلها ، ناهيك عن سكوتها طوال اليوم والزوج غير موجود بجانبها ، فأنه عندما يعود يجد الزوجة متلهفة في انتظاره وتود التسامر والحديث معه .
 
9- كلما اقتربت الزوجة من زوجها وارتمت في حضنه كلما أحس بالقوة والحماس والنفوذ  .
فلا غرو في ذلك خاصة وان زوجته قد أحسسته بأنه صاحب الكلمة والقيادة في زمن قد ترجل فيه النساء ، فمجرد ان يحس الزوج ان زوجته ليست بحاجة أليه فانه يحس بالفتور وقد تذبل الحياة الزوجية بينهما مما تتولد القطعية والانشقاق .
 
10 - يحتاج كلا الزوجين لقدر كافي من الحب .
 فالاحتياج العاطفي عند الزوج يختلف عن الاحتياج العاطفي لدى الزوجة ، ولكن للأسف لا يدرك الزوجان هذه الحقيقة من ناحية اختلاف الاحتياجات العاطفية ، مما تنذر بالمزيد من المشاكل بينهما ، وتتعقد الحياة الزوجية اكثر فأكثر وذلك نتيجة لعدم فهم الزوجين لنفسية الآخر والجهل بطرق العلاج ومحاولة إصلاح الأعطال ، المشكلة هنا ان الزوج عندما يحاول ان يسعد الزوجة فانه يقدم لها ما يحتاجه عالم الرجال وليس ما تحتاجه النساء لانه لا يعرف احتياجات الأنثى ، إضافة على ان الرجال يظنون ان احتياجات النساء من العواطف هي نفسها التي يحتاجها الرجال وكذلك العكس بالنسبة للنساء . 
 
 منقول / النت
الكاتب : د. خليفة المحرزي