قوانين شُح الطلاق ومودة الزواج !!
القانون الأول: الزواج يعني أن لكل مشكلة حلا !!
القانون الثاني: الطلاق يعني أن لكل حل مشكلة !! 
القانون الثالث: العدل لا يصلح للزواج أبدا !!! 
القانون الرابع: المقارنة أكبر أخطاء الزواج !!!
القانون الخامس: ينتهي بر الأم ببداية حق الزوجة والعكس صحيح !!!
القانون السادس: الفقر لم يكن سببا للطلاق !!
 
ولتستوعب هذه القوانين ، انطلق مع هذا المقال ، وأتمه ، فإنه يحتاج 4 دقائق فقط .
لم أجد أعظم من وصف القرآن الكريم لحالة ما قبل الطلاق ، وصفها بثلاث كلمات فقط ، تختزل كل الشرح ، وكل النصائح ، وكل الحلول ، وكل القصة ، والكلمات الثلاثة والمفتاح الهائل هي " وأحضرت الأنفس الشح " وثقل الآية الأكبر على الرجل قطعا لأنه صاحب القرار.
ومن الكلمات الثلاثة نجد أن القصة في " النفسية " التي تصبح في أدنى مستواها من العطاء ، تكون " شحيحة " بخيلة ، فيها صفة " الأنانية " وأن نفس السبب الذي دفع " هذا الشخص " للطلاق ، حصل مع عشرات ومئات غيره ، بنفس الظروف ، وكانت النتجية " مشكلة عابرة انتهت "
مثلا : أخوان توأمان متزوجان من أختين توأمتين ، ويحصل معهما نفس القصة في نفس البيت ، هذه تؤدي للطلاق وتلك لا تؤدي بسبب قصة نفسية فقط !!
فالقصة كلها في النفس التي تتغير حالتها من الإيجابية إلى السلبية في لحظة ، وعليه فكل من طلق زوجته من الرجال فإنه كان في نفسه " بخل " شديد في وقتها ، وهذا البخل ليس أصيلا ، وإنما يحضر في ساعة الطلاق " أحضرت الأنفس " أحضر بمعنى يأتي إلى النفس أسوأ وما فيها ،
الآن أدخل في أسباب الطلاق المباشرة ، والتي تحفل بها المحاكم ، وتصل للسادة العلماء ، ولقد اطلعت على الكثير منها وعلى مئات الأسباب ، وحتى لا أطيل سأضع أسباب ظاهرة أدمج فيها البقية :
1- " حب الزوج لزوجته "
والفرق بين " الحب والعدل " الذي لا ينتبه له معظم المتزوجين ، مثال : 
لو قلت لزوجتك خذي 10 دولار مثلا وأخذت 15 ، في أي مقياس سنضع هذا !! 
إذا كان مقياسنا " العدل " فالزوجة قد " أخطأت " أو " سرقت " وإذا كان قياسنا " الحب " فالأمر مختلف ، لذلك فمن البداية أقول إن ميزان " الحق والعدل والقضاء " لا يصلح للتعامل بين الأزواج إطلاقا ، لأن العدل حاد كالسيف ، لا يقبل الحالة الوسط ،
وقد اختار الله لفظة رائعة ، في أصل العلاقة الزوجية وسماها " المودة " لذلك أنا شخصيا أضع هذا الميزان " الحب يؤدي للمودة ، والمودة تؤدي إلى الرحمة " وهذا هو السلم الطبيعي للعلاقة بين الأزواج ، فإيك ، وإياكِ من قيمة " العدل " في الزواج ، بل قيم " المودة " وبهذه النقطة تحديدا أظن أن معظم مشاكل الزواج يمكن حلها ، لأن " النفس " التي فيها صفة المودة والرحمة ، ستقود لعمل " صالح " مع أي مشكلة ابتداء ، وستجد " لكل مشكلة حلا " والنفس " الشحيحة " البخيلة ستؤدي إلى عمل " طالح " وستجد " لكل حل مشكلة "
2- التكنلوجيا الحديثة !!
وآفتها الأولى أنها تخلق " المقارنة " والمقارنة ظالمة جدا " !!! تخيل أن زوجتك نفسها وأنت لا تعرفها من قبل ، رأيتها في " صورة " 90% منها فوتوشوب !! أو في تلفزيون 90% من صورته مركب من الإضاءة والميكاب الاحترافي وكامير FHD كن متأكدا 100% أن الشكل سيتغير إلى حد 70% ، وربما لن تعرفها ،
لذلك كيف يحصل مقارنة " الزوجة بأخرى في التلفزيون " أو بصورة فوتوشوب " !! من أول مرة الزوجة تبدأ المنافسة وقد خسرت 70% وهي الصناعة الإعلامية الخادعة ،
وفي جانب قليل جدا تقارن فيه الزوجة مع زوجها ، ولكن مقارنة الزوجة بشخص آخر غير زوجها ليست في الشكل كما يتوهم البعض ، بل في " الرومانسية " وهذه خدعة منقولة من المسلسلات ، فالزوج ينبهر بالشكل المصطنع ، والزوجة تنبهر بالرومانسية المصطنعة !! وهذا كذب ، وهذا كذب !! لذلك خلق المقارنة هو أول آفات التكنلوجيا الحديثة ، ويجب أن تنتهي فورا من العقول ، لأنها خدعة ، ليست حقيقة أبدا .
ويدخل في التكنلوجيا الحديثة : الهواتف الذكية !! وهي خيال آخر لكن قد يصاحبه تواصل بين شخص وبنت أخرى ليست زوجته ، والحقيقة هي أن هذا الزوج يتكلم مع عشرين أو ثلاثين بنتا أخرى ، وهذه البنت التي تتحدث معه تتكلم مع عشرين أو ثلاثين غيره ، لتدخل القصة كلها ضمن " تواصل اجتماعي افتراضي " وإن كان فيه محاذير
لكن أقول للزوجة : يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح ، فالمحادثات والاكتشافات على مواقع التواصل إن وقعت في يدك من هنا أو هناك ، فيجب التعامل معها " بحذر شديد " وبذكاء شديد ، وليس المواجهة والمغالبة ، والأفضل عدم التنصت على الهواتف للرجال أو الإيملات أو مواقع التواصل ، لأن النتائج من وراء " التنصت والتجسس " كانت تقول دائما أن إصلاح الخطأ الصغير بطريقة خطأ ، تؤدي إلى مفسدة أكبر .
3- "أم الزوج وأم الزوجة "
والآباء غالبا لا علاقة لهم بتلك القصص ، وإنما يتبعون توجه الأمهات !! أو يتكبرون عن التدخل للصلح !! ولقد فكرت كثيرا في هذا الموضوع ، ووجدت أن أم الزوج تكون سببا لتعكير الزواج في البدايات ، بينما أم الزوجة تكون سببا في تعكيره في الوسط والنهايات.
وهناك خلط شرعي كبير في فهم الزوج للعلاقة بين " زوجته وأمه " والنصوص تؤكد له أن الأم أهم من الزوجة ، لكن هناك حدود فاصلة في هذا الموضوع .
دعوني أتقدم خطوة واحدة جريئة باتجاه هذه الحدود المسكوت عنها غالبا ، لأضع لكم هذا القانون الفاصل في العلاقة بينهما 
" البر بالأم ينتهي عند حدود حق الزوجة " مثل قانون " حريتك تنتهي عند ما تؤثر على حريتي "
إن كل حق منصوص للزوجة ومنه " بيت الزوجية " فهو من حق الزوجة في أن يكون لها جانب من الحكم فيه ، ووفق ما هو متعارف عليه في عقود الزواج وأعراف الناس ، لذلك لا يحق للأم مثلا أن تقول : اضرب زوجتك !! ولا يحق لها القول : لا تعط النفقة لها !! ولا يحق لها القول : خذ منها ذهبها واعطه لي !! ولا يحق لها القول : أخرجها من البيت !! ولا يحق لها القول : لا تحبها !! ولا يحق لها القول : طلقها !! ولا يحق لها القول : اهجرها ، وهكذا في مائة حق !! فكل حق أصيل من حقوق الزوجة ليس من بر الأم الأخذ به وهو تجاوز على الحق
وهذا قاعدة وضعتها اجتهادا بعد بحث في تداخل فهم " الشباب " وخاصة " المتدين " في رسم علاقة بين زوجته وأمه ، وظهور " فيديوهات " للمقارنة السيئة بين " الأم والزوجة " بوصفهما عدوتين " فيعتقد المجتمع أن الميلان للأم يستلزم منه بغض الزوجة !!!
 
لذلك أصل هذه العلاقة أن الأم لا تتجاوز على ما هو " حق الزوجة " والأمر نفسه منطبق على الزوجة فكل ما تقدم ، لا يحق للزوجة أن تقوله : لا تحب أمك !! لا تعطيها المال ، لا تذهب لها ، لا تسكن معك !! لا تخرج معها ، لا تأخذها للطبيب !! وهكذا ، فلكل حقه ، وهذا لا يعني عدم البر ...
 
أما ما يتعلق بالأسباب : فتبدأ مشكلة " أن الأم مشكلة " عندما تفشي الزوجة الأسرار !! أو يفشي الزوج الأسرار ، ومعظم الأسرار الزوجية والعائلية مصدرها النساء وبنسبة أقل الرجال ، ولتعلم الزوجة أن كل سر سيء يخرج من فمها لأمها أو جارتها أو صديقتها فإنه يهدد مستقبل هذه العائلة ، لأن الذي يسمع السر السيء قد يستخدمه عليك حتى لو كان " الأم " ، في حين كنت تتوقع أنه يستخدمه لك ، وقد يستخدمه ضدك لأنه " أحمق " لا يفهم الصح من الخطأ .
هذا القدر يكفي حتى لا تقولون : عامر يطيل !!
 
* من صفحة الماتب على الفيس بوك
الكاتب : أ. عامر الكبيسي