طباعة |
فالسَّعيدُ مَن إذا حصَلتْ له امرأةٌ أو جارِيةٌ فمالَ إليها ومالتْ إليه وعَلِمَ سترَها ودينَها أنْ يعْقِدَ الِخنْصَرَ على صُحبتِها ؛ وأكثرُ أسبابِ دوامِ مَحبَّتِها : ( ألا يُطلِقَ بصَرَه ) فَمتى أطلقَ بصَرَه أو أطْمَعَ نفْسَه في غيْرِها فإنَّ الطَّمعَ في الجديد :
- ينُغِّصُ الخَلِقَ .
- وينقصُ المُخالَطةَ .
- ويسترُ عيوبَ الخارج .
- فتميلُ النَّفسُ إلى الُمشاهَدِ الغريبِ ويتكَدَّرُ العيشُ مع الحاضِرِ القريبِ .
كما قالَ الشَّاعرُ:
وَالمَرْءُ ما دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا :: فِي أَعْيُنِ الحُورِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ
يَسُـرُّ مُقْلَتَــهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَــهُ :: لا مَــــرْحَبًا بِسُرُورٍ عَــادَ بِالضَّــــــرَرِ
ثمَّ تصيرُ الثانيةُ كالأولى وتطلُبُ النَّفسُ ثالثةً، وليسَ لِهذا آخرٌ ...
ومَن لم يقبلْ هذا النُّصحَ تعثَّر في طُرُق الهوى، وهَلَك على البارِدِ، ورُبَّما سَعى لِنفسِه في الهلاك العاجلِ أو في العارِ الحاضرِ .
بتوقيع : ابن الجوزي ( صيد الخاطر )
|
|
الكاتب : اختيار ناصح |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 http://naseh.net/print.ph/ |